ضربة استباقية تهز تجار السموم والسلاح قبل الكريسماس.. الداخلية تحبط مخططا لتهريب أفيون وهيروين.. سقوط أخطر بؤر الكيف بعد مواجهة مع الشرطة بأسوان.. مقتل 5 عناصر شديدة الخطورة وتحريز مخدرات بـ103 ملايين جنيه

لم تكن تلك الليلة عادية في جنوب البلاد، فمع الساعات الأولى للفجر كانت أجهزة وزارة الداخلية تضع اللمسات الأخيرة على واحدة من أخطر العمليات الأمنية التي استهدفت بؤرًا إجرامية عابرة للمحافظات، تخصصت في جلب وتجارة المواد المخدرة والأسلحة النارية غير المرخصة.

عملية جاءت بعد أيام من العمل السري الدقيق، والمتابعة المتواصلة لتحركات عناصر جنائية شديدة الخطورة اعتادت تحدي القانون والاعتماد على السلاح لفرض نفوذها.

الداخلية تكشف أخطر بؤرة للإتجار في المخدرات
 

معلومات وتحريات قطاعي الأمن العام ومكافحة المخدرات والأسلحة والذخائر غير المرخصة، وبالتنسيق الكامل مع أجهزة الوزارة المعنية، رصدت نشاطًا مكثفًا لتلك البؤر الإجرامية داخل نطاق عدد من المحافظات.

التحريات أكدت أن الشبكات المستهدفة لم تكن مجرد مجموعات عشوائية، بل تنظيمات إجرامية محكمة التخطيط، تعتمد على خطوط إمداد ثابتة لجلب كميات ضخمة من المواد المخدرة المتنوعة، إلى جانب ترسانة من الأسلحة النارية غير المرخصة، تمهيدًا لترويجها وتحقيق أرباح طائلة على حساب أمن المجتمع وسلامة شبابه.

الداخلية تداهم أخطر بؤرة إجرامية في جنوب البلاد
 

مع اكتمال الصورة أمام الأجهزة الأمنية، بدأت مرحلة تقنين الإجراءات القانونية، وسط حرص شديد على عنصر المفاجأة، وفي توقيت محسوب بعناية، تحركت القوات بمشاركة عناصر من قطاع الأمن المركزي لاستهداف أوكار تلك البؤر الإجرامية.

كانت محافظة أسوان مسرحًا لأخطر فصول المواجهة، حيث بادر عدد من العناصر الجنائية شديدة الخطورة بإطلاق الأعيرة النارية فور استشعارهم وجود القوات، في محاولة يائسة للهرب أو فرض واقع بالقوة.

مقتل 5 عناصر إجرامية في مواجهات أمنية حاسمة
التعامل الأمني جاء حاسمًا وسريعًا، وأسفر عن مقتل خمسة من أخطر العناصر الجنائية، سبق صدور أحكام قضائية ضدهم بالسجن والسجن المؤبد في قضايا مخدرات وحيازة أسلحة نارية بدون ترخيص، فيما تمكنت القوات من السيطرة الكاملة على الموقف، وضبط باقي العناصر المتورطة دون وقوع إصابات بين صفوف رجال الشرطة، في مشهد عكس مستوى الاحترافية العالية والتدريب المتقدم للقوات المشاركة في العملية.

ومع تمشيط أماكن اختباء المتهمين، تكشفت أبعاد النشاط الإجرامي لتلك الشبكات، حيث عثرت القوات على كميات هائلة من المواد المخدرة المتنوعة، بلغت قرابة طن ونصف الطن، شملت الحشيش والهيدرو والشابو والهيروين والأفيون، كانت معدة للترويج داخل السوق المحلي.

كما تم ضبط 71 قطعة سلاح ناري متنوعة، استخدمتها العناصر الإجرامية في تأمين نشاطها غير المشروع وفرض السيطرة على مناطق نفوذها.

التقديرات الأولية أشارت إلى أن القيمة المالية للمضبوطات من المواد المخدرة تجاوزت 103 ملايين جنيه، وهو رقم يعكس حجم الخسائر التي لحقت بتلك الشبكات الإجرامية، ويوجه ضربة قاصمة لقدرتها على الاستمرار أو إعادة تنظيم صفوفها في المستقبل القريب.

خبراء أمنيون يشيدون بجهود الداخلية في ملاحقة المخدرات
 

العملية لم تكن مجرد نجاح أمني عابر، بل رسالة واضحة بأن الدولة ماضية بقوة في مواجهة تجار السموم وحائزي السلاح غير المرخص، وأن أي محاولة للعبث بأمن المجتمع ستقابل برد حاسم لا تهاون فيه.

وقد جرى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الوقائع، وإحالة المتهمين المضبوطين إلى جهات التحقيق المختصة لاستكمال المسار القضائي.

خبراء أمنيون أشادوا بالعملية، مؤكدين أنها تعكس تطورًا ملحوظًا في أساليب العمل الأمني، سواء على مستوى جمع المعلومات أو التخطيط والتنفيذ الميداني.

وأشار اللواء عمرو الشرقاوي الخبير الأمني، إلى أن استخدام الأجهزة الحديثة والتقنيات المتطورة في تتبع تحركات العصابات المنظمة أسهم بشكل مباشر في إحباط مخططات إجرامية كانت تستهدف إغراق المجتمع بكميات ضخمة من المخدرات.

وأضاف اللواء أحمد جمال الدين الخبير الأمني، أن استمرار تلك الضربات الاستباقية يمثل خط الدفاع الأول لحماية الشباب من الوقوع في براثن الإدمان، وتجفيف منابع تجارة السموم التي تهدد استقرار الأسر والمجتمع.

كما أكدوا أن الحسم في مواجهة حائزي السلاح غير المرخص يسهم في تقليص معدلات العنف وفرض هيبة القانون، ويعزز الشعور بالأمن لدى المواطنين.

وبينما تطوي الأجهزة الأمنية صفحة جديدة من المواجهة مع الجريمة المنظمة، تبقى الرسالة الأوضح أن معركة الدولة ضد المخدرات والسلاح مستمرة بلا هوادة، وأن يد العدالة ستطال كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن، مهما حاول التخفي أو الاحتماء بالسلاح.

المتهمون والمضبوطات 

المتهمون والمضبوطات 

المتهمون والمضبوطات 

المتهمون والمضبوطات 

المتهمون والمضبوطات

المتهمون والمضبوطات 

المتهمون والمضبوطات

المتهمون والمضبوطات