فصل الشتاء هو الموسم الذى يشهد أعلى نسبة انشار لفيروس الأنفلونزا، والذى أحد أكثر الأمراض التنفسية المُعدية شيوعًا، ويظهر على شكل حمى حادة مصحوبة بدرجات متفاوتة من الأعراض، تتراوح بين التعب الخفيف والحمى وصولا فى حالة المضاعفات الشديدة، إلى فشل الجهاز التنفسي والوفاة.
ووفقا لموقع "Medscape"، على الرغم من أن سلالات فيروس الأنفلونزا الموسمية، المنتشرة خلال دورة الأنفلونزا السنوية تُشكل مصدر قلق كبير على الصحة العامة، إلا أن سلالات أنفلونزا أكثر فتكًا منها ظهرت بشكل دوري، و تسببت في ثلاث أوبئة عالمية خلال القرن الماضي، كان أسوأها عام ١٩١٨، أو ما يعرف بجائحة الأنفلونزا الإسبانية.
الانفلونزا الإسبانية
وفقا لموقع "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC"، تعد جائحة الأنفلونزا عام ١٩١٨ ، المعروفة بالأنفلونزا الإسبانية، أشدّ جائحة في التاريخ الحديث، والتى تسبب بها فيروس H1N1 ذي جينات طيورية، ورغم عدم وجود إجماع عالمي حول مصدر الفيروس، إلا أنه انتشر عالميًا خلال عامي ١٩١٨ و١٩١٩. وفي الولايات المتحدة، اكتُشف لأول مرة لدى أفراد عسكريين في ربيع عام ١٩١٨.
تشير التقديرات إلى أن الفيروس تسبب فى إصابة حوالي 500 مليون شخص، أي 30% من سكان العالم، بهذا الفيروس، وقُدِّر عدد الوفيات بما لا يقل عن 50 مليون حالة وفاة حول العالم، منها حوالي 675 ألف حالة وفاة في الولايات المتحدة، كما وكان معدل الوفيات مرتفعًا لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، والذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا، والذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر.
وكان ارتفاع معدل الوفيات لدى الأصحاء، بمن فيهم من تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا، سمةً فريدةً من سمات هذه الجائحة.
رغم تصنيع وتقييم فيروس H1N1 لعام 1918 ، إلا أن الخصائص التي جعلته شديد الخطورة لا تزال غير مفهومة جيدًا، وفي ظل غياب لقاح للحماية من عدوى الأنفلونزا، وعدم وجود مضادات حيوية لعلاج الالتهابات البكتيرية الثانوية المرتبطة بعدوى الإنفلونزا وقتها، اقتصرت جهود المكافحة عالميًا على إجراءات غير دوائية ، مثل العزل والحجر الصحي، والنظافة الشخصية الجيدة واستخدام المطهرات وتقييد التجمعات العامة.
جائحة 1957-1958 (فيروس H2N2)
في فبراير 1957، ظهر فيروس أنفلونزا أ (H2N2) جديد في شرق آسيا، مسببًا جائحة (الإنفلونزا الآسيوية)، حيث تكوّن هذا الفيروس من ثلاثة جينات مختلفة من فيروس H2N2 نشأ من فيروس إنفلونزا الطيور أ، بما في ذلك جينات الهيماغلوتينين H2 والنورامينيداز N2.
أُبلغ عن الفيروس لأول مرة في سنغافورة في فبراير 1957، وهونغ كونغ في أبريل 1957، وفي المدن الساحلية بالولايات المتحدة في صيف عام 1957، وقدر عدد الوفيات بـ 1.1 مليون حالة وفاة حول العالم، و116,000 حالة وفاة في الولايات المتحدة.
جائحة 1968 (فيروس H3N2)
نتجت جائحة عام ١٩٦٨ عن فيروس أنفلونزا أ (H3N2)، الذي يتكون من جينين من فيروس أنفلونزا الطيور أ، بما في ذلك هيماغلوتينين H3 جديد، ولكنه يحتوي أيضًا على نيورامينيداز N2 من فيروس H2N2 لعام ١٩٥٧.
كشف عن الفيروس لأول مرة في الولايات المتحدة في سبتمبر ١٩٦٨، وقُدِّر عدد الوفيات بمليون حالة وفاة حول العالم، وحوالي ١٠٠ ألف حالة وفاة في الولايات المتحدة، وكانت معظم الوفيات الزائدة بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم ٦٥ عامًا فأكثر. ويستمر فيروس H3N2 في الانتشار عالميًا كفيروس إنفلونزا موسمي أ.
جائحة H1N1 لعام 2009: ظهور فيروس أنفلونزا جديد
كان فيروس (H1N1)pdm09 مختلفًا تمامًا عن فيروسات H1N1 المنتشرة وقت الجائحة، حيث لم يكن لدى سوى عدد قليل من الشباب، مناعة ضد الفيروس، ولكن ما يقرب من ثلث الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا لديهم أجسام مضادة ضد هذا الفيروس، على الأرجح من التعرض لفيروس H1N1 أقدم في وقت سابق من حياتهم.
و نظرًا لأن فيروس (H1N1)pdm09 كان مختلفًا تمامًا عن فيروسات H1N1 المنتشرة، فإن التطعيم بلقاحات الإنفلونزا الموسمية لم يوفر سوى حماية متبادلة قليلة ضد عدوى فيروس (H1N1)pdm09 ، في حين تم إنتاج لقاح أحادي التكافؤ (H1N1)pdm09 ، إلا أنه لم يكن متاحًا بكميات كبيرة حتى أواخر نوفمبر، بعد أن وصلت ذروة المرض خلال الموجة الثانية وانتهت في الولايات المتحدة.
في الفترة من 12 أبريل 2009 إلى 10 أبريل 2010، قدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن هناك 60.8 مليون حالة إصابة، و274.304 حالة دخول إلى المستشفى ، و12.469 حالة وفاة في الولايات المتحدة بسبب فيروس (H1N1)pdm09.
الوقاية من الأنفلونزا
- تجنب التواجد في الأماكن المزدحمة وغير جيدة التهوية
- الاهتمام بغسل اليدين بشكل منتظم وتجنب ملامسة العين والأنف
- تناول كميات كبيرة من السوائل والمشروبات الدافئة
- الإكثار من تناول الخضروات والفاكهة الغنية بفيتامين C لتقوية المناعة
- تغطية الأنف والفم عند العطس أو السعال والتخلص من المناديل الورقية فور استخدامها
- تلقي لقاح الأنفلونزا الموسمية