فيسبوك
واتساب
يشهد أهالي الصحراء الشرقية، وخاصة سكان منطقتي حلايب وشلاتين، ومرسى علم، حالة من الفرح مع قدوم فصل الشتاء كل عام، حيث يمثل هذا الفصل بالنسبة لهم بداية دورة حياة جديدة ترتبط بشكل مباشر بظهور المراعي وانتشار العشب داخل الأودية والسهول، ومع تساقط الأمطار خلال الأيام الماضية، بدأت ملامح الطبيعة تتغير، وظهرت الخضرة التي تمنح الماشية غذاءً طبيعيًا وفيرًا.
الأمطار بشرة خير لأهالى الجنوب
وتعد هذه الأمطار بمثابة بشرى خير للسكان البدو الذين يعتمدون بشكل رئيسي على تربية الإبل والأغنام كمصدر أساسي للرزق، فبمجرد أن تتساقط الأمطار وتسيل السيول داخل الأودية الجبلية، تدب الحياة من جديد في المناطق الجبلية والصحراوية، خصوصًا داخل قطاعات محمية جبل العلبة جنوب محافظة البحر الأحمر.
تحول الصحراء من أرض جرداء إلى مراع خضراء
قبل حلول الشتاء، تبدو الصحراء في هذه المناطق كأرض صفراء قاسية، إلا أن الأمطار تتحول سريعًا إلى مصدر الحياة الأول، حيث تنتشر الأعشاب في مختلف الأودية مثل وادي أم روسين ووادي أم الطيور ومنطقة ابرق والجاهلية وبرنيس وحميثرة، هذه الأودية شهدت امطار غزيرة وتساقط سيول بكميات كبيرة منها يعتبر مخزونًا طبيعيًا لرعي الإبل والغنم، وتحوّل المنطقة إلى لوحة خضراء تسر الناظرين.
الرعي.. الحرفة الأولى وأسلوب الحياة
رعي الإبل والأغنام هو النشاط الاقتصادي الأول والأهم لسكان مثلث جنوب البحر الأحمر ويعتمد الأهالي على المراعي الطبيعية التي لا تظهر سوى في الشتاء، مما يجعل هذا الفصل موسم ازدهار اقتصادي واجتماعي، ومع توافر العشب، تتحسن صحة الإبل وتنشط حركة البيع والشراء في الأسواق المحلية، وعلى رأسها سوق الجمال الشهير في شلاتين.
من جانبه قال محمد على العبادى أحد أهالي منطقة الخير الجاهلية قديما التابعة لمدينة الشلاتين، أن الشتاء يمثل موسم الحياة الحقيقي بالنسبة لهم، حيث ينتظرون ظهوره كل عام بفارغ الصبر، ويشير إلى أن الأمطار الأخيرة شهدتها منطقتهم والمناطق القريبة منهم فى البداية ثم تساقطت علي الاودية فى حلايب والشلاتين إلا أنهم ومناطق الشيخ الشاذلى وبرنيس فى مرسى علم كانت الأحثر بسقوط السيول، حيث ان بدات بالفعل المناطق التى مرت بها المياه تكوين طبقة كثيفة من العشب داخل الأودية، مما انعكس بشكل مباشر على الماشية.
احتفالات خاصة بالأمطار ورحلات استكشافية
يفرح الأهالي بسقوط الأمطار فرحًا شديدًا، ويعبّرون عن ذلك بذبح الذبائح احتفالًا بقدوم موسم الخيرات، وبعد ذلك، ينطلق شباب القبائل في رحلات لاستكشاف المناطق التي شهدت أمطارًا وسيولًا، ويقيمون مخيمات صغيرة بالقرب من المراعي لرعاية الإبل والماشية والتمتع بالأجواء الباردة.
وتستمر هذه الرحلات أيامًا عدة، يجتمع فيها الأهل والأصدقاء بين الجبال والأودية، ويتشاركون جلسات السمر وإعداد المشروبات التقليدية مثل “الجبنة”، إضافة إلى تحضير الوجبات التراثية مثل السلات.
السلات.. وجبة الشتاء الأشهر في حلايب وشلاتين
تعد السلات إحدى أبرز الوجبات التي يشتهر بها سكان حلايب وشلاتين، ويتميز تحضيرها بطريقة بدوية خالصة تعتمد على وضع اللحم الضاني فوق حجارة البازلت المحماة فوق الجمر، مما يعطيها نكهة فريدة لا تتكرر. يجمع الأهالي الحجارة بعناية، ويغسلونها جيدًا، ثم تُسخّن حتى تتحول إلى جمر شديد الحرارة قبل وضع اللحم فوقها ليُشوى ببطء.
مشروب الجبنة.. علامة الضيافة والكرم
لا تخلو جلسات البدو في شلاتين من مشروب “الجبنة”، وهو المشروب الرسمي للقبائل. يتم إعداده بتحميص البن مع الحبهان أو القرنفل أو الزنجبيل في إناء فخاري، ثم يُدق ويُغلى ليُقدّم في مجالس تجمع الشباب والكبار على حد سواء، وهو جزء أصيل من تراث المنطقة.
جمال طبيعة الجنوب
بقايا الأمطار التى يظهر من بعدها العشب
بعد سقوط الأمطار بمنطقة الخير شمال الشلاتين
بدأ انتشار،العشب فى الصحراء
بدأ انتشار،العشب فى الصحراء الشرقية
الصحراء بدأت تمسون بالاخصر
الأبل ترعى فى الأودية الجبلية
