أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، يوم 15 ديسمبر 2025، عن الروايات المرشحة للقائمة الطويلة في دورتها لعام 2026، والتي تضم 16 رواية، تم اختيارها من بين 137 رواية ترشحت للجائزة هذا العام، ومن ضمن الروايات المرشحة ضمن القائمة الطويلة أربعة أعمال مصرية، وهو ما نستعرضه فى السطور التالية:
أصل الأنواع لـ أحمد عبد اللطيف
في فضاء سردي بين حي المنيل ومدينة الموتى، وبين مهندس مدني ولاعب كرة قدم وبائع فاكهة مخبر، تطرح "أصل الأنواع" سؤال الحب والسلطة والفقد، وبين أفراد بأصابع مبتورة وآخرين بأصابع ضخمة وموتى تهدمت عليهم مقابرهم، يتجسد شكل المدينة الجديدة وساكنيها في صورة سوريالية تتراوح بين السخرية السوداء والملهاة.

أصل الأنواع
فوق رأسي سحابة لـ دعاء إبراهيم
في روايتها الأحدث، تستمر الروائية دعاء إبراهيم في رسم شخصيات مكلومة بوجع الماضي، تتأثر البطلة بحياتها المأساوية مع أُمها وخالها وجَدَّتها، ولا تغفر لأبيها تركها في هذا المستنقع وابتعاده عنها ربما للأبد، تجترُّ المأساة وتختبر حدودها داخل ملابس الخجل والسكون، لكن أسفلها تتحرَّك الرياح الهادرة وتكشف عن وحشٍ عملاقٍ لا يتردَّد في قتل كل مَن يقف بطريقه.
تنتقل الفتاة إلى اليابان لتعيش مع أبيها في صدفة قدرية، وتنتقل الأحداث إلى بلاد غريبة، حيث تأخذنا الكاميرا إلى واقع جديد، تتمكن الفتاة من اقتحامه والسير بأدغاله بخطى ثابتة.

فوق رأسي سحابة
عزلة الكنجرو لـ عبد السلام إبراهيم
من أجواء الرواية: كنتُ طوال تلك السنوات أبحث عن ظلام يُشبهني، ظلامٌ فادحٌ أستقي ملامحه من ملامحي، يعبئ لونه الأسود من جبهتي وألامس، ببشرتي، صفحاته المكدس عليها اللون الأصلي للفناء، تتلاشى عند حضرته قيم الحياة، أعتنق، كلما جاء، مذهبَه مرتلًا أسفاره، وأمضي حين رحيله إلى عزلتي، ظلامٌ أركض فيه مثل كَنجرو أعمى يفتقر إلى بوصلة تعوض فقدانه لبصرِه. بطلُنا ضاق صدره من الحروب والنزاعات فنزح إلى منطقة جديدة بحثًا عن الأمان والسلام، وبعيدًا عن أي خلافات عرقية أو أيديولوجية، عزلةٌ يحاول فيها مع بقية الشخصيات وضع أسس وقواعد للمجتمع الجديد، فهل ينجح؟

عزلة الكنجرو
الاختباء في عجلة هامستر لـ عصام الزيّات
في عالم مليء بالخيبات والحياة الجافة، يعيش الدكتور "عمران" حياة أربعينية مملة، إلى أن يُنتدب للعمل بأحد مستشفيات الصعيد؛ تنقلب الدنيا على رأسه، وتتحول من مجرد الدوران في ساقية الحياة، إلى التورُّط في علاقة محظورة في قريةٍ لا تسمح للشمس أن تتعرف على وجوه نسائها، وبالتحديد أكثرهن جمالًا، في هذه الرواية: كيف يمكن لذنبٍ واحدٍ أن يغيرَ مسار حياة الإنسان بالكامل؟ لماذا تدمرت حياة "عجايبي".. الطالب الأول على دفعته في "كلية الهندسة"، ليتحول من مهندس ناجح محتمل إلى سائق عربة أُجرة، ومتهم بجريمة قتلٍ بشعة؟ هل يُمكن للإنسان أن يواجِه عواقب أفعاله بعد فوات الأوان؟ ما الثمن الذي سيدفعه الجميع لقاء لحظات من الضعف والاستسلام لمشاعر رغبة لحظية؟ في عالم الروائي "عصام الزيات" نترك التوقعات جانبًا؛ المفاجآت متتالية لا يمكن التبؤ بها، والضمير الإنساني حيٌّ مهما حاول الأبطال إسكاته.. لكن الثمن غالٍ وسيدفعه الجميعُ مهما قدّم المحبون من تضحيات.

الإختباء في عجلة هامستر