ناقش برنامج الستات مايعرفوش يكدبوا، المذاع عبر قناة CBC، قضية الزواج في بيت العيلة، التي أصبحت تمثل تحدياً كبيراً للعديد من الشباب والفتيات، حيث استضاف البرنامج كلاً من الدكتورة إيمان عبد الله، استشارية الإرشاد الأسري، إلى جانب بيرى البنداري ورانيا أحمد، لعرض وجهات نظر مختلفة حول ما إذا كان هذا النوع من الزواج محكوماً عليه بالفشل أم يمكن أن ينجح بشروط معينة.
بيت العيلة.. لماذا تحول إلى "بعبع" يخشاه المتزوجون؟
افتتحت مقدمات البرنامج النقاش بالإشارة إلى أن فكرة الزواج في بيت العيلة أصبحت من رابع المستحيلات في نظر الكثيرين، مؤكدات أن المشاكل في هذا الوضع لا تهدأ ولا تتوقف. وسلطت الإعلامية سهير جودة الضوء على أبرز الشكاوى المتكررة، مثل تدخل الحماة في تفاصيل حياة الزوجين لامتلاكها مفتاح الشقة، وتجاوز حدود الخصوصية بأخذ مقتنيات من منزل العروس، بالإضافة إلى المراقبة المستمرة والتدخل في القرارات وطريقة تربية الأبناء، وأكدت أن المشكلة الكبرى تكمن في الزوج الذي يتخذ موقفاً سلبياً ويرفض التدخل لحل الخلافات.
د. إيمان عبد الله: الزوج هو السبب.. والسكن مع الأهل يعيق نضجه
من منظور علم النفس الأسري، أوضحت الدكتورة إيمان عبد الله استشارى الإرشاد الأسرى، أن المشكلة الجوهرية تكمن في عدم اكتمال انتقال الزوج من دور الابن إلى دور الزوج. مضيفة: عندما يظل الزوج في بيت أهله، يبقى دوره كابن هو المسيطر، مما يعيق نموه في تكوين هويته المستقلة مع زوجته، ويفقد الزواج معناه الحقيقي.
وأشارت إلى أن الزوج يقع في صراع بين منطقة الأمان التي تمثلها والدته، وبين دوره الجديد، مؤكدة أن الزوج غير الحكيم هو السبب الرئيسي في تفاقم المشاكل، لأنه يفشل في الموازنة بين متطلبات أسرته الجديدة وواجباته تجاه أسرته الأصلية، ليصبح دوره "مُحجّمًا" ضمن قوانين الأسرة الكبيرة.
بيري البنداري: ليست كل التجارب سيئة.. والتعارف الجيد هو مفتاح النجاح
قدمت بيرى البنداري وجهة نظر مغايرة، حيث رأت أن السكن في بيت العيلة ليس بالضرورة تجربة سيئة، وأن الأمر يعتمد بشكل كبير على طبيعة الأشخاص. وقالت: "تربينا جميعاً في بيوت عيلة، وليس كل الناس سيئين. لو تقدم لابنتي عريس يسكن في بيت عائلته، سأحرص أولاً على معرفة أهله جيداً". وأكدت أن التعارف العميق بين العائلتين قبل الزواج هو مفتاح النجاح، مشيرة إلى أن هؤلاء الأهل قد يصبحون السند الأقرب والأسرع في أوقات الشدة، وأن العلاقة الجيدة مع الحماة ممكنة بالمعاملة الطيبة.
رانيا أحمد: حلم الخصوصية يتكسر على أعتاب بيت العيلة
من واقع تجربتها، ذكرت رانيا أحمد أن الزواج في بيت العيلة يمثل تحدياً كبيراً لحلم أي فتاة بالاستقلال والخصوصية. وأضافت: "الفتاة تتزوج لتحظى ببيتها الخاص وقواعدها الخاصة، ولكن عندما تدخل بيت العيلة، فإن هذا الحلم يتكسر". وأوضحت أن الزوجة الجديدة تجد نفسها أمام قواعد ونظام حياة قائم بالفعل، مما يخلق حالة من "الصدام" بين ما اعتادت عليه وبين الواقع الجديد الذي فُرض عليها، وهو ما يتطلب ميزاناً دقيقاً وناجحاً من جميع الأطراف لتجنب الخلافات.