عصام محمد عبد القادر

سرعة الرد على الشائعات.. مطلب جمعي

السبت، 13 ديسمبر 2025 11:48 ص


انتشار الشائعات عبر الفضاء الرقمي بات لحظيًا، ولا تتوقف عند حدود بعينها؛ فتجتاز المكان والزمان، وتصل للأذهان معلومات، أو أخبار، أو بيانات مكذوبة؛ فتصاب بما هو مشوب، وهذا وفق نمط المجال الذي تنتمي إليه تلك الشائعة؛ فقد تستهدف المجال التعليمي، أو الثقافي، أو السياسي، أو الاقتصادي، أو العسكري، أو الاجتماعي، أو الصحي، أو البيئي، ناهيك عن الأنباء المضللة الماسة لعدد من المجالات؛ لذا أضحت سرعة التعاطي معها، من خلال نشر ما يكذبها، ويشير إلى المعلومات الصحيحة أمرًا غاية في الأهمية.
سرعة الرد على الشائعات يجيب عن تساؤلات مشروعة لدى المتلقي، وعامل الوقت يمنع حدوث صراع معرفي متوقع، كما يقوض مسألة القناعة المزعومة، وهنا نخشى جراء البطء في الاستجابة أو الرد أن يتداول الخبر المفبرك بصورة بسيطة على مواقع التواصل الاجتماعي سريعة الانتشار، ومن خلال شاشات ممولة، وسرعان ما يتحول إلى محتوى رائج، بل، يصبح محل بحث واهتمام من القاصي والداني، وبالطبع يشار إلى الجهات المعنية بالتقصير، ولو من طائفة ليست بالكبيرة من المجتمع؛ فجميعنا يدرك الجهود المبذولة من المراكز الإعلامية لكثير من الوزارات والمؤسسات الوطنية.


أعتقد أن تعزيز ثقة المجتمع تتأتى من مواجهة سريعة وناجزة، تدحر الشائعة، وتفند ما بها من أكاذيب، وتبرهن عن الحقيقة بشكل صريح، وفي خضم بناء جمهوريتنا الجديدة أضحت الشفافية عامل رئيس في التقدم والنهضة، من قبل مواطن يصطف خلف وطنه وقيادته، خاصة في المحن، ومسار البناء، وأظن أن هذا يستوجب أهمية غلق أبواب البلبلة المؤدية إلى السلبية، والمحدثة للاضطرابات، وبالطبع ينبغي أن نسارع عبر أدوات فائقة التطور، في الرد على كل خبر، أو بيان، أو معلومة، أو مصور تفاعلي، مكذوب؛ ومن ثم نتخذ من الإجراءات الصارمة، ما يردع كل من تسول له نفسه تكدير السلم العام، لمجتمع يرغب في التعايش السلمي في كافة مناحي الحياة.


نوقن أن هناك من يزايد تجاه هذا البلد الأمين، من خلال بوابة استغلال الشائعات بكافة تنوعاتها، وندرك أن المتربصين كثر، وما يستهدفونه واضح في عقولنا؛ لذا يجب ألا نسمح بإثارة فتن، أو محاولات إضعاف الثقة، أو تكريس لماهية التشكيك في كل ممارسة على أرض المحروسة؛ ومن ثم لا بد من المبادرة البنّاءة، من خلال الترصد للشائعات المغرضة، والعمل على تكذيبها، بنشر المعلومات والبيانات والوقائع الصحيحة، بما يقوض مساعي أصحاب المآرب، في الداخل والخارج على السواء.


أرى أن تعزيز ثقافة سرعة الرد على ما يثار من شائعات في مهدها، يورث في النفوس ارتياح، ويؤكد فلسفة قوة البرهان والشاهد والدليل، عبر البوابات الرسمية للدولة دون غيرها، ويعضد ماهية الولاء والانتماء، ويحث الجمهور دومًا على اللجوء للمصادر الموثوق فيها، والتي تمتلكها الجهات الرسمية دون غيرها، وعلى أثر ذلك نضمن ألا ينساق العامة، وراء المصادر المجهولة، بل، يتضافر الجميع من أجل كسر دورة انتشار الشائعة، من خلال المنصات والمواقع الرقمية على وجه الخصوص؛ ومن ثم يصبح الجميع أدوات للبناء وشركاء في التنمية.


أؤمن أنه لا مبرر لأن نسمح للجمهور بأن يلجأ للمصادر المشبوهة، وهجران مصادرنا الموثقة، والموثوق في كل ما تقدمه من محتوى، يتضمن بيانات، أو معلومات، أو صور، أو رسائل متنوعة، وبناءً عليه، لا داعي للتأخير في الرد على أي شائعات تثار، أو يحاول المغرضون نشرها بآليات باتت متقدمة؛ كي نتجنب مخاطر يصعب حصرها، أشرنا إليها مرارًا وتكرارًا؛ فما أحوجنا لمواطن يثق، ويصطف، ويقدم أفضل ما لديه لهذا الوطن؛ من أجل استكمال مراحل نهضته، والحفاظ على مقدراته، وصون حضارته وإرثه الثقافي.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة