مع انخفاض درجات الحرارة ودخول موسم الشتاء، يواجه الكثيرون أعراضًا تحاكي نزلات البرد، لكنها في الحقيقة ناجمة عن تحسس الجسم من مسببات داخلية في المنزل أو المكتب. هذه الأعراض قد تؤثر على جودة الحياة وتعيق النشاط اليومي، خصوصًا إذا لم يتم التعرف على أسبابها والسيطرة عليها بشكل صحيح. فهم محفزات الحساسية الشتوية يمكن أن يساعدك على التخفيف من الانزعاج وتحسين نوعية حياتك في الأشهر الباردة.
وفقًا لتقرير نشره موقع الأكاديمية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة، يعاني نحو 40 مليون شخص من حساسية الأماكن المغلقة، والتي غالبًا ما تتفاقم خلال الشتاء بسبب العيش في بيئات مغلقة وتعرض الجسم لمسببات الحساسية الداخلية مثل الغبار والعفن ووبر الحيوانات الأليفة. يشير التقرير إلى أن سوء جودة الهواء الداخلي قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض، مثل الاحتقان والعطس والتعب المزمن، ويزيد من خطر التهابات الجيوب الأنفية والأذن والجهاز التنفسي العلوي.
ما هي محفزات الحساسية الشتوية؟
الحساسية الشتوية عادةً ما تنتج عن التعرض لمواد موجودة في البيئة الداخلية، خصوصًا مع قضاء وقت أطول داخل المنزل بسبب الطقس البارد. من أبرز هذه المحفزات:
الغبار المنزلي وعث الغبار
وبر وقشرة الحيوانات الأليفة
العفن والفطريات المتراكمة في الأماكن الرطبة
الأطعمة التي يمكن أن تسبب رد فعل مناعياً
ملوثات الهواء الداخلية مثل الدخان أو الأبخرة
بعض المواد الكيميائية المستخدمة في التنظيف أو المطاط
الأعراض الشائعة للحساسية الشتوية
تتشابه أعراض الحساسية الشتوية مع نزلات البرد، لكنها تمتاز بالاستمرار طالما كان الشخص معرضًا للمسبب. من هذه الأعراض:
احتقان وسيلان الأنف
العطس المتكرر
حكة ودموع في العينين
حكة في الحلق أو الجلد، وطفح جلدي أحيانًا
صعوبة في التنفس أو صفير لدى المصابين بالربو التحسسي
شعور بالتعب والإرهاق العام
التهابات متكررة في الأذن أو الجيوب الأنفية
عوامل تزيد من شدة الأعراض
التهوية غير الكافية وغلق النوافذ لفترات طويلة
تشغيل المدافئ وأفران التدفئة التي تعيد تدوير الهواء الداخلي دون فلترة
ارتفاع الرطوبة في بعض الأماكن مثل الحمامات والمطابخ
تراكم الغبار على الأثاث والسجاد والتحف
قضاء الحيوانات الأليفة وقتًا طويلًا داخل المنزل دون استحمام منتظم
كيفية السيطرة على الحساسية الشتوية
تجنب مسببات الحساسية يبقى الخيار الأفضل، ولكن يمكن اتخاذ إجراءات عملية لتخفيف الأعراض:
خفض الرطوبة في المنزل باستخدام أجهزة إزالة الرطوبة مع الحفاظ على نسبة معتدلة بين 35-45%
تنظيف السجاد والأثاث بانتظام بالمكنسة الكهربائية
غسل الفراش وأغطية الأسرة بالماء الساخن أسبوعيًا
وضع الحيوانات الأليفة خارج غرفة النوم والاستحمام الدوري لها
تنظيف المناطق الرطبة في المنزل، مثل الحمامات والمطابخ، بشكل منتظم للتخلص من العفن
تغيير فلتر التدفئة والتهوية بشكل شهري خلال الشتاء
استخدام أجهزة تنقية الهواء لمكافحة الجزيئات المحمولة جوًا
اختبار الحساسية لدى أخصائي إذا استمرت الأعراض رغم جميع الإجراءات
علاج الحساسية الشتوية
يتمثل العلاج الطبي في استخدام مضادات الهيستامين لتخفيف رد الفعل التحسسي وتقليل الحكة والعطس وسيلان الأنف، مع بعض مزيلات الاحتقان التي تساعد على فتح المجاري التنفسية. بعض مضادات الهيستامين متوفرة بدون وصفة طبية، والبعض الآخر يُصرف حسب وصفة الطبيب لتجنب النعاس أو أعراض جانبية أخرى. في حالات شديدة، قد يُوصي الأخصائي بالعلاج المناعي لتقليل حساسية الجسم على المدى الطويل.
نصائح إضافية للوقاية اليومية
التركيز على غرفة النوم كملاذ خالٍ من مسببات الحساسية
إزالة التحف والكتب التي تجمع الغبار
تنظيف صناديق القمامة والأحواض والأرضيات بانتظام
مراقبة جودة الهواء وتجنب استخدام أجهزة الترطيب غير النظيفة