الجائزة مكافأة على الإصرار والبقاء في عالم الشعر
الديوان محاولة مستمرة للدفاع المستميت عن المهمشين والاحتفاء بالحب
شعر العامية يعيش تجارب تجديد لكنه يحتاج إلى مناخ من الإنصاف
تظل الجوائز الأدبية تحمل بريقًا خاصًا خاصة إذا تعلقت بالشعر، وذلك لأنه يحمل مشاعر طبيعية مفعمة بالإحساس والرؤية والدهشة، وعندما تمنح الجائزة لنص شعرى فقط بل تمنح لطاقة خيالية مليئة بالإبداع، ومن هنا حرص اليوم السابع، على اجراء حواراً مع الشاعر أحمد خالد السباعي، الحاصل على جائزة أحمد فؤاد نجم، لنكتشف معه رحلته الإبداعية وما الذى اضافته الجائزة إلى تجربته فإلى نص الحوار:
-ماذا يعني لك الفوز بجائزة تحمل اسم أحمد فؤاد نجم؟
لاسم أحمد فؤاد نجم دلالات كثيرة لدى الشعب العربي بشكل عام والشعراء بشكل خاص، فهو يمثل الحرية والصعلكة بحق وحب الوطن دون أي حسابات أو اعتبارات، وبالتالي ارتباط الجائزة باسمه يجعل لها قيمة ومكانة عالية بالإضافة إلى أن هذه الجائزة لها استقلالية كبيرة ظهرت خلال السنوات الماضية صحيح أن الجوائز بشكل عام لها جانب سلبي، لأنها تمنح أحيانًا لاعتبارات أيدولوجية أو جغرافية أو لاعتبارات أخرى بعيدة تماماً عن فنية النص وقوته إلا أنها حين تعطى لمن يستحق تأتي بنوع من التقدير المعنوي الذي يحتاجه الشاعر وتلقي شيئًا من الضوء على نصوصه قد يصحبه نقد جاد لتجربته الشعرية واهتمام من المتلقي أيضًا.
-عندما استلمت خبر الفوز...ما أول شعور مر عليك؟
في اليوم الذي جائني الاتصال الخاص بفوزي بالجائزة كنت عائدًا إلى مصر منذ أيام قليلة بعد عام من العمل بالخارج وأصررت أن أذهب في رحلة للمكتبات كما اعتدت دائمًا لأن هذا عالمي المفضل وجائني الاتصال وأنا أقف لتوي أمام رف الكتب لاختار منه كتابا لأقرأه فشعرت أنها لحظة درامية بامتياز، وأن الفوز نوع من المكافأة على هذا الإصرار أن أظل في عالمي رغم كل المعوقات التي تملأ الحياة والانشغالات الكثيرة.
أحمد خالد
-برأيك ما الذي جذب لجنة الجائزة في الديوان؟
بالتأكيد لا أعرف يقينًا وإن كان لدي فضول كبير لمعرفة ذلك لكن توقعي أن المواضيع التي يطرحها الديوان غير مكررة والأفكار التي تناولتها أظنها جديدة ربما وجدوا بداخله شعر حقيقي وانحياز واضح لكل ما هو انساني.
-كيف ولدت فكرة الديوان؟ ما الشرارة الأولى التي بدأت منها؟
كنت أكتب بشغف كبير النص تلو الآخر ووجدت دون أن انتبه أن هناك عددا من القصائد الجيدة يربطها خيط فني واحد، وقد أرسلت الديوان لمصطفى البسيوني صاحب دار نشر فهرس ووجد أن الديوان يستحق النشر وهو من تقدم للجائزة لظروف سفري، أما شرارات الكتابة فهي أكثر اللحظات غموضًا في العملية الإبداعية لا أظن أن المبدع ينشغل بها أو ينتبه إليها بقدر ما ينشغل بكليته بما ستسفر عنه من إبداع.
ما النص الأقرب إلى قلبك في الديوان؟ ولماذا؟
لا يوجد نص محدد لكن النصوص التي تطرح أسئلة هي الأقرب لقلبي لأنني لدي أسئلة أكثر بكثير مما لدي من إجابات.
هل هناك تجربة شخصية محددة أثرت في كتابة الديوان؟
في كتاباتي لا ينفصل الخاص عن العام عادة، والديوان محاولة مستمرة للدفاع المستميت عن المهمشين والاحتفاء بالحب في مواجهة الكراهية ورغبة في فهم الذات والعالم وطرح الصراع الداخلي بين الطموح والقيود وبين الشعر والمادية على الورق والتجربة الشخصية التي يمكن أن تكون أثرت في كتابة الديوان أو بالأحرى دفعتني لكتابته بشكل لا واعي هو رفض كل ما يدفعني بعيدًا عن الشعر ومقاومته بهدوء.
من الشعراء الذين شكلوا وعيك الشعري؟
القراءة هى شغفي الأول وصاحب التأثير الأكبر في وعيي بشكل عام كمبدع هو نجيب محفوظ لا لإنتاجه الأدبي فقط ولكن لطريقة إدارته لحياته وللعملية الإبداعية وشخصه أيضًا لكني أقرأ لجميع الشعراء هناك من أصحبه لأيام قليلة وهناك من أصحبه في رحلتي دائمًا وأصحاب التأثير الأكبر من الشعراء هم أصحاب الثقافة الموسوعية مثل محمود درويش وأمل دنقل والمتنبي ومحمد الماغوط وبابلو نيرودا أما في شعر العامية فبالتأكيد حداد ونجم والابنودي وجاهين وجمال بخيت والأجيال التي لحقتهم جميعهم أثروا في ثقافتي حتى الأجيال الأصغر مني عمرًا أقرأ لهم بشغف وأستفيد من تجاربهم.
هل ترى أن شعر العامية اليوم في مرحلة تجديد أم تكرار؟
هناك محاولات كثيرة جيدة جدًا بعيدة عن التكرار لكنها تحتاج إلى مناخ سليم لا أقول حتى تحتاج إلى تشجيع لكن إلى إنصاف لأن المناخ الحالي يغلب عليه تجاهل كل ما هو حقيقي وتمجيد كل ما هو زائف لحسابات شللية أو شخصية أو حسابات أخرى لا أفضل التطرق لها.
الشاعر أحمد خالد
-إلى أي حد تؤمن بأن الشعر قادر على تغيير الواقع؟
لا أستطيع الجزم بأن الشعر قادر على تغيير الواقع المعقد والمربك جدًا لكن أنا أؤمن بأثر الفراشة يستطيع الشعر الاحتفاء بالجمال في مواجهة القبح مساندة المقهورين في مواجهة المتكبرين التغزل بالورد وتحقيير البندقية وصف العشب ومجابهة الأسلاك الشائكة وأخيرًا يستطيع الشعر التربيت على ظهر الأمل.
-ماذا تتمنى أن يبقى من ديوانك مع القراء بعد قراءته؟
أتمنى لهم الاستمتاع أولًا أثناء قراءة النصوص وربما وجدوا في داخله ما يدهشهم أو يثير تساؤلات لديهم أو ربما وجودوا به ما يخفق له قلوبهم.
الشاعر أحمد خالد بعد فوزه بالجائزة