تختفى وتظهر فى البحر.. مدينة أطلانتس أسطورة أم حقيقة؟

منذ آلاف السنين، يروي التاريخ حكاية مدينة أسطورية قيل إنها كانت قطعة من الجنة على الأرض، ثم ابتلعتها الأمواج فجأة لتختفي في أعماق البحر، إنها أطلانتس، المدينة الغامضة التي حيرت العلماء والباحثين عبر القرون، تحدث عنها الفيلسوف الإغريقي أفلاطون قبل أكثر من ألفي عام، ووصفها بأنها حضارة عظيمة ازدهرت قبل تسعة آلاف سنة من عصره، تقع خلف أعمدة هرقل، وهو الاسم القديم لمضيق جبل طارق، وكانت أكبر من ليبيا وآسيا مجتمعتين، تضج بالحياة والثراء والتقدم المذهل، ونستعرض فى هذا التقرير حكاية أسطورة أطلانتس وكيف أنها تظهر مجدداً، وفقا لما نشره موقع " vocal".

مدينة تفوق الخيال

كانت أطلانتس أشبه بالمدينة المثالية التي يحلم بها البشر، جزيرة واسعة تحيط بها المياه من كل جانب، تتكوّن من حلقات دائرية من الأرض والبحيرات، وتزدهر فيها القصور والحدائق والمعابد المبنية من الأوريكالكوم، المعدن الأسطوري الذي يتوهج بلون الذهب، امتلك سكانها علمًا متطورًا وقوة عسكرية لا تُقهر، وجيشًا يخشاه الجميع، ولكن مع مرور الوقت، بدأ الغرور يسيطر على أهلها، فاستبدلوا الحكمة بالطمع، والعظمة بالأنانية، حتى جاء اليوم الذي قررت فيه الآلهة أن تنهي هذه الحضارة المتعجرفة، فغرقت المدينة في ليلة واحدة لتتحول إلى ذكرى غامضة تطفو بين الحقيقة والخيال كما تقول الأسطورة عنها.

اسطورة اطلانتس

أين اختفت أطلانتس؟

منذ ذلك الحين، لم يتوقف البشر عن البحث عنها، هناك من يعتقد أن الجزيرة كانت في البحر الأبيض المتوسط، وتحديدًا في جزيرة سانتوريني التي دمرت بانفجار بركاني ضخم، بينما يرى آخرون أن موقعها في المحيط الأطلسي قرب جزر الأزور أو الكناري، وأنها ربما كانت جزءًا من قارة غارقة، بعض النظريات الأكثر جرأة تشير إلى أنها كانت في جزر البهاما، بل إن البعض ربطها بالقارة القطبية الجنوبية، معتبرين أن القارة كانت دافئة في الماضي وتحولت لاحقًا إلى عالم متجمد يخفي تحت جليده المدينة الأسطورية.

المدينة الغارقة

بين الأسطورة والواقع

رغم مرور آلاف السنين، ما زالت أطلانتس رمزًا للغموض والإلهام، البعض يراها مجرد قصة رمزية ابتكرها أفلاطون ليحذر من غرور الإنسان وسقوط الحضارات، بينما يؤمن آخرون أنها كانت مدينة حقيقية طواها البحر، ومع غياب الدليل القاطع، تبقى أطلانتس لغزًا مفتوحًا يشعل الخيال ويثير الشغف في نفوس من يحلمون باكتشاف الأسرار المفقودة، فهي ليست مجرد مدينة غارقة، بل فكرة خالدة تُذكّرنا بأن القوة دون حكمة قد تكون الطريق الأقصر نحو الفناء.

مدينة اطلانتس