أربعة أسود وثلاثة نمور جديدة .. و استيراد 362 حيواناً إضافياً
إنشاء بيئات طبيعية مفتوحة تتناسب مع طبيعة كل نوع من الحيوانات.. تجهيز مسارات وممرات للزوار تحقق رؤية واضحة وتجربة مشاهدة تفاعلية ومريحة.. و الحفاظ على الطابع التاريخي والمعماري للحديقة
منظومة رقمية متكاملة تشمل بيع التذاكر إلكترونياً .. تغطية الحديقة بالكامل بكاميرات مراقبة
إنشاء وحدات طبية متطورة ومستشفى بيطري وصيدلية مرخصة وتعيين 60 مهندساً زراعياً متخصصاً
"حدائق" ترسل أخصائيين لتلقي تدريب مكثف على رعاية الأفيال فى جورجيا.. وتجهيز بيوت الأفيال على مساحة تتجاوز 20 ألف متر مربع
إدراج الحديقة ضمن البرامج السياحية الرسمية بعد الافتتاح
تطوير شامل لـ السافانا الأفريقية والآسيوية لتوفير بيئة طبيعية متوافقة مع طبيعة الحيوانات
تشغيل تجريبي للحديقة قبل افتتاحها الرسمي فى 2026
الحصول على الاعتمادات الدولية من الاتحاد العالمي للحدائق والاتحاد الأفريقي للحدائق
تستعد مصر لإطلاق مرحلة جديدة ومبهرة في تاريخها الترفيهي والبيئي، مع اقتراب اكتمال مشروع التطوير الشامل الذي يهدف إلى تحويل حديقتي الحيوان والأورمان إلى أيقونات عالمية فبعد سنوات من العمل، يقترب المشروع من الإنجاز، وهو ما يمثل خطوة استراتيجية نحو استعادة البريق التاريخي لهاتين الركيزتين الخضراوين وتحويلهما إلى وجهة تعليمية وترفيهية رائدة على غرار الحدائق العالمية المفتوحة.
هذا التطوير لا يمثل مجرد تحديث للمرافق، بل يهدف إلى تعزيز مكانة مصر كمركز إقليمي للرعاية البيئية وعرض التنوع البيولوجي، مع الالتزام بتطبيق أعلى المعايير الدولية في رعاية الحيوانات واستقبال الجمهور، وقد حظيت التصميمات وأعمال الترميم بشهادات ثقة واعتماد من منظمات عالمية متخصصة مثل الاتحاد الأوروبي (EAZA) والاتحاد العالمي (WAZA) والاتحاد الإفريقي (PAAZA).
رؤية متكاملة وإنجازات المرحلة الأولى
يمثل مشروع تطوير حديقة الحيوان بالجيزة نقلة نوعية كبرى لتحويلها إلى أيقونة ترفيهية وتعليمية قادرة على استقطاب الزوار، وفق رؤية متكاملة تهدف إلى استعادة مكانتها الإقليمية والدولية.
التصاميم الجديدة تعتمد على نماذج حدائق الحيوان العالمية المفتوحة، مستغلة المساحات الخضراء الواسعة لتقديم تجربة فريدة تجمع بين متعة الترفيه والتعلم عن الحياة البرية.
كشف محمد كامل، رئيس مجلس إدارة شركة حدائق، عن تقدم كبير في المشروع، مؤكدًا على أهميته في ظل الطابع التاريخي المميز للحديقتين، وقد شهدت المرحلة الأولى إنجازاً ملموساً، حيث تم الانتهاء من أعمال البنية التحتية الأساسية مثل شبكات المياه والصرف، وترميم ما يزيد عن 90% من المباني الأثرية داخل الحديقة، بما في ذلك القصر الملكي والبوابة القديمة والكشك الياباني، وهو ما يمثل الأساس الصلب لتطوير مناطق عرض الحيوانات.
دمج بيئي وتوسعة غير مسبوقة وتنوع بيولوجي
و لتحقيق أقصى استفادة بيئية، تم دمج حديقة الحيوان (86 فداناً) وحديقة الأورمان (28 فداناً)، ليصبح الإجمالي 114 فداناً، عبر إنشاء نفق للربط بينهما، هذا الدمج أتاح إنشاء نطاق بيئي واسع ومتكامل يعد أكبر حيز أخضر مفتوح في قلب الجيزة، مما يضمن للزوار تجربة متنوعة وثراء بيئياً.
وفي خطوة لتعزيز التنوع البيولوجي، تتضمن خطة التطوير استقدام 118 فصيلة حيوانية جديدة، لتضاف إلى الفصائل المتواجدة حالياً، حيث سيصل إلى الحديقة للمرة الأولى أربعة أسود وثلاثة نمور، بالإضافة إلى استيراد 362 حيواناً إضافياً. وتعتمد التصميمات الجديدة على التخلي عن نمط الأقفاص الضيقة، والاعتماد على إنشاء بيئات طبيعية مفتوحة تتناسب مع طبيعة كل نوع من الحيوانات، مع تجهيز مسارات وممرات للزوار تحقق رؤية واضحة وتجربة مشاهدة تفاعلية ومريحة، مع الحفاظ على الطابع التاريخي والمعماري للحديقة.
خطة تشغيل ذكية ورعاية بيطرية وتدريب متقدم
تتضمن خطة التشغيل منظومة رقمية متكاملة تشمل بيع التذاكر إلكترونياً وتطبيقات معلوماتية، وتغطية الحديقة بالكامل بكاميرات مراقبة.
وعلى صعيد الرعاية، سيتم إنشاء وحدات طبية متطورة ومستشفى بيطري وصيدلية مرخصة، وتعيين 60 مهندساً زراعياً متخصصاً.
ولرفع الكفاءة التعليمية، سيتم إنشاء ثلاثة مراكز تعليمية متخصصة في علوم الأحياء والدراسات البيئية، وبرامج موجهة للأطفال، مع اعتماد منظومة الرعاية الصحية للحيوانات على نظام معلومات صحي وغذائي وسلوكي متطور. وفي إطار التجهيزات اللوجستية، يجري التنسيق لتخصيص ساحات انتظار خارج الحديقة ومحيطها لاستيعاب الحركة المرورية المتوقعة.
جهود دولية لتأهيل الكوادر ورعاية الأفيال الآسيوية
وفي إطار الالتزام بالمعايير الدولية، كشفت شركة "حدائق" عن خطة متكاملة لضمان أعلى مستويات الرعاية للأفيال الآسيوية قبل وصولها، حيث أرسلت بعثة تدريبية تضم أربعة من أخصائيي رعاية الحيوانات (ثلاثة من مصر وواحد من فرنسا) إلى جورجيا لتلقي تدريب عملي مكثف، و هذا التدريب يركز على أساليب التعامل المباشر ورعاية الأفيال الآسيوية، وهو متطلب أساسي فرضه الاتحاد الآسيوي للحصول على شهادة استقدام الأفيال.
و بالتزامن مع التدريب تجري أعمال تجهيز بيوت الأفيال داخل الحديقة على مساحة واسعة تتجاوز 20 ألف متر مربع لتوفير بيئة مناسبة ومطابقة للمواصفات العالمية.
شراكة استراتيجية للتحول الرقمي والتشغيل الذكي
و لإحداث نقلة نوعية، تم توقيع بروتوكول تعاون بين شركة "حدائق" وشركة إي آند بيزنس، التابعة لشركة إي آند مصر، بهدف تحويل الحديقتين إلى نموذج عالمي للحدائق الذكية، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
هذه الاتفاقية، التي وصفها محمد كامل بـ "نقطة تحول تاريخية"، تهدف إلى تطوير شامل للبنية التحتية التكنولوجية وتطبيق أحدث حلول التحول الرقمي.
وستشمل المنظومة التكنولوجية تطبيق نظام الإدارة الذكي (Intelligent Zoo System)، وتطوير تطبيقات الهواتف المحمولة والموقع الإلكتروني، وتطبيق حلول إنترنت الأشياء (IoT) والذكاء الاصطناعي (AI)، ونظام ذكي لحجز التذاكر، ومنصة متكاملة للدفع عن طريق شركة سوبر باي (Super Pay).
كما ستساهم إي آند مصر في تقديم الدعم اللوجستي والمادي، بما في ذلك رعاية عمليات شراء الحيوانات الجديدة وبناء المرافق، مما يجسد التقاء التكنولوجيا بالتراث الطبيعي في بيئة ذكية مستدامة.
اعتراف دولي وخطة تنفيذية شاملة
أكد كامل أن الحديقة استضافت ممثلاً عن رابطة الاتحاد الأفريقي (PAAZA)، والذي أجرى مراجعة شاملة لعمليات التطوير، وأكدت تعليقات الوفد التزام المشروع بأفضل الممارسات الدولية، مما يمهد لعودة الحديقة كمركز ريادي في المنطقة.
يمتد المشروع الكلي على مساحة 112 فداناً مقسمة إلى ثلاث مناطق رئيسية، ويشهد تقدماً متوازناً، تمهيداً لبدء أعمال تطوير بيئات الحيوانات مثل السافانا الإفريقية والمنطقة الآسيوية.
ولضمان سلامة الحيوانات، تم نقلها إلى مبيتات مؤقتة، وتم البدء في التجهيز للتشغيل التجريبي لأكبر منطقة في الحديقة وهي منطقة الفيل، بالإضافة إلى تجربة تشغيلية ليلية للمناطق الأثرية المرممة .
ومن أبرز العناصر الهندسية هو إنشاء نفق يربط بين الحديقتين لتعزيز سهولة حركة الزوار وتوفير تجربة متكاملة.
وأشار كامل إلى أن المشروع يمثل "حلماً" حكومياً، مع التطلع إلى الانتهاء من عملية التطوير وفق الخطة الزمنية المقررة، لتبدأ مرحلة التشغيل بإدارة محترفة من القطاع الخاص.
وفي لمسة وفاء للهوية التاريخية، تم طرح مقترح للعودة إلى التسمية الأصلية "جنينة الحيوان" و"جنينة الاورمان".
تطوير حديقتي الحيوان والأورمان تسير بوتيرة متسارعة وعلى مدار 24 ساعة
من جانبه قال أحمد إبراهيم، عضو اللجنة الإعلامية لتطوير حديقة الحيوان، بأن أعمال تطوير حديقتي الحيوان والأورمان تسير بوتيرة متسارعة وعلى مدار 24 ساعة، في إطار خطة طموحة تهدف إلى تحويلهما إلى أيقونة ترفيهية وتعليمية وسياحية عالمية تحمل اسم مصر، وتعيد للحديقة التاريخية مكانتها على خريطة حدائق الحيوان الدولية.
ويشمل مشروع التطوير، الذي يتم بالتعاون مع منظمات واتحادات عالمية متخصصة، إنشاء ساحات انتظار حديثة تستوعب آلاف الزوار يوميًا، وتطوير وحدات طبية متقدمة، إلى جانب إنشاء مستشفى بيطري على أعلى مستوى، فضلًا عن تطبيق نظم حديثة في الرعاية والوقاية والسيطرة البيطرية.
ويأتي التحول الأبرز في تصميم بيئات مفتوحة تحاكي الطبيعة الأصلية للحيوانات، مع التخلي نهائيًا عن نمط الأقفاص التقليدية، بما يضمن رفاهية الحيوانات وسلامتها ويوفر تجربة تفاعلية آمنة وممتعة للزائرين.
وأكد إبراهيم أن كافة خطوات التطوير تتم تحت إشراف الاتحاد الدولي والاتحاد الأوروبي لحدائق الحيوان، تنفيذًا لتوجيهات مجلس الوزراء بضرورة إعادة الحديقة إلى التصنيف الدولي فور الانتهاء من المشروع، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي هو إنشاء حديقة حيوان مفتوحة على المعايير العالمية.
وأشار إلى أن من أبرز إنجازات المشروع ربط حديقة الحيوان بحديقة الأورمان من خلال ممر (نفق) خاص، ليصبحا معًا أكبر مساحة مترابطة لحديقة حيوان داخل كتلة واحدة على مستوى العالم، وهو ما يمثل طفرة غير مسبوقة في هذا المجال.
وأضاف أن من أهم المناطق التي شهدت توسعًا كبيرًا منطقة بيت الأفيال، التي تمتد على مساحة تتجاوز 20 ألف متر مربع، وتضم أربعة أفيال تم تجهيز بيئة مفتوحة لها تحاكي موطنها الطبيعي، مع وجود فاصل آمن بين الحيوانات والجمهور، يحقق أعلى مستويات الأمان والمتعة في آنٍ واحد.
كما تم ترميم عدد كبير من المعالم الترفيهية والتراثية داخل الحديقة، مثل الكشك الياباني والجبلاية وبرج إيفل وجبلاية الشمعدان، على أيدي نخبة من أفضل المرممين المتخصصين، للحفاظ على طابعها الأثري الفريد، باعتبار حدائق الحيوان من أقدم وأعرق الحدائق في إفريقيا والعالم.
وأوضح أن الحديقة ستكون مؤهلة للعمل نهارًا وليلًا بإضاءة هادئة لا تزعج الحيوانات، مع الالتزام بعدم إقامة أي فعاليات صاخبة، حفاظًا على البيئة الطبيعية داخل الحديقة.
وتتجه خطة التطوير كذلك إلى تحويل الحديقة إلى تجربة ذكية متكاملة، من خلال تطبيق إلكتروني يتيح للزائر التعرف على أنواع الحيوانات ومواطنها الأصلية ومعلومات تفصيلية عنها باستخدام هاتفه المحمول داخل الحديقة.
ومع افتتاح المتحف المصري الكبير، من المقرر إدراج حديقة الحيوان ضمن البرامج السياحية الرسمية، لتكون واحدة من أبرز الوجهات التي يوصى بزيارتها للسائحين من داخل وخارج مصر، ضمن مسارات سياحية جديدة تجمع بين الترفيه والثقافة والتاريخ.
وأكد إبراهيم أن الشركة المنفذة للمشروع تستعين بخبرات عالمية من أفضل المتخصصين في هذا المجال، وتعمل وفق أعلى المعايير الدولية دون النظر إلى حجم التكلفة، إيمانًا بأن الهدف الأكبر هو تقديم مشروع حضاري يليق باسم مصر ويضعها في مقدمة الدول التي تمتلك حدائق حيوان بمعايير عالمية.
ومن المتوقع أن تشهد الحديقة خلال الفترة المقبلة مرحلة التشغيل التجريبي، على أن يتم الافتتاح الرسمي أمام الجمهور في أقرب وقت ممكن، ليبدأ فصل جديد في تاريخ واحدة من أعرق حدائق الحيوان في العالم.
من جانبه أعلن وزير الزراعة، علاء فاروق، أن عملية التطوير تجري بالتعاون مع مجموعة متخصصة من القطاع الخاص، وذلك بالتنسيق الكامل مع كافة الجهات الحكومية المعنية، بما في ذلك وزارتا الآثار والتخطيط العمراني، والاستعانة باستشاريين مصريين وأجانب.
وأشار إلى أنه تم الانتهاء من إنشاء النفق الذي يربط بين حديقتي الحيوان والأورمان، بالإضافة إلى المراحل الخاصة بتطوير بيئات الحيوانات ونقلها إلى أماكن مؤقتة لضمان رعايتها بصورة آمنة ومناسبة.
وأوضح أن عملية نقل الحيوانات تُعد تحديًا كبيرًا، إذ تتطلب تجهيز بيئات مشابهة تمامًا لبيئاتها الأصلية لضمان راحتها ورفاهيتها، مع الالتزام بأعلى معايير الرفق بالحيوان.
وتتم هذه العملية بمشاركة خبراء متخصصين من جنوب أفريقيا ودول أوروبية وأكد أن مناطق مثل السافانا الأفريقية والآسيوية خضعت لتطوير شامل كجزء من الخطة العامة لتوفير بيئة طبيعية متوافقة مع طبيعة الحيوانات.
كما أكد الوزير على استمرار أعمال ترميم المواقع الأثرية والتراثية داخل الحديقة بخطوات متسارعة.
وأشار إلى أنه ستكون هناك مرحلة تشغيل تجريبية للحديقة قبل افتتاحها الرسمي، مع التأكيد على الالتزام بالحصول على الاعتمادات الدولية من منظمات مثل الاتحاد العالمي للحدائق والاتحاد الأفريقي للحدائق.
بدء التشغيل التجريبي لحديقتي الحيوان والأورمان العام المقبل بعد التطوير
من جانبه أعلن المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، عن بدء التشغيل التجريبي لحديقتي الحيوان والأورمان في العام المقبل، وذلك بعد الانتهاء من أعمال التطوير الشاملة.
أسعار التذاكر ومراعاة المواطنين
وأوضح الحمصاني أنه سيتم مراعاة الجانب الاجتماعي للمواطنين عند تحديد سعر تذاكر الدخول لحديقتي الحيوان والأورمان عقب الانتهاء من أعمال تطويرهما.
وأشار إلى أن الشركة المشغلة للحديقتين هي من ستتولى إعلان الأسعار الجديدة لاحقاً.
الحفاظ على الطابع التاريخي
وأضاف المتحدث أن أعمال التطوير تهدف إلى إحياء الحديقتين والحفاظ على طابعهما التاريخي والتراثي الأصيل كما تسعى إلى توفير خدمات متطورة تتناسب مع التقدم التكنولوجي، بما يضمن تحسين تجربة السائح والمواطن وقدرتهما على الاستمتاع.
خبراء ومتابعة دولية لسلامة الحيوانات
وأشار الحمصاني إلى وجود خبراء متخصصين في حديقة الحيوان لضمان سلامة الحيوانات ومتابعة عمليات التطوير.
ونوه إلى أن أعمال المتابعة والتطوير قد حظيت بإشادة من قبل بعض الجهات الدولية التي زارت الحديقتين مؤخراً.

الفيل

تطوير الحديقة

حديقة حيوان

محمد كامل، رئيس مجلس إدارة شركة حدائق