اكتشف علماء الآثار مبخرة نادرة من الطين تحمل صورة المعبود اليوناني المصري سيرابيس في مدينة أفسس اليونانية القديمة، في تركيا الحديثة، مما يوفر نظرة ثاقبة جديدة على الحياة الروحية المتعددة الثقافات في المدينة ونشاط التجارة لمسافات طويلة خلال العصر الروماني.
تسلط هذه القطعة الأثرية، التي تم اكتشافها في حمامات الميناء بالقرب من الميناء القديم، الضوء على كيفية تحول الطقوس الدينية مثل عبادة معبود سيرابيس إلى جزء من الحياة اليومية في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، وفقا لما نشره موقع greekreporter.
يسلط الاكتشاف في حمامات الميناء الضوء على التكامل الثقافي
تم العثور على المبخرة أثناء أعمال التنقيب الجارية في إطار مبادرة "أفسس اللانهائية.. إرث للمستقبل" التابعة لوزارة الثقافة والسياحة التركية، والتي بدأت في عام 2023.
يركز المشروع على الكشف عن منطقة شارع هاربور، وهو شارع بطول 570 مترًا (1870 قدمًا) كان يربط مركز المدينة بمينائها البحري النابض بالحياة، وكان مجمع حمامات هاربور، حيث يقع الموقد، من أوائل المباني التي استقبلت الزوار القادمين عن طريق البحر.
أدخل بطليموس الأول سيرابيس إلى مصر حوالي عام 300 قبل الميلاد كجزء من سياسة دينية موحدة، ومزج بين العناصر اليونانية والمصرية، ارتبط هذا معبود بالشفاء والوفرة والحياة الآخرة، واكتسب شعبية واسعة في جميع أنحاء العالم الروماني.
وقال منسق المشروع البروفيسور سردار أيبك من جامعة دوكوز أيلول، إن الشكل الموجود على الموقد يمكن التعرف عليه بسهولة من خلال شعره المتدفق ولحيته الكاملة وتاجه الطويل، والذى يشبه شكل الموديس الذي شوهد في التماثيل السابقة، بما في ذلك العمل الشهير المنسوب إلى النحات برياكسيس.
تعكس مبخرة البخور والمعبود سيرابيس التبادل الديني
تحمل المبخرة المصنوعة من الطين، والمجهزة بحجرة بخور وتمثال نصفي لسيرابيس على واجهتها، نقشًا على ظهرها، يتطابق هذا النقش إلى حد كبير مع نقش آخر اكتُشف سابقًا في بيوت الشرفة، وهي فيلات رومانية تشتهر بالفسيفساء واللوحات الجدارية المعقدة.
ويعتقد علماء الآثار أن هذا قد يشير إلى ورشة عمل محلية في أفسس تنتج عناصر دينية موحدة، أو يشير إلى تجارة نشطة في القطع الأثرية الدينية المستوردة، وخاصة تلك المرتبطة بالمعبودات ذات الأصول المصرية.
تقع مدينة أفسس بالقرب من مدينة سلجوق الحديثة غرب تركيا، وقد تأسست في القرن العاشر قبل الميلاد على يد اليونانيين الأتيكيين والأيونيين، وأصبحت إحدى المدن الاثنتي عشرة في الرابطة الأيونية، وازدهرت تحت الحكم اليوناني والروماني.
كانت المدينة، التي قدر الباحثون عدد سكانها في ذروتها بما بين 100 ألف و200 ألف نسمة، مركزًا رئيسيًا للتجارة والدين، وتشتهر باحتوائها على معبد أرتميس، أحد عجائب الدنيا السبع في العالم القديم.
ستتم إضافة مبخرة البخور إلى المجموعة المتنامية من القطع الأثرية في متحف أفسس، مما يعكس الارتباطات العميقة للمدينة بالتجارة والفن والتقاليد الدينية المتطورة.

مبخرة من الطين