الشيخوخة المبكرة.. كيف يسبب نمط حياتك إجهاد الخلايا قبل الأوان

السبت، 08 نوفمبر 2025 05:00 ص
الشيخوخة المبكرة.. كيف يسبب نمط حياتك إجهاد الخلايا قبل الأوان عادات تساعد على ظهور الشيخوخة المبكرة

كتبت مروة محمود الياس

في عالم تتسارع فيه الضغوط والنمط الخامل وقلة النوم وسوء التغذية، أصبحنا نرى الوجوه تفقد نضارتها والأجساد تتعب في أعمار مبكرة، وكأن الزمن قرر أن يخطو بخطى أسرع. ما يعرف بـ الشيخوخة المبكرة ليس قدرًا محتومًا، بل نتيجة تراكمات حياتية وبيئية يمكن التعامل معها قبل أن تترك بصمتها على الملامح والخلايا.

وفقًا لتقرير نشره موقع everyday health الطبي، فإن الشيخوخة المبكرة تحدث عندما تتعرض خلايا الجسم للإجهاد المزمن الذي يُسرّع من تلف الحمض النووي ويضعف قدرتها على التجدد. هذه العملية تبدأ صامتة داخل الجسم، قبل أن تظهر على البشرة أو المفاصل أو الذاكرة. ويشير الخبراء إلى أن نمط الحياة الحديث — المليء بالسهر، والتوتر، والتعرض المستمر للهواتف والأجهزة — يفعّل ما يُعرف بـ “الإجهاد التأكسدي”، وهو العامل الأبرز وراء تدهور الخلايا مبكرًا.

 

كيف تبدأ الشيخوخة قبل أوانها؟
 

في الحالة الطبيعية، تمتلك الخلايا آليات دفاعية تُصلح التلف وتعيد التوازن بين إنتاج الجذور الحرة ومضادات الأكسدة. لكن عندما يختل هذا التوازن نتيجة لعادات غير صحية مثل التدخين، وسوء التغذية، والتعرض المفرط لأشعة الشمس، تبدأ ملامح الشيخوخة في الظهور، وهى:


تجاعيد مبكرة

ضعف العضلات

بطء التعافي من الإصابات

تراجع القدرة الذهنية

ويرى الباحثون أن العامل الوراثي يفسّر جزءًا صغيرًا فقط من الظاهرة، بينما يتحكم أسلوب الحياة في النسبة الأكبر من سرعة التقدم في العمر.

 

التغذية: السلاح الأول ضد التقدم المبكر
 

يلعب النظام الغذائي دورًا محوريًا في حماية الخلايا. فالأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل التوت، والخضراوات الورقية، وزيت الزيتون، تساعد في الحد من تلف الحمض النووي الناتج عن الجذور الحرة، كما أن تناول البروتينات الجيدة — خصوصًا تلك التي تحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية — يدعم تجديد الكولاجين في الجلد ويحافظ على مرونته.

ويؤكد خبراء التغذية أن تقليل السكريات المكررة والدهون المشبعة هو خطوة جوهرية لإبطاء مظاهر الشيخوخة، لأن هذه المكونات تسرّع من الالتهاب الداخلي الذي يُعد أحد أعداء الشباب الحيوي.

 

النوم والراحة: معادلة لا تُعوّض
 

قلة النوم ليست مجرد تعب عابر، بل هي عامل بيولوجي يضاعف إنتاج الكورتيزول (هرمون التوتر)، ويقلل من إفراز هرمون النمو المسئول عن تجديد الأنسجة أثناء الليل.
ثماني ساعات من النوم المتواصل تساوي علاجًا طبيعيًا يوميًا لإصلاح الخلايا وتجديد الطاقة العصبية.

 

الذكاء في التعامل مع الشمس
 

أشعة الشمس ضرورية لتكوين فيتامين "د"، لكنها في الوقت ذاته من أخطر العوامل التي تسرّع الشيخوخة الجلدية.
الأشعة فوق البنفسجية تُحدث تلفًا مباشرًا في الكولاجين والإيلاستين داخل البشرة، ما يؤدي إلى ترهل مبكر وبقع داكنة.
الوقاية اليومية باستخدام كريم واقٍ من الشمس بدرجة حماية مناسبة تُعد من أبسط وأقوى خطوات الحماية ضد الشيخوخة المبكرة.

 

الرياضة المنتظمة: تجديد من الداخل
 

النشاط البدني المنتظم يُحفّز الدورة الدموية، ويزيد من ضخ الأوكسجين إلى الخلايا، مما يُعيد الحيوية إلى الجلد والدماغ على حد سواء، والمشي السريع لمدة نصف ساعة يوميًا أو ممارسة اليوجا تُساعد في خفض مستويات الالتهاب وتحسين المزاج، وهما عاملان جوهريان لإبطاء التدهور الخلوي.

 

التوتر المزمن: العدو الصامت
 

الإجهاد النفسي المستمر لا يترك أثره فقط على الحالة المزاجية، بل يمتد تأثيره إلى الجهاز المناعي، فيُضعف مقاومة الجسم للأمراض ويعجّل بظهور العلامات العمرية.
تعلم تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل والتنفس العميق، يمنح الجهاز العصبي فرصة للتعافي، ويعيد التوازن الهرموني الذي يحمي من الشيخوخة المبكرة.

 

العلم يعِد بإبطاء الزمن
 

تُجرى حاليًا أبحاث متقدمة حول “مؤشرات العمر البيولوجي”، أي قياس عمر الجسم الحقيقي من خلال فحص الجينات والخلايا.
ويأمل العلماء أن تساهم هذه الدراسات في تطوير علاجات تستهدف إبطاء التدهور الخلوي وإطالة سنوات الشباب الصحي.

الشيخوخة المبكرة ليست حتمية، بل نتيجة يمكن التحكم بها.
حين نغيّر طريقة حياتنا، يمكننا أن نغيّر الطريقة التي يتقدّم بها الزمن داخل أجسادنا.

 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب