يُعدّ سرطان البروستاتا أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال، ومع ذلك تظل الصورة الذهنية عنه مشوشة بفعل كم هائل من المفاهيم الخاطئة التي تتداولها الأحاديث اليومية، بعض الرجال يظن أنه مرض يلاحق كبار السن فقط، وآخرون يخشون الفحوص الدورية ظنًّا بأنها غير آمنة، بينما الحقيقة العلمية تختلف تمامًا.
وفقًا لتقرير نشره موقع Everyday Health، فإن الوعي المتناقض بخطورة سرطان البروستاتا قد يعرّض الكثيرين للتشخيص المتأخر، رغم أن اكتشاف المرض في مراحله الأولى يمنح فرصة شفاء تتجاوز 99%. التقرير يسلّط الضوء على أبرز الخرافات التي تلاحق المرض، ويفكّكها بناءً على ما توصلت إليه الأبحاث الطبية الحديثة.
ليس مرض الكبار فقط
يُعتقد خطأً أن سرطان البروستاتا يهاجم الرجال المتقدمين في العمر فقط، بينما تشير الدراسات إلى أن ما يقرب من 40% من الحالات تُكتشف لدى من هم دون الخامسة والستين. يبدأ خطر الإصابة في الازدياد مع التقدم في السن، لكنه لا يستثني الأربعينيين. ولهذا يوصي الأطباء ببدء النقاش حول فحص PSA مع الطبيب بداية من سن الخمسين، أو قبل ذلك إذا وُجدت إصابات عائلية سابقة.
الوراثة ليست قدرًا محتومًا
يرى البعض أن إصابة الأب أو الأخ كفيلة بجعل الإصابة حتمية، إلا أن الأطباء يؤكدون أن العامل الوراثي يزيد الاحتمال ولا يصنع المصير. فوجود حالة واحدة في العائلة يضاعف الخطر، ووجود حالتين يرفعه إلى خمسة أضعاف، لكن ما زال يمكن تفادي المرض عبر المتابعة الدقيقة والفحص الدوري.
خطورة حقيقية رغم نسب النجاة المرتفعة
على الرغم من أن أغلب المصابين يعيشون لسنوات طويلة بعد التشخيص، يظل سرطان البروستاتا ثاني سبب لوفيات السرطان بين الرجال بعد سرطان الرئة. فبعض الأنواع بطيئة النمو ولا تحتاج لتدخل فوري، بينما تكون أخرى عدوانية تتطلب علاجًا عاجلًا. من هنا تأتي أهمية تحديد نوع الورم بدقة قبل اتخاذ القرار العلاجي.
الفحص الدوري لا يضر
الجدل حول اختبار PSA لا يتعلق بخطورته، بل بتفسير نتائجه. فالمستوى المرتفع للبروتين لا يعني بالضرورة وجود سرطان، إذ يمكن أن يرتفع لأسباب أخرى مثل الالتهاب أو ممارسة الرياضة العنيفة. الخطر الحقيقي هو اتخاذ قرارات متسرعة بالعلاج قبل التأكد من التشخيص. ومع ذلك، يظل الاختبار أداة إنقاذية لكشف المرض مبكرًا حين يُستخدم بشكل رشيد وتحت إشراف الطبيب.
انخفاض PSA لا يعني الأمان
قد تُظهر التحاليل أحيانًا معدلات منخفضة من المستضد البروستاتي، ومع ذلك يظل السرطان موجودًا في بعض الحالات. لذلك يعتمد الأطباء اليوم على فحوص إضافية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي متعدّد المعايير لتحديد موضع الورم بدقة وتجنب الخزعات غير الضرورية.
الضعف الجنسي ليس نهاية العلاج
الخوف من فقدان القدرة الجنسية بعد علاج سرطان البروستاتا أحد أكثر المخاوف شيوعًا، لكنه لا يعكس الواقع الطبي. فالتقنيات الحديثة في الجراحة والعلاج الإشعاعي ساعدت في تقليل هذه المضاعفات، ومع مرور عام على العلاج يستعيد أغلب المرضى قدرتهم تدريجيًا، خصوصًا إذا لم تتأثر الأعصاب المحيطة.
الأمل في الوعي
يدرك الأطباء اليوم أن مواجهة سرطان البروستاتا لا تعتمد فقط على الأدوية، بل على الوعي الجماعي الذي يبدّد الخرافات ويشجّع على الوقاية والفحص المبكر. حين يعرف الرجل الحقائق، يمكنه أن يشارك بفعالية في قرارات علاجه وأن يعيش حياة أطول وأكثر صحة.