المتحف الكبير.. قصة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون ولغز لعنة الفراعنة

الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025 04:00 م
المتحف الكبير.. قصة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون ولغز لعنة الفراعنة توت عنخ آمون

محمد عبد الرحمن

فى ظل اتجاه أنظار الأوساط الثقافية والعالمية لافتتاح المتحف المصرى الكبير، تعود من جديد إلى الواجهة قصة الفرعون الذهبى توت عنخ آمون، صاحب المقبرة الأشهر فى التاريخ، التى اكتُشفت فى وادى الملوك بالأقصر عام 1922 على يد عالم الآثار البريطانى هوارد كارتر، فى حدثٍ غيّر مسار علم المصريات إلى الأبد.

ويُعد المتحف المصرى الكبير أحد أكبر المشاريع الثقافية فى العالم، حيث يضم أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية من مقتنيات الملك الذهبى، التى وُجدت داخل مقبرته، بعد أن ظلت مدفونة لما يزيد على ثلاثة آلاف عام، قبل أن يرى العالم بريق الذهب الفرعونى للمرة الأولى.

لعنة الفراعنة.. من الأسطورة إلى العلم

منذ لحظة اكتشاف المقبرة، ارتبط اسم توت عنخ آمون بما سُمِّى بـ لعنة الفراعنة، بعد سلسلة من الوفيات الغامضة التى طالت بعض من شاركوا فى عملية التنقيب.

وكانت البداية مع اللورد كارنافون، ممول بعثة التنقيب، الذى توفى فى أبريل 1923 إثر حمى غامضة، أعقبها موت كلبه المقرّب فى التوقيت ذاته، لتبدأ بعدها الأسطورة التى دوّنها الكاتب فيليب فاندنبرغ فى كتابه الشهير لعنة الفراعنة.

وتوالت بعد ذلك حالات الوفاة الغامضة بين عدد من العاملين فى المشروع، مثل العالم أرتشبولد ريد الذى أجرى أول فحص بالأشعة السينية للمومياء، وكذلك مساعد كارتر ريتشارد بيثيل، الذى وُجد ميتًا فى سريره عام 1929، تلاه انتحار والده بعد أيام من الحادث.

هذه الوقائع، إلى جانب تصادف رحيل آخرين ممن اقتربوا من المقبرة، عززت الاعتقاد الشعبى بوجود لعنة فرعونية تحمي أسرار الملك الذهبي.

التفسير العلمي للّعنة

لكن مع تطور الدراسات العلمية، قدّمت الأبحاث الحديثة تفسيرًا منطقيًا لتلك الظواهر، إذ أظهرت تحاليل أجرتها مؤسسات بحثية، منها ناشيونال جيوغرافيك، أن السبب في تلك الحالات لم يكن سوى بكتيريا وعفن فطري نما داخل المومياوات المغلقة لقرون طويلة، ما أدى إلى إصابة المكتشفين بمشكلات تنفسية ونزيف رئوي بعد استنشاق الهواء الملوث في المقابر القديمة.

وأكدت الطبيبة المصرية د. هالة الحفناوي، التي أجرت دراسات على المومياوات، أن ما يُعرف بـ لعنة الفراعنة ليس سوى تفاعل بيولوجي خطير ناتج عن ملوثات طبيعية، وليس ظاهرة خارقة كما رُوّج لها.

من جانبه ادعي عالم المصريات روس فيلوز، أنه كشف سر اللعنة، وقد وكتب في المجلة العلمية "JSE"، أن المسئول عن الحالات المأساوية هو المستويات العالية من الإشعاع التي تراكمت داخل المقبرة منذ إغلاقها قبل أكثر من 3000 عام، وفقًا لما ذكرته سبوتنيك.

ويدّعي العالم أن الإشعاع داخل القبر كان مرتفعًا جدًا لدرجة أن أي شخص يدخل هناك يخاطر بتلقي جرعة مميتة من مرض الإشعاع، ونتيجة لذلك، يصاب بالسرطان. وكان أول من مات هو اللورد جورج كارنارفون، الذي اكتشف المقبرة.

ومع ذلك يشير الباحث إلى أن النشاط الإشعاعي لا يقتصر على مقبرة توت عنخ آمون، ويقول فيلوز إنه "تم تسجيل مستويات عالية بشكل غير عادي من الإشعاع في العديد من مقابر المملكة القديمة".

وأضاف روس فيلوز "علاوة على ذلك، انتشرت في جميع أنحاء مصر، ولهذا السبب، يتميز سكان كل من مصر الحديثة والقديمة بمعدلات عالية بشكل غير عادي من سرطان الدم والعظام، وهي سمة من سمات التعرض للإشعاع".




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب