نجحت محافظة الوادى الجديد فى تنفيذ مشروعات زراعة أشجار المورينجا ضمن مبادرة المليون شجرة مورينجا بمراكز وقرى المحافظة حيث تمت زراعة 50 ألف شتلة كمرحلة أولى من المستهدف وهو إنتاج 500 ألف شتلة تم توزيعها على الوحدات المحلية بمراكز المدن، وذلك لتنفيذ خطة المحافظة بالتوسع فى المشروعات ذات العائد الاقتصادى المرتفع، ومنها شجرة المورينجا المعروف باسم الشجرة المعجزة نظرًا لتعدد فوائدها وقدرتها على التكيف مع الظروف المناخية الصعبة، أصبحت اليوم جزءًا من خطط التنمية الزراعية في مصر عمومًا والوادي الجديد على وجه الخصوص، إذ تتلاقى في زراعتها مقومات البيئة الصحراوية مع طموحات المزارعين والباحثين عن محاصيل جديدة تحقق لهم عائدًا اقتصاديًا وتسهم في الوقت ذاته في دعم الأمن الغذائي وتحسين الصحة العامة.
شبه القارة الهندية موطن المورينجا
وتعتبر المورينجا نبات استوائي وشبه استوائي موطنه الأصلي شبه القارة الهندية لكنه انتشر منذ قرون في مناطق متعددة من آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، وتتميز أشجاره بسرعة النمو حيث يمكن أن تصل إلى أكثر من ثلاثة أمتار في عامها الأول إذا وجدت ظروفًا مناسبة، كما أن أوراقها وبذورها وقرونها وزيتها تستغل جميعًا في أغراض غذائية وطبية وصناعية، وقد عرفتها بعض الشعوب العربية قديمًا باسم شجرة البان أو شجرة اليسر واستُخدمت أوراقها وبذورها في الطب الشعبي لإعداد علاجات طبيعية لمشكلات صحية مختلفة، أما اليوم فقد تحولت إلى موضوع أبحاث علمية واسعة تؤكد قيمتها الغذائية والطبية، الأمر الذي زاد من اهتمام المزارعين بها وفتح آفاقًا جديدة لزراعتها في بيئات مثل الوادي الجديد.
المورينجا غنية بالمواد الغذائية
وتعد المورينجا من أغنى النباتات بالمواد الغذائية حيث تحتوي أوراقها على نسب عالية من البروتينات والفيتامينات مثل فيتامين C وفيتامين A بالإضافة إلى الكالسيوم والحديد والبوتاسيوم، وتتميز بوجود مضادات أكسدة قوية تساعد على تعزيز المناعة ومكافحة الالتهابات وتقليل مخاطر بعض الأمراض المزمنة، ويستخدمها الكثيرون كمكمل غذائي طبيعي لدعم صحة الجسم، كما تشير دراسات إلى إمكانية دورها في المساعدة على ضبط ضغط الدم ومستويات السكر والدهون، ومع ذلك ينصح الخبراء بتناولها باعتدال وتحت إشراف طبي عند استخدامها لأغراض علاجية خصوصًا للحوامل أو من يتناولون أدوية بانتظام، لتبقى المورينجا غذاءً ووصفة طبيعية في الوقت ذاته، ويستخدم زيت المورينجا في الصناعات الغذائية والدوائية والتجميلية.
أماكن نمو المورينجا
وتنمو المورينجا فى أغلب البيئات الجافة فى درجات حرارة تتراوح بين 22 و34 درجة مئوية، وتتحمل الجفاف والملوحة بدرجة معقولة، مما يجعلها مثالية للبيئة الصحراوية في الوادي الجديد التي تتميز بمناخ جاف وحار وتربة رملية جيدة الصرف، ومن مزايا هذه الشجرة أنها لا تحتاج إلى مقادير كبيرة من المياه بعد أن تتأصل جذورها، بل يكفي ريها على فترات متباعدة، كما أن قدرتها على مقاومة الكثير من الآفات والأمراض الزراعية تجعلها أقل تكلفة في الزراعة مقارنة بمحاصيل أخرى، وهذه الخصائص تفسر سبب اختيار المحافظة لها كمحصول استراتيجي يمكن أن يحقق نجاحًا مستدامًا في ظل محدودية المياه.
وجرى التوسع فى زراعة المورينجا بكثافة فى محافظة الوادى الجديد، بعد أن طرح اللواء دكتور محمد الزملوط محافظ الإقليم، مبادرة لزراعة شجرة الحياة ذات القيمية الاقتصادية المرتفعة ونفذتها المصالح الحكومية بأيدى موظفى الوحدات المحلية، وتلاميذ المدارس على مستوى القرى والمدن، حيث جرى تنفيذ مشروع إنتاج شتلات نبات المورينجا بقرية الشركة 55، وكذلك مشروع إنتاج المورينجا المقام بقريه ناصر الثورة، ضمن بروتوكول تعاون مشترك بين المحافظة وعدد من الجهات المختصة وخاصة قطاع التعليم ومجلس مدينة الخارجة، وجامعة الوادى الجديد لتفعيل مبادرة تطوير العشوائيات بقرى الخارجة، وشاركت مدارس الخارجة من طلاب التعليم الثانوى الفنى بزراعة أشجار المُورينجا ذات فوائد والآثار الصحية والطبية الكبيرة.
وتم تخصيص مساحة 50 فدانا شمال المشروع الحالى، ومساحة 5 أفدنة بكل قريه لزراعة المورينجا، وذلك بهدف التوسع فى زراعته بكافه مراكز المحافظة لما له من عائد اقتصادى مرتفع يساهم فى توفير فرص عمل حقيقية للشباب واستكمال المشروعات الخدمية المقدمة للمواطنين بالقرى، فضلا عن توفير شتلات لشركات الاستثمار الزراعى الراغبة فى زراعته داخل مزارع النخيل التى يتم التوسع فيها بالمحافظة بتوجيهات رئاسية، كما شارك قطاع التربية والتعليم بالمحافظة، فى دعم المبادرة من خلال تنفيذ معسكرات العمل التثقيفى والإرشادى لتلاميذ وطلاب المراحل التعليمية على مستوى المديرية، لتعريف الطلاب بأهمية وقيمة تلك الاشجار الغير تقليدية يغرس بداخلهم ثقافة التغيير، والتطلع نحو التوسع فى الزراعات الغير تقليدية وتدريبهم على مراحل زراعة الشجرة بداية من غرس البذور، وحتى متابعة مراحل نمو الشجرة حتى الإثمار.
زراعة المورينجا فى المناطق الحارة
وتتم زراعة المورينجا في معظم أوقات السنة بالمناطق الحارة مثل الوادي الجديد لكن أنسب الأوقات هي فترات الربيع والصيف حيث تتوافر درجات الحرارة الملائمة لنمو الشتلات بسرعة، وتتكاثر الشجرة بطريقتين أساسيتين، الأولى بالبذور حيث تزرع مباشرة في التربة على عمق بسيط لا يتجاوز سنتيمترين بعد نقعها لفترة قصيرة في الماء لتسريع الإنبات، وتظهر البادرات خلال أسبوع أو أسبوعين لتبدأ رحلتها نحو النمو السريع، أما الطريقة الثانية فهي باستخدام العقل الخشبية أو نصف الخشبية المأخوذة من أفرع ناضجة، وتتميز هذه الطريقة بأنها تمنح الشجرة قوة أكبر ونموًا أسرع، كما تضمن احتفاظها بصفات النبات الأم دون تغيير، وهو ما يفضله المزارعون الذين يسعون إلى الحصول على إنتاجية مبكرة.
وتشمل خطوات زراعة المورينجا تهيئة التربة بإضافة السماد العضوي أو الكومبوست لتحسين خصوبتها وزيادة قدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة، بعد ذلك يتم غرس البذور أو العقل على مسافات مدروسة تختلف حسب الغرض من الزراعة، فإذا كان الهدف إنتاج الأوراق بكثافة يمكن تقليل المسافات لتصل إلى متر ونصف بين الأشجار، أما إذا كان الهدف إنتاج القرون والبذور فيفضل ترك مسافة لا تقل عن ثلاثة أمتار، وخلال مرحلة التأسيس تحتاج الشجرة إلى ري منتظم دون إفراط لتجنب تعفن الجذور، ثم تقل الحاجة إلى الماء تدريجيًا، ومن الممارسات الضرورية تقليم القمم النامية لتشجيع التفرع الجانبي وزيادة كمية الأوراق، وهو ما يجعل الحصاد أكثر سهولة
وتمتاز المورينجا بأنها سريعة الإنتاج حيث يمكن قطف أوراقها خلال أشهر قليلة من الزراعة، وتستمر عملية الحصاد بشكل متكرر كل أربعة إلى ستة أسابيع بحسب سرعة النمو، وتستخدم الأوراق طازجة في الطهي أو مجففة في صناعة المساحيق التي تُباع كمكملات غذائية، كما تنتج الشجرة قرونًا خضراء تؤكل كخضار في بعض الثقافات أو تُترك حتى تنضج لتستخرج منها بذور غنية بالزيت، ويمكن الحصول على إنتاج جيد من الزيت الصالح للاستهلاك البشري والصناعات التجميلية، وتظل الشجرة قادرة على الإنتاج لسنوات طويلة إذا تمت رعايتها بشكل مناسب.

نجاح زراعةالمورينجا في الوادي الجديد

مشاتل أشجارالمورينجا

قرون البذور على شجرة المورينجا

شتلات المورينجا الصغيرة

جنى بذور المورينجا

جانب من مشاتل المورينجا

بذور المورينجا بعد جفافها

أوراق شجرة المورينجا

انتاج كثيف فى أشجارالمورينجا

أشجارالمورينجا بالوادى الجديد