أثارت تصريحات رئيسة وزراء اليابان الجديدة ساناي تاكايتشي توترات يابانية- صينية حيث قالت إن أي صراع في مضيق تايوان قد يشكّل "تهديداً وجودياً لليابان" ما يبرر وفقاً للدستور الياباني، نشر قوات عسكرية والانخراط في الصراع.
واعتبرت الصين أن تاكايتشي "تجاوزت الخط الأحمر" بعد هذه التصريحات.
وهنا تساؤل ما هو وجهة نظر الصين بالنسبة لتصريحات رئيسة وزراء اليابان الجديدة؟ تنظر الصين لتلك التصريحات وفق محددات إستراتيجية اهمها وجهة النظر الإستراتيجية اليابانية حيال قضية تايوان حيث تمثل بالنسبة للصين امتداد إلى الإستراتيجية الإمريكية تجاه الصين.
ويعتبر التصريح الياباني استدعاء للولايات المتحدة للتدخل دفاعا عن اليابان وفق الأتفاقيأت الأمنية المبرمة بينهما وذلك يمثل تهديد إستراتيجي بالنسبة للصين لعدة اسباب منها قرب المسافة بين تايوان واليابان حولي ١٠٠ كم بما يمثل تهديد إلى الأراضي الصينية.
وهنا تسأول ماهي الإجراءات التي قامت بها الصين بعد تصريحات رئيسة وزراء اليابان وماهي رده فعل اليابان حيالها؟
طالبت الحكومة الصينية الصينين بعدم السفر إلى اليابان مما يمثل ضربة اقتصادية للسياحة اليابانية التي تعتمد بصورة كبيرة على السياحة الوافدة من الصين وطالبت الطلبة الصينين في اليابان بتوخي الحذر، وقدمت شكوى إلى الأمم المتحدة كما أكد وزير الخارجية الصيني، وانج يي، أن تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايشي بشأن تايوان تجاوزت "الخط الأحمر" ويجب على الصين "الرد بحزم" لحماية سيادتها وسلامة أراضيها".
ووصف وانج تصريحات تاكايشي بأنها "صادمة"
واتهم وانغ رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي بمحاولة التدخل العسكري فيما يتعلق بتايوان، في إشارة إلى تعليقات لها بتاريخ ٢٠٢٥/١١/٧ قالت فيها ردًا على سؤال في البرلمان إن أي هجوم صيني على تايوان ذات الحكم الديمقراطي يمكن أن يؤدي إلى رد عسكري من طوكيو.
وحث وزير الخارجية الصيني اليابان على التفكير في الأخطاء وتصحيحها بسرعة وعدم الاستمرار في مسار خاطئ.
وكتب سفير الصين لدى الأمم المتحدة : "إذا تجرأت اليابان على محاولة التدخل المسلح في الوضع عبر المضيق، فسيكون ذلك عملا عدوانيا". وأضاف "ستمارس الصين بحزم حقها في الدفاع عن النفس بموجب ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وستدافع بحزم عن سيادتها وسلامة أراضيها"، بحسب وكالة أنباء أسوشييتد برس.
وينظر إلى موقف تاكايتشي على أنه أكثر قوة من موقف رؤساء الوزراء اليابانيين السابقين، الذين أعربوا عن قلقهم بشأن التهديد الصيني لتايوان لكنهم لم يذكروا علنا كيف سترد اليابان.
ولا أعتقد أن هذة الإجراءات وغيرها ضمن السيناريوهات المطروحة من الرد الرسمي الصيني على تلك التصريحات استعداد لتحول الازمة بين الدولتين إلى حرب بل تستخدم الصين التصريحات اليايانية كوسيلة ضغط عل الحكومة اليابانية لمعرفة قدرات الحكومة اليابانية الجديدة واختبار ردة فعلها.
واستطيع ان أجزم إن التصعيد السريع بين البلدين، سببه افتقار حكومة تاكايتشي لشخصيات لها علاقات قوية مع الحزب الشيوعي الصيني.
فبعد توليها منصبها، خرج من الأئتلاف الحاكم في اليابان حزب "كوميتو"الذي كان له دور محوري خلف الكواليس في تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الصين واليابان.
وتتمثل ردة فعل اليابان في رسالة إلى الأمم المتحدة هذا الأسبوع، انتقدت فيها رسالة سابقة من الصين، معتبرةً أنها تُحرّف طبيعة تصريحات تاكايتشي بشأن تايوان، قائلةً إن رسالة بكين "متناقضة مع الحقائق ولا أساس لها".
وكتب السفير الياباني رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، مفادها: "إنّ تأكيد الصين على أن اليابان ستمارس حق الدفاع عن النفس حتى في غياب أي هجوم مسلح هو تأكيد خاطئ".
وهناك تساؤل مطروح هل يحتوي الرئيس ترامب التصعيد بين الصين واليابان أم يشعله؟
وفق تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي، إنها تحدثت مع الرئيس الأميركي ترامب ، وأطلعها على تفاصيل مكالمته الهاتفية مع الرئيس الصيني شي جين بينج ، وآخر مستجدات العلاقات الأميركية- الصينية، حسبما أفادت "بلومبرغ".
وأكدت تاكايتشي، عقب المحادثة التلفونية مع الرئيس الإمريكي ترامب، أهمية التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة واليابان، في ظل استمرار الخلاف بين اليابان والصين بشأن تصريحاتها بشأن تايوان في وقت سابق من هذا الشهر.
وسوف يزور الرئيس الأمريكي بكين في أبريل المقبل، وإن الرئيس الإمربكي دعا الرئيس الصيني شي لزيارة دولة العام المقبل".
ومن المعروف أن سياسات الولايات المتحدة الأمريكية كدولة عظمى تعمل على تكريس نفوذها في منطقة المحيط الهادي ضمن عدة مناطق حول العالم.
ومنذ تولي الرئيس ترامب ولايتة الثانية ويقود حرب تجارية ضد اغلب دول العالم وعلي راسها الصين كقوة منافسة محتملة للنفوذ الأمريكي حول العالم.
ولكن وفق سياسات الرئيس ترامب الخارجية المعلنة فإنه يستحق جائزة نوبل للسلام وأنه يعمل على إنهاء النزاعات والحروب حول العالم ومن المتوقع وفق رؤية كثير من المحللين والسياسين فإنه سوف يعمل على تهدئة الوضع وعدم تصعدية بين اليابان والصين حتى ينتهي من ملف الحرب الإوكرانية الروسية ليتفرع للملف الصيني ولا أعتقد أنه سوف تكون هناك حرب مباشرة بين الصين وبين اليابان والولايات المتحدة الإمريكية.
ماهي السيناريوهات المتوقعة للازمة؟
وفق رؤيتي وتحليلي للأحداث سوف يتم نزع فتيل الازمة فمن مصلحة الولايات المتحدة عدم التصعيد مع الصين في الوقت الحالي حتى يتم إيقاف الحرب الروسية الأوكرانية والتفرغ للتعامل معها كتهديد محتمل للنفوذ الدولي للولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة حول العام رغم ان العام يشهد حالة مخاض قد تسفر عن وجود عالم متعدد الأقطاب.