أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية الذراع التنموى للكنيسة.. تقدم برامج صحية وتعليمية واقتصادية لملايين المصريين.. وتسعى لتمكين الشباب والنساء.. وتكافح العنف وترعى ذوى الإعاقة.. وتعزز الحوكمة والشراكات الدولية

الجمعة، 28 نوفمبر 2025 05:00 ص
أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية الذراع التنموى للكنيسة.. تقدم برامج صحية وتعليمية واقتصادية لملايين المصريين.. وتسعى لتمكين الشباب والنساء.. وتكافح العنف وترعى ذوى الإعاقة.. وتعزز الحوكمة والشراكات الدولية الكنيسة الأرثوذكسية

كتبت بتول عصام

منذ أكثر من ستة عقود، وتحديدًا فى سبتمبر 1962، تأسست أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية والمسكونية لتكون الذراع التنموى والاجتماعى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حاملة رسالة واضحة تقوم على خدمة الإنسان دون تمييز، وتمكين الفئات الأكثر احتياجًا فى مختلف أنحاء مصر، وتحقيق تنمية مجتمعية مستدامة تعزز العدالة والكرامة الإنسانية.

 

وبحسب الموقع الرسمى للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تحولت الأسقفية إلى مؤسسة تنموية متكاملة ذات تأثير واسع، إذ تمتد برامجها لتصل إلى أكثر من 4 ملايين مستفيد من المصريين، مع تركيز خاص على النساء، الأطفال، الشباب، ذوى الإعاقة، الأسر الأولى بالرعاية، وكبار السن ممن لا يمتلكون مصدر دخل ثابت أو تأمين صحي.

 

رؤية ورسالة إنسانية شاملة

ترتكز رؤية الأسقفية على بناء مجتمع قادر على استثمار إمكاناته ويحترم التنوع ويتمتع أفراده بالكرامة الإنسانية. أما الرسالة الأساسية فهى "إيقاظ الوعى الاجتماعي" وتحرير المجتمع من دوائر الفقر والمرض والجهل، عبر نهج يعتمد على قيم المشاركة، العمل الجماعى، وتعزيز الهوية الوطنية.

وتقوم الأسقفية فى فلسفتها على مبادئ محورية، أبرزها:

- حب الله الذى يقود لخدمة الإنسان واحترام كرامته

- الشفافية والمساءلة

- دعم العمل التطوعى وروح العطاء

- احترام الاختلاف والمساواة دون تمييز بين دين أو جنس أو عمر أو خلفية اجتماعية

- الاستدامة وجودة الخدمات المعتمدة على الموارد المحلية المتاحة

رحلة من البناء والتحدي

شهدت الأسقفية مراحل متعددة من القيادة أسهمت فى تشكيل هويتها الحالية:

- الأنبا صموئيل: أول أسقف للخدمات، وضع الأساس الفكرى والإنسانى للمؤسسة قبل اغتياله.

- الأنبا أثناسيوس: قاد مرحلة انتقالية صعبة جعل فيها الأسقفية ملاذًا للمحتاجين.

- الأنبا سرابيون (1985–1996): رسّخ النظم الإدارية وعيّن فرق عمل متخصصة، ووسع الشراكات المجتمعية.

- الأنبا يؤانس (1996–2015): قدّم نموذج التنمية الاجتماعية المتكاملة (CID) وركّز على العمل المجتمعى بدلًا من المساعدات المباشرة فقط.

- الأنبا يوليوس (2015–حاليًا): أحدث نقلة نوعية فى الهيكلة والحوكمة، وأسس مجلسًا استشاريًا وفرق تطوير ومتابعة، بجانب تعزيز الشراكات الوطنية والدولية.

 

وخلال هذه الأيام، تضم الأسقفية تقريبًا 415 موظفًا و1200 متطوعًا وتعمل وفق منظومة إدارية تتضمن خطط متابعة وتقييم مستمرة، إلى جانب ميزانية سنوية تخطت فى بعض الأعوام حاجز 105 ملايين جنيه.

برامج تمتد لجذور المجتمع

تعتمد الأسقفية على قطاعين رئيسيين فى العمل:

- أولًا: البرنامج الشامل المتكامل لتنمية المجتمع (ICDP)

ويشمل حزمة واسعة من التدخلات التنموية، أبرزها:

الرعاية الصحية الأولية

تقديم خدمات فحص، توعية، دعم صحى، خاصة للأسر المحرومة.
برامج التعليم

وتشمل برنامجين:

- تعليم الكبار لمحو الأمية وتمكينهم من الاندماج الإنتاجي

- حسين جودة التعليم للأطفال فى مرحلة التعليم الأساسي

التنمية الاقتصادية

توفير تدريب مهنى، دعم مشروعات صغيرة، وتمكين الشباب للحصول على فرص عمل مناسبة.

التنمية الريفية

تحسين الإنتاج الزراعي والحيوانى ورفع كفاءة صغار المزارعين.

البيئة والاستدامة

نشر الوعى البيئى وتعليم المجتمع الاستخدام الرشيد للموارد.

إطلاق قدرات الأطفال والشباب

- برنامج تنمية الطفولة المبكرة عبر أنشطة تعليمية وتربوية.

- برنامج تمكين الشباب للانخراط فى أنشطة مجتمعية وريادة العمل التنموى داخل الكنيسة وخارجها.

مناهضة العنف الأسرى والمجتمعي

برامج توعية وتمكين لمواجهة العنف ضد الطفل والمرأة.

رعاية الفئات المستضعفة

ويتضمن:

- برنامج مكافحة الإدمان وتأهيل المتعافين
- برنامج دمج وتمكين ذوى الإعاقة

برنامج تحسين المسكن

لمساعدة الأسر الفقيرة فى الحصول على سكن صحى آمن.

ثانيًا: برنامج الرعاية الاجتماعية "أغابي"

ويستهدف الفئات الأكثر احتياجًا والذين لا يمتلكون مصدرًا للدخل أو خدمات التأمين الاجتماعى، بما يشمل: الأرامل، الأسر المُعيلة، كبار السن العاجزين، المرضى المزمنين، السجناء السابقين وأسرهم، ضحايا الكوارث الطبيعية والاجتماعية.

منظمة ذات رسالة ممتدة وشراكات واسعة

تسعى الأسقفية اليوم إلى تعزيز شبكة شراكاتها مع الوزارات، المؤسسات التعليمية، منظمات المجتمع المدنى، والجهات الدولية، لتحقيق أكبر قدر من التكامل فى الخدمات وتقليل الفجوات التنموية.

وتعمل الأسقفية أيضًا كمركز موارد ودعم فنى للجهات الشريكة، من خلال التدريب، التقييم، وبناء القدرات.

خدمة ممتدة جذورها فى حب الوطن والإنسان

بعد مسيرة تتجاوز ستين عامًا من العمل المتواصل، تثبت أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية أنها ليست مجرد مؤسسة مساعدة للفقراء، بل نموذجًا وطنيًا للتنمية المتكاملة والعدالة الاجتماعية، قائمًا على رؤية إنسانية ومهنية راسخة، تسعى لخلق مجتمع قادر على التطور والعيش بسلام وكرامة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب