في عالم تمتلئ فيه قصص الأمومة بالتحديات، تبقى تجربة السيدة عبير خليل استثناءً يصعب تكراره؛ فهي الأم التي خاضت رحلة امتدت لـ 27 عامًا مع خمسة توائم، ونجحت خلالها في تحويل أصعب اختبار إنساني إلى قصة نجاح تربوية تستحق التوقف أمامها، حين رزقها الله بأطفالها واللاتي أسماءهم: عبد العزيز، مروة، لينا، آلاء، عمرو.
البداية كانت قبل ما يزيد عن 28 عامًا، حين اكتشفت عبير—المدرسة الشغوفة بعالم الأطفال—أنها حامل بعد محاولات متعثرة وإجهاض سابق، ولم تتخيّل شيئًا خارج المتوقع، لكن مع جملة الطبيب المتكررة: «الدنيا زحمة قوي»، توقعت انها سترزق بتوأم لكن لم يخطر ببالها للحظة أن تلك “الزحمة” تعني خمسة قادمين دفعة واحدة.
عاشت عبير شهورالحمل الملاينين القلق والترقب، حتى جاءت لحظة الولادة التي قلبت حياتها رأسًا على عقب، فبعد الوضع دخلت في أزمة صحية حادة، أصيبت خلالها بالعصب السابع، وفقدت الفيتامينات من جسدها، وبقيت أيامًا عاجزة عن الإحساس بملامح وجهها، ولم تستوعب ما حدث إلا عندما أخبرها من حولها: «في خمسة في الحضانة»، لتكتشف أن وزنهم مجتمعين لم يتجاوز ثلاثة كيلو ونصف.
خرج التوائم الخمسة للحياة بسلام، لكن معركة الأم الحقيقية بدأت عند العودة إلى البيت، تحكي عبير كيف كانت تفرش بطانية على الأرض، وتضع أبناءها جنبًا لجنب خوفا عليها من ان تسقط، فكانت عندما ترضع الأول، فالثاني، فالثالث… وما إن تصل للخامس حتى يكون الأول قد جاع من جديد، واصفة الأشهر الست الأولى بـ«مأساة حقيقية».
لم تواجه عبير تلك الرحلة وحدها؛ بل كانت العائلة كلها تدعمها بداية من أمها، إخوتها، حماها، أخوات زوجها، والجيران، وحتى زوجها—الذي كان يعمل كضابطا ويعود مرهقًا—لكنه لم يتأخر عن المساعدة بقدر ما يستطيع.
أما عن النوم، فكان رفاهية اختفت تمامًا من-الأم الجديدة، التي كانت “تسرق النوم” جالسة، قبل أن يقاطعها صراخ أحدهم.
التوائم الخمسة