دراسة حديثة تكشف أساليب الغزو الرومانية الوحشية منذ ألفى عام

الأربعاء، 26 نوفمبر 2025 06:00 ص
دراسة حديثة تكشف أساليب الغزو الرومانية الوحشية منذ ألفى عام الكشف الأثري

كتبت بسنت جميل

كشفت دراسة أثرية حديثة عن واحدة من أكثر الشواهد وضوحًا على وحشية آلة الحرب الرومانية فى العصور القديمة، وذلك بعد اكتشاف جمجمة داخل حصن "لا لوما" بشمال إسبانيا، في موقع يرتبط مباشرة بحروب كانتابريا الدامية التي خاضتها روما للسيطرة على شبه الجزيرة الإيبيرية قبل أكثر من ألفي عام.

ووفقًا لما أورده موقع Ancient Origins فإن الجمجمة المكتشفة – العائدة لرجل في منتصف العمر – وُجدت مدفونة تحت أنقاض الجدران الدفاعية لحصن "لا لوما"، ويُرجّح أنها تعود إلى عام 25 ق.م تقريبًا، وهو التوقيت نفسه للهجوم الأخير الذي شنّه الجيش الروماني على المستوطنة المحصنة. وقد أكد تحليل الحمض النووي وتقنيات التأريخ بالكربون المشع تطابق الفترة الزمنية مع أحداث الغزو.

الدراسة المنشورة في مجلة "الآثار الرومانية" (Journal of Roman Archaeology) تشير إلى أن الرأس قُطع عن عمد وعُرض فوق أسوار القلعة كغنيمة حرب ورسالة ترهيب واضحة للسكان المحليين، ويقول الباحث الرئيسي سانتياجو دومينجيز–سوليرا من معهد هيرويكا للآثار والتراث الثقافي إن هذا السلوك لم يكن عملاً فرديًا، بل جزءًا من سياسة نفسية منظمة استخدمها الرومان لإخضاع خصومهم.

 

جمجمة تحمل آثار الترهيب

أظهرت الفحوصات أن الجمجمة تعرضت لأشعة الشمس لعدة أشهر، كما وُجدت عليها آثار أقدام في فترة كانت فيها العظام ما تزال حديثة نسبيًا، ما يؤكد أنها كانت معلّقة أو مكشوفة للعيان لفترة طويلة قبل أن ينهار السور فوقها.

ويشير دومينجيز–سوليرا إلى أن تدمير الأسوار الدفاعية بعد السيطرة على الموقع كان خطوة رومانية معتادة تهدف إلى منع السكان من إعادة استخدام الحصن، بينما كان عرض الرؤوس أو الجثث جزءًا من احتفالات النصر وإرهاب أي جماعات أخرى قد تفكر في المقاومة.

 

سلوك متكرر في الإمبراطورية

لم يكن هذا المشهد منفردًا؛ فمصادر رومانية متعددة، بالإضافة إلى النقوش والعمارة العسكرية، توثق هذا الأسلوب. فقد صوّر أحد الأعمدة الشهيرة في روما جنودًا يقدمون رؤوس أعداء الداتشيين إلى الإمبراطور، كما تذكر سجلات تاريخية عرض رؤوس الخصوم السياسيين على منصّات عامة في العاصمة.

الاكتشاف الأخير، المُحاط بسياقه الأثري الواضح، يعيد إحياء صورة أكثر عنفًا لوحشية الغزو الروماني، ويكشف كيف كانت الحرب النفسية جزءًا أصيلًا من استراتيجية روما في التوسع والهيمنة.

الكشف الأثري

الكشف الأثري

 


 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب