الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يعلن عن تصريحات متضادة حول مفاوضات وقف النزاع الروسى الأوكرانى، فى جزء يتوقع اقتراب نهاية الحرب، وفى تصريحات أخرى يبدى تشككه من توقيت نهاية النزاع بين موسكو وكييف.
ترامب: ويتكوف وكوشنر يلتقيان بوتين الأسبوع المقبل
أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، (مساء الثلاثاء بالتوقيت المحلي)، أن مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر سيلتقون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أن موسكو قدمت "تنازلات" باتجاه التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.
وتحدث ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسة المتجهة إلى ولاية فلوريدا، عن مسار المفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أن المحادثات مع روسيا "بدأت تسير بشكل جيد".
وقال الرئيس الأمريكى: "نجري محادثات جيدة.. بدأنا مع روسيا، نجري بعض المحادثات مع روسيا"، مضيفاً: "أوكرانيا تسير بشكل جيد، وأعتقد أنهم سعداء جداً حيال ذلك.. إنهم يودون رؤية ذلك ينتهي.. لن نعرف لبعض الوقت، لكننا سنحرز تقدماً".
وأشار إلى أن المفاوضين الأمريكيين "يحرزون تقدماً" في المناقشات مع روسيا وأوكرانيا، وأن موسكو "وافقت على تقديم بعض التنازلات"، مضيفاً أنه "لا يوجد موعد نهائي للتوصل إلى اتفاق"، وقال: "الموعد النهائي بالنسبة لي هو عندما يُنجز الأمر".
ورداً على سؤال بشأن مدى إمكانية أوكرانيا في تقديم تنازلات بشأن الأراضي، أجاب ترامب: "انظروا إلى الطريقة التي تسير بها الحرب.. إنها تتحرك في اتجاه واحد فقط.. لذا، في نهاية المطاف، تلك أراضٍ قد تحصل عليها روسيا على أي حال خلال الشهرين المقبلين".
وأشار ترامب إلى أن "المفاوضات معقدة بسبب ترتيب الحدود على الأرض"، وأردف: "إنها عملية طويلة ومعقدة، ومحزنة جداً لأن الكثير من الناس يُقتلون".
وفيما يخص الضمانات الأمنية، التي ستقدم إلى أوكرانيا، قال ترامب إن "أوروبا ستكون منخرطة بشكل كبير في الضمانات الأمنية"، لافتاً إلى أن خطة السلام الأولية المكونة من 28 نقطة "كانت مجرد خريطة".
وسبق أن أمهل ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حتى الخميس للموافقة على الخطة السلام التي كانت تدعو كييف إلى التنازل عن أراض، وقبول فرض قيود على جيشها، والتخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
ويحاول المسؤولون الأمريكيون تقريب وجهات النظر مع الروس والأوكرانيين بشأن وضع خطة لإنهاء أعنف صراع في أوروبا وأكثرها إلحاقاً للدمار منذ الحرب العالمية الثانية، فيما تخشى أوكرانيا من إجبارها على قبول اتفاق يصب إلى حد بعيد في مصلحة روسيا، بحسب وكالة "رويترز".
وكان الرئيس الأمريكى قال، في وقت سابق الثلاثاء، إنه وجه ويتكوف لزيارة موسكو ولقاء بوتين، بالتزامن مع إرسال وزير الجيش دان دريسكول إلى الأوكرانيين، وذلك بهدف وضع "اللمسات الأخيرة" على خطة السلام المقترحة، مؤكداً إحراز "تقدم هائل" لإنهاء الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.
وأشار ترامب على منصة "تروث سوشيال" إلى أن خطة السلام الأصلية المكونة من 28 نقطة، والتي "صاغتها الولايات المتحدة"، تم "تنقيحها" بإضافة مدخلات إضافية من كلا الجانبين، و"لم يتبق سوى عدد قليل من نقاط الخلاف المتبقية".
وأضاف: "على أمل وضع اللمسات الأخيرة على خطة السلام هذه، أصدرتُ تعليمات لمبعوثي الخاص ستيف ويتكوف للقاء الرئيس بوتين في موسكو، وفي الوقت نفسه، سيلتقي وزير الجيش دان دريسكول مع الأوكرانيين".
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه مبعوثه ستيف ويتكوف لزيارة موسكو ولقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتزامن مع إرسال وزير الجيش دان دريسكول إلى الأوكرانيين
واختتم الرئيس الأمريكى تصريحه بالتأكيد على شروط لقاء القمة: "أتطلع إلى الاجتماع مع الرئيس زيلينسكي والرئيس بوتين قريباً، لكن فقط عندما تكون الصفقة لإنهاء هذه الحرب نهائياً، أو في مراحلها النهائية.. شكراً لاهتمامكم بهذه المسألة الهامة للغاية، ودعونا جميعاً نأمل أن يتحقق السلام في أقرب وقت ممكن".
وتأتي تصريحات ترامب بعدما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الثلاثاء، إن خطة السلام المعدّلة لأوكرانيا يجب أن تعكس "روح ونص" التفاهمات التي تم التوصل إليها بين بوتين وترامب خلال قمتهما في ألاسكا.
وأشار لافروف، خلال مؤتمر صحافي في موسكو، إلى أن روسيا رحبت بالنسخة الأولى من خطة السلام الأمريكية لأوكرانيا، لكنها تنتظر نسخة "مؤقتة" معدلة بعد أن تنتهي واشنطن من تنسيقها مع أوكرانيا وأوروبا.
وسبق لويتكوف أن التقى بالرئيس الروسي 5 مرات خلال العام الجاري، حيث تركزت هذه المباحثات التي استمر بعضها لأكثر من 4 ساعات، بشكل رئيسي على ملف أوكرانيا، بالإضافة إلى بحث إمكانية عقد لقاء قمة مباشر بين ترامب وبوتين الذي تم في أغسطس بولاية ألاسكا.
من جانبه، قال أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لاحقاً إنه أجرى اتصالاً مع وزير الجيش الأمريكى، معرباً عن شكره على "التركيز والبناء".
وقال يرماك على منصة "إكس": "كما أوضح الرئيس ترامب، نتوقع وصول وزير الجيش إلى كييف في وقت لاحق من هذا الأسبوع، ونحن مستعدون لمواصلة العمل بأسرع ما يمكن لوضع اللمسات الأخيرة على الخطوات اللازمة لإنهاء إراقة الدماء".
واختتم يرماك تصريحه قائلاً: "نحن ممتنون للولايات المتحدة على كل دعمها، وسيتم إعداد اجتماع الرئيسين بشكل شامل وفوري من جانبنا".
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي الليلي، الثلاثاء، أن فريقه عمل على صياغة "نص الوثيقة التي تم إعدادها مع الولايات المتحدة في جنيف"، في إشارة إلى الاجتماعات التي جرت بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين في جنيف، الأحد.
وشدد زيلينسكي على أن "المبادئ الواردة في هذه الوثيقة يمكن تطويرها لتصبح اتفاقيات أعمق"، وأن "من مصلحتنا المشتركة أن يكون الأمن حقيقياً".
من جهته، قال مصدر أوكراني مطلع بشكل مباشر على المحادثات لشبكة CNN الأمريكية إن "التقدم مستمر بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن صياغة مسودة مقترح جديد لإنهاء الحرب"، لكن "لا تزال هناك خلافات جوهرية قائمة، ولم يتم الاتفاق على نص نهائي بعد".
وأضاف المصدر أنه "تم التوصل إلى توافق في الآراء بشأن معظم النقاط، لكن هناك 3 مسائل مهمة على الأقل لا تزال الخلافات فيها قائمة".
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه مستعد لمناقشة "النقاط الحساسة" في خطة السلام مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال محادثات يجب أن تشمل الأوروبيين.
بخصوص القضية المتعلقة بتسليم أوكرانيا أراض لروسيا لم تسيطر عليها، قال المصدر إنه "لم يتم التوصل إلى قرار بعد"، موضحاً أنه "سيكون من الخطأ جداً القول إن لدينا الآن مسودة قبلت بها أوكرانيا".
بشأن مقترح مطالبة أوكرانيا بتحديد أفرد جيشها إلى 600 ألف، وهو الرقم الذي تضمنته الخطة الأمريكية المكونة من 28 نقطة، ذكر المصدر أنه "تم طرح رقم جديد، لكن كييف تريد المزيد من التغييرات قبل أن تكون مستعدة للموافقة".
وبشأن مسألة تخلي أوكرانيا عن طموحها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أشار المصدر إلى أن "هذا المطلب غير مقبول"، معتبراً أن مثل هذا التنازل سيشكل "سابقة سيئة" تمنح روسيا فعلياً حق النقض (الفيتو) في الناتو "وهي ليست عضواً فيه أصلاً".
الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب
ماكرون: لا يجب أن تكون هناك أية قيود على عديد القوات المسلحة الأوكرانية
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن معارضته فرض أي قيود على عدد أفراد القوات المسلحة الأوكرانية في إطار خطة تسوية النزاع في البلاد.
وقال ماكرون للصحفيين، إن "المناقشات في جنيف أظهرت أنه يجب ألا تكون هناك أي قيود على الجيش الأوكراني".
وجاء ذلك في أعقاب اجتماع افتراضي لـ"تحالف الراغبين" الداعم لأوكرانيا، شارك فيه زعماء فرنسا وبريطانيا وألمانيا، وانضم إليه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لأول مرة.
وقبل ذلك اجتمع الوفدان الأمريكي والأوكراني الرفيعا المستوى في جنيف، الأحد، لمناقشة الخطة الأمريكية لتسوية النزاع في أوكرانيا، والتي كانت تنص على الحد من عدد أفراد القوات المسلحة الأوكرانية كي لا يتجاوز الـ 600 ألف فرد، حسب التسريبات الإعلامية.
وأعلن الجانبان في أعقاب المناقشات عن إدخال تعديلات على الخطة لإزالة مخاوف الجانب الأوكراني.
وفي الوقت ذاته، أفادت وسائل إعلام غربية بأن الدول الأوروبية قدمت خطة بديلة للتسوية، تضمنت الحد من عدد أفراد الجيش الأوكراني ليكون عند 800 ألف فرد.
الرئيس الفرنسى إمانويل ماكرون
ستارمر: زيلينسكى قَبِل أغلب بنود الخطة الأمريكية للتسوية في أوكرانيا
أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن فلاديمير زيلينسكي، أعرب عن موافقته على معظم بنود خطة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتسوية النزاع في أوكرانيا.
وقال ستارمر خلال اتصال مرئي مع قادة دول "تحالف الراغبين": "أعتقد أننا نتحرك في اتجاه إيجابي. هناك دلائل على إمكانية قبول الجزء الأكبر من نص الخطة، كما أوضح لي فلاديمير زيلينسكي خلال حديثنا".
وفي سياق متصل، ذكر موقع "أكسيوس"، نقلا عن رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك، أن زيلينسكي "يسعى إلى لقاء ترامب في أقرب فرصة ممكنة، وربما خلال عيد الشكر في 27 نوفمبر، لوضع اللمسات الأخيرة على شروط إنهاء الحرب".
كما أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الولايات المتحدة "أحرزت تقدما هائلا نحو التوصل إلى اتفاق سلام بين أوكرانيا وروسيا"، موضحة أن "بعض التفاصيل الحساسة التي لا تشكل عقبات جوهرية لا تزال بحاجة إلى معالجة، وتتطلّب مزيدا من المشاورات بين واشنطن وموسكو وكييف".
وكان الرئيس الأمريكي قد صعّد من لهجته إزاء زيلينسكي، السبت الماضي، داعيا إياه إلى "القتال حتى ينفطر قلبه الصغير"، إذا لم ترق له الخطة الأمريكية للتسوية. ولاحقا، وصف ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" القيادة الحالية في أوكرانيا بأنها "غير ممتنة"، واضعا كلمة "القيادة" بين علامتي اقتباس، دون أن يوضح ما إذا كان يقصد موقفهم من جهود السلام أم من الدعم الأمريكي بشكل عام.
من جانبه، أفاد المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن موسكو لم تتلق رسميا معلومات عن الخطة الأمريكية. ووفقا له، هناك بعض الأفكار من الجانب الأمريكي، ولكن لا يتم مناقشة أي شيء مناقشة ملموسة في الوقت الحالي. وفي الوقت نفسه، تحافظ روسيا بشكل كامل على انفتاحها على المفاوضات السلمية وتظل على منصة المناقشات التي جرت بين زعيمي روسيا والولايات المتحدة في أنكوريج.

رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر
حركة حماس تعلن تسليم جثة أسير إسرائيلى اليوم
اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حركة الجهاد بخرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال مكتب نتنياهو في بيان، الثلاثاء، إن "إعلان الجهاد الإسلامي العثور على رفات أحد الرهائن في غزة وتأخير تسليمها يعد خرقاً للاتفاق".
كما أكد أن إسرائيل "تطالب بالعودة الفورية للجثامين الثلاثة الذين ما زالوا محتجزين في القطاع".
في المقابل، أكدت حركتا حماس والجهاد أنهما ستسلمان جثة رهينة إسرائيلي مساء اليوم، بناء على شروط وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة بين إسرائيل وحماس.
وكانت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الفلسطينية، أعلنت، الاثنين، العثور على رفات رهينة في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي في غزة.
كما أضافت أنها "عثرت على الجثة خلال عمليات البحث والحفر في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي وسط القطاع"، إلا أنها لم تذكر مزيداً من التفاصيل.
وكان اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في أكتوبر الماضي، نص على تسليم حماس رفات 28 محتجزاً قتلوا إلى إسرائيل.
في المقابل، تُسلم إسرائيل رفات 15 من سكان غزة إلى السلطات المحلية مقابل كل جثمان تعيده حماس. وحتى الآن سلمت حماس ما مجموعه 25 من أصل 28 جثة، فيما لا يزال البحث جارياً عن ثلاث.

رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو