شهدت إثيوبيا صباح الأحد ثوران بركان هايلي غوبي في منطقة عفار، لأول مرة منذ نحو 12 ألف عام، حيث ارتفع الرماد إلى ارتفاع وصل لـ 14 كيلو مترًا، قبل أن تدفعه رياح قوية تراوحت سرعتها بين 100 و120 كم/س عبر البحر الأحمر باتجاه اليمن وسلطنة عمان، ومن ثم إلى الخليج العربي وصولًا إلى الهند، وفقًا لبيانات موقع indiametsky.
وتسبب الثوران البركاني المفاجئ في رفع مستوى التأهب لدى وكالات الأرصاد الجوية في عدة دول، بعدما امتدت سحابة الرماد إلى آلاف الكيلومترات، وعبرت أجواء اليمن وعُمان وجيبوتي والهند والصين.
البراكين في الحضارات القديمة.. خوف يولد الأسطورة
وفي الوقت الذي يوفّر فيه العلم الحديث تفسيرًا دقيقًا لثورات البراكين، ما تزال الأساطير القديمة تمثل جانبًا لا يُنسى من محاولات الإنسان الأولى لفهم الطبيعة، خاصة عندما يعجز العقل عن استيعاب قوة الجبال النارية.
ولطالما أثارت البراكين رهبة لدى الإنسان القديم، فغياب التفسير العلمي قاد الحضارات المختلفة إلى ابتكار حكايات وأساطير تسعى لفهم "غضب الجبال".
اليونان القديمة.. سانتوريني بين الحقيقة والأسطورة
ارتبطت جزيرة سانتوريني في المخيال اليوناني بقصص متعددة؛ أبرزها اتصالها المحتمل بأسطورة أتلانتس المفقودة، التي تحدث عنها أفلاطون باعتبارها حضارة متقدمة اختفت بفعل كارثة كبرى.
وتتناقل الأساطير أيضًا أن الجزيرة تشكّلت من قطعة أرض ألقاها البطل الأسطوري «إيفيموس» في البحر بعد حلم غريب جمعه بحورية جميلة، ليتحوّل الجذع الذي حمله في جيبه إلى الجزيرة الخلابة التي نعرفها اليوم.
الهند.. ساحرة تثير البراكين
وفي التراث الشعبي الهندي، يروي عن بركان كاتلا، أن «ساحرة شرسة» كانت تعيش قرب جبل ناري وتمتلك بنطالًا سحريًا، قبل أن تتحول أسطورتها إلى تفسير شعبي للفيضانات والانفجارات التي شهدتها المنطقة عبر القرون.
أساطير أمريكا اللاتينية.. دموع البركان
أما في كوستاريكا، فترتبط نشأة بركان بواس Poás بقصة فتاة شابة قُدِّمت قربانًا للجبل، قبل أن يتدخل طائر «Rualdo» الأسطوري بصوته الذهبي لإنقاذها. وبحسب الموروث اللاتيني، تأثر البركان ببكاء الطائر فانطلقت “دموعه” التي كوّنت بحيرة بوتوس الشهيرة، بينما اكتسب الطائر ألوانه الزرقاء والخضراء والذهبية كثمن لصمته الأبدي.