فيسبوك
واتساب
تستعد شركة HP لإجراء واحدة من أكبر عمليات إعادة الهيكلة خلال السنوات الأخيرة، حيث أعلنت عن خطط لتقليص ما بين 4000 و6000 وظيفة على مستوى العالم بحلول السنة المالية 2028، تأتي هذه الخطوة ضمن برنامج واسع لتقليل التكاليف وجعل الشركة أكثر مرونة وقدرة على المنافسة في عصر الذكاء الاصطناعي.
السبب وراء قرار شركة HP لإجراء واحدة من أكبر عمليات إعادة الهيكلة
وصف الرئيس التنفيذي إنريكي لوريس هذا الإجراء بأنه "خطوة ضرورية لضمان القدرة على المنافسة"، مشيرًا إلى أن الخطة ستعيد تشكيل عمليات الشركة وتوسع استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تطوير المنتجات، ودعم العملاء، والتصنيع، ورغم ذلك لم يلق القرار ترحيب المستثمرين، حيث انخفضت أسهم HP بنسبة 5.5% في التداول بعد الإعلان.
تركز الخطة الجديدة على استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة وخفض التكاليف، حيث تتوقع الشركة تحقيق توفير يصل إلى مليار دولار سنويًا بحلول 2028 من خلال أتمتة وتحسين عملياتها المختلفة.
وأكد لوريس أن هذه الإجراءات ليست مجرد استجابة للظروف السوقية الحالية، بل جزء من خطة طويلة الأمد لضمان قدرة الشركة على مواجهة التحولات التكنولوجية المستقبلية.
وسيتم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تصميم المنتجات، والمبيعات، وخدمة العملاء، والتصنيع، بهدف تسريع الابتكار وتحسين تجربة العملاء وزيادة الإنتاجية.
تشمل التخفيضات فرق تطوير المنتجات، والعمليات الداخلية، ودعم العملاء، وقد أشار لوريس إلى أن هذه الإجراءات ستوفر نحو مليار دولار من التوفير الإجمالي خلال ثلاث سنوات.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تقلص فيها HP وظائفها، فقد قامت الشركة في وقت سابق من هذا العام بتسريح بين 1000 و 2000 موظف ضمن خطة سابقة لتقليل التكاليف، إلا أن التخفيضات الجديدة تمثل خطوة أكثر عدوانية نحو الأتمتة والكفاءة التشغيلية.
رغم هذه التخفيضات، تظل HP متفائلة بشأن نمو قطاع الحواسيب الشخصية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حيث شهد الطلب على هذه الأجهزة ارتفاعًا مستمرًا.
وكشفت الشركة أن أجهزة الكمبيوتر المحمولة المزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي شكلت أكثر من 30% من إجمالي الشحنات في الربع الرابع المنتهي في 31 أكتوبر، ومن المتوقع أن تصبح هذه الأجهزة مصدرًا رئيسيًا للإيرادات مع تزايد الحاجة لأجهزة قادرة على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي محليًا لتعزيز الإنتاجية والإبداع.
HP تواجه تحديات مالية جديدة نتيجة ارتفاع أسعار مكونات الحواسيب
إلى جانب ذلك، تواجه HP تحديات مالية جديدة نتيجة ارتفاع أسعار مكونات الحواسيب، خاصة شرائح الذاكرة الأساسية مثل DRAM وNAND، التي ارتفعت أسعارها بفعل الطلب المتزايد على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
وأوضح لوريس أن الشركة تتوقع تأثير هذه الزيادة في النصف الثاني من السنة المالية 2026، لكنها تمتلك مخزونًا كافيًا لإدارة الموقف على المدى القصير، مع اتخاذ خطوات للحد من التكاليف من خلال اختيار مورّدين أقل تكلفة، وتعديل تكوينات الذاكرة، وضبط الأسعار.
وتعكس توقعات HP المالية موقفًا حذرًا، إذ تتوقع الشركة تحقيق أرباح معدلة للسهم تتراوح بين 2.90 و3.20 دولار للسنة المالية 2026، وهو أقل من متوسط توقعات المحللين البالغ 3.33 دولار، كما تتوقع الشركة أرباحًا معدلة للربع الأول المقبل بين 73 و81 سنتًا للسهم، وهو أقل قليلًا من توقعات السوق.
تمثل هذه التخفيضات جزءًا من اتجاه أوسع بين شركات التكنولوجيا الكبرى لإعادة هيكلة عملياتها مع دمج الذكاء الاصطناعي، فقد أكدت أمازون مؤخرًا أكثر من 14000 تسريح، نحو 40% منها في فرق الهندسة، فيما أعلنت آبل عن تخفيضات محدودة ضمن فرق المبيعات بهدف تحسين طرق التفاعل مع العملاء.
