أطلقت اللجنة المحلية المنظمة لبطولة كأس العرب 2025، التميمة الرسمية للبطولة "جحا"، وذلك قبيل انطلاق الحدث الإقليمي الذي يقام في دولة قطر في الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر المقبل، يجسد جحا، المعروف أيضًا باسم "الرجل الفيلسوف"، الفولكلور العربي التقليدي.
ويتأهب بطل التراث الشعبي المحبوب للظهور على الساحة من جديد، وهذه المرة باعتباره التميمة الرسمية لكأس العرب التي ستكون جزءاً لا يتجزأ من الاحتفالات التي ستصاحب فعاليات نسخة هذا العام من البطولة، التي ستوحّد الجماهير العربية مرة أخرى، على غرار النسخة السابقة، وذلك في مهرجان فريد يحتفي بثقافة المنطقة النابضة بالطاقة والحيوية والشغف الكروي.
معلومات عن تميمة كأس العرب 2025
كشفت اللجنة المنظمة المحلية لكأس العرب فيفا قطر 2025 عن جحا باعتباره التميمة الرسمية لهذه المسابقة العربية المرموقة. مستوحى من الشخصية الأكثر شهرة في تاريخ الأدب العربي، يجسد جحا التقاليد الفولكلورية الغنية للمنطقة، غالبًا ما يُصوَّر جحا على أنه رجل يجد نفسه في مواقف مضحكة بسبب تصرفاته الغريبة، وتُحكي قصص جحا، التي تحظى بشعبية كبيرة عبر الأجيال في العالم العربي، دائمًا حكمة عميقة.
جحا بين الحقيقة والخيال
وفي الأدب العربي، نسب جحا إلى أبو الغصن دُجين الفزاري الذي عاصر الدولة الأموية. وهو أقدم شخصيات جحا وإليه تنسب النكات العربية. وفي الأدب التركي، نسبت قصص جحا من إسطنبول إلى الشيخ نصر الدين خوجه الرومي الذي عاش في قونية معاصرا الحكم المغولي لبلاد الأناضول ومعظم القصص المعروفة في الأدب العالمي تنسب له.
هي شخصية رجل فقير كان يعيش أحداث عصره بطريقة مختلفة ويتماشى مع تلك الأحداث الشبه حقيقية؛ فهو كان يتصرف بذكاء كوميدي ساخر فانتشرت قصصه ومواقفه التي كان يتعامل معها في حياته اليومية، وكانت تنتقل قصصه من شخص إلى آخر مما نتج عنه تأليف الكثير من الأحداث الخيالية حوله، فكل شخص كان يروي قصصه بطريقته الخاصة ومنهم حتى من نسب أعماله لنفسه أو لشخص آخر أو لشخص خيالي.
وبحسب الأديب الكبير الراحل عباس محمود العقاد في كتابه "جحا الضاحك المضحك" فإنه لم يكن جحا واحدًا ولا يمكن أن يكونه؛ لأن النوادر التي تنسب إلى جحا لا تصدر من شخص واحد، ولا تزال دواعي اليقين باستحالة هذه النسبة واضحة في كل قرينة وكل رواية يجوز الاعتماد عليها في تحري الوقائع ومن تنسب إليه.
وأوضح العقاد في كتابه أن قيل عن جحا إنه نصر الدين التركي، وقيل عنه إنه أبو الغصن العربي الفزاري، وقيل عنه إنه من النوكى الهاكعين، كما يقال عنه إنه من أصحاب الحالات والكرامات من المتسترين بالولاية وهم يجهرون بالهذر والبلاهة.
ولفت العقاد إلى أنه يستحيل أن تصدر هذه النوادر عن جحا وحده كائنًا ما كان؛ لأنها تنسب — بعينها — إلى المجانين من أمثال هَبَنَّقة وبهلول، أو إلى الأذكياء من أمثال أبي نواس وأبي العيناء، موضحا أنه يزاد على هذه الإحالات جميعًا أن طبيعة الفكاهة تختلف بين تحصيل الحاصل والقياس مع الفارق والمحاولة والمحال، مما يجوز أن يتفق عرضًا في نادرة أو قليل من النوادر، ولكنه لا يتفق في العشرات والمئات.
ونقل العقاد في كتابه عن الميداني صاحب كتاب الأمثال، قوله: هو رجل من فزارة كان يكنى أبا الغصن، ومن حمقه أن عيسى بن موسى الهاشمي مر به وهو يحفر بظهر الكوفة موضعًا، فقال له: ما لك يا أبا الغصن؟ قال: إني قد دفنت بهذه الصحراء دراهم ولست أهتدي إلى مكانها. فقال عيسى: كان ينبغي أن تجعل عليها علامة. قال: قد فعلت. قال: ماذا؟ قال: سحابة في السماء كانت تظلها ولست أرى العلامة.

جحا تميمة كأس العرب