هيئة الدواء تعلن توافر جميع الأصناف الحيوية بمخزون يكفى لأشهر.. الدكتور ياسين رجائى: سلاسل الإمداد الدوائى فى مصر مؤمنة وخطة استباقية للتدخل السريع.. ويؤكد: شحنات ضخمة لتغطية احتياجات أصحاب الأمراض المزمنة

في خطوة تؤكد الجاهزية التامة للقطاع الصحي الوطني، كشفت هيئة الدواء المصرية عن استراتيجيتها لتحقيق "الأمن الدوائي المستدام"، مؤكدة أن سوق الدواء يخضع لمتابعة يومية دقيقة تضمن توافر المستحضرات الحيوية. هذا التقرير، الصادر عن الهيئة، لا يعكس مجرد إدارة للأزمة، بل يؤسس لمرحلة جديدة من إدارة الأزمة إلى تحقيق الاستقرار عبر الاعتماد المتزايد على الإنتاج المحلي وتدعيم المخزون الاستراتيجي لكافة الأصناف ذات الأهمية الحيوية.

الاستراتيجية الشاملة

أكدت هيئة الدواء المصرية أن سوق الدواء يشهد متابعة دقيقة يومية للمخزون والتوزيع على مستوى الجمهورية. وتعمل الهيئة بخطة استباقية صارمة ترتكز على الاستعداد الدائم لاتخاذ إجراءات عاجلة وفورية بمجرد ظهور أي مؤشرات قد تدل على نقص محتمل في أي صنف حيوي. وتتمثل آلية التدخل السريع للهيئة في مسارين رئيسيين: الأول هو التوريد المباشر السريع لتغطية الاحتياج الفوري من مصادر خارجية موثوقة، والثاني هو تفعيل خطوط الإنتاج المحلية بأقصى طاقتها لضمان استمرارية الإمداد واستدامة التوافر دون انقطاع، مما يعزز القدرة الوطنية على تلبية الطلب.

وأكد الدكتور ياسين رجائى مساعد رئيس هيئة الدواء أن الكميات المتاحة حالياً من المستحضرات الحيوية لا تكتفي بتغطية الاستهلاك المحلي بالكامل فحسب، بل وتزيد عليه في بعض الفئات الدوائية، وهو ما يعد دليلاً ملموساً على نجاح خطة المتابعة المستمرة التي تهدف بالأساس إلى بناء أمن دوائي مستدام يحافظ على استقرار السوق ويضمن وصول العلاج الفعال والآمن إلى كل مريض.
 

تدعيم الأصناف الحيوية

وكشف بالتفصيل عن الإجراءات المتخذة لتدعيم مخزون عدد من الأدوية الحيوية التي تخدم قطاعات مرضية واسعة ومختلفة. بالنسبة لـ أقراص Tibolone الهرمونية للسيدات، وأكد أن السوق سيشهد انفراجة فورية، حيث يجري الإفراج عن شحنة بكمية تكفي استهلاك 3 أشهر كاملة خلال النصف الثاني من الشهر الجاري، وسيتبعها شحن كمية أخرى مماثلة تكفي لـ 3 أشهر إضافية خلال الشهر الحالي أيضاً، وعليه فإن هذه الكميات تكفي لتأمين احتياجات السوق من هذا المستحضر الحيوي لفترة طويلة. أما فيما يخص دواء Epoetin alfa المستخدم في علاج أمراض الدم.

وأكدت انتظام التوريد بشكل مستمر من الشركات المحلية، مع توفر كميات تكفي الاستهلاك لأشهر مقبلة، ويتم بانتظام ضخ شحنات جديدة وكبيرة لتغطية احتياجات المستشفيات الحكومية وهيئة الشراء الموحد لضمان عدم وجود أي نقص في المؤسسات العلاجية. وبالنسبة لمستحضر Hydroxyurea، الخاص بعلاج أمراض الدم المزمنة، يوجد مخزون استراتيجي يكفي استهلاك السوق لأكثر من 3 أشهر، وتم ضخ كميات كافية جداً لهيئة الشراء الموحد والسوق المحلي لتغطية كافة الاحتياجات الحالية والمستقبلية. ولضمان الاستقرار الكامل لدواء Digoxin، المستخدم في علاج اضطرابات عضلة القلب، أوضحت الهيئة أنه تم وقف استيراد المستحضر الأصلي، ويتم الآن الاعتماد بشكل كلي وموثوق على المثيل المحلي المتوفر بمخزون يكفي كافة الاحتياجات، بالإضافة إلى وجود مخزون كبير من الخامات الأساسية المستخدمة في تصنيعه يكفي لتغطية الاحتياجات لأكثر من 3 أشهر، مما يعزز الثقة في الإمداد المستقبلي.
 

دعم الإنتاج المحلي

أفرد تقرير لهيئة الدواء جزءاً هاماً لمتابعة أدوية الأمراض المزمنة والاضطرابات النفسية، مؤكدة أنها تحظى بمتابعة دقيقة خاصة لما تمثله من أهمية قصوى لاستقرار الحالة الصحية للمرضى الذين يعتمدون على العلاج المستمر دون انقطاع. وتعمل الهيئة لضمان توافر هذه المستحضرات عبر مسارين متوازيين: الأول هو دعم الإنتاج المحلي للمثائل المعتمدة بأعلى معايير الجودة، والثاني هو تسريع الإفراج عن الشحنات المستوردة في الوقت المناسب لتغطية الطلب.

وكشف عن مستحضرات هامة تم استبدال مستحضراتها الأصلية بنجاح وبالنسبة لدواء Quetiapine المستخدم لعلاج الاضطرابات النفسية والعصبية، فبعد إلغاء المستحضر الأصلي من الشركة المنتجة، يتم الاعتماد كلياً على المثائل المحلية المتوفرة بكميات كبيرة تكفي لتغطية احتياجات السوق، مع وجود خامات مؤمنة تكفي لأكثر من 3 أشهر. أما دواء Levetiracetam لعلاج نوبات الصرع، فالمستحضر الأصلي لا يزال متوفراً ويوجد منه مخزون كافٍ، مدعوماً بوجود مثائل محلية بنفس الفاعلية تضمن استمرار العلاج بشكل مستقر، وخامات تكفي لأكثر من 3 أشهر.

وتابع: بالنسبة لتركيبة Dapagliflozin / Metformin لعلاج داء السكري، وبعد إلغاء المستحضر الأصلي من الشركة المنتجة، يتميز السوق المصري بوجود مثائل محلية عديدة ومتوفرة بكميات كبيرة جداً تكفي لتغطية احتياجات السوق، مدعومة بتوافر خامات تكفي لتأمين الاحتياجات لأكثر من 3 أشهر قادمة. هذا التوجه نحو توطين المثائل الفعالة يعكس استراتيجية قوية للاستغناء عن الأصناف الملغاة دولياً والاعتماد على قوة الصناعة الوطنية.
 

أمن دوائي أولاً ومواجهة التحديات

تؤكد بيانات هيئة الدواء المصرية على تحول نوعي في التعامل مع التحديات اللوجستية وتحديات سلاسل الإمداد العالمية. فالتركيز على توفير مخزون استراتيجي من الخامات والمستحضرات النهائية يكفي لأكثر من ثلاثة أشهر، واستبدال الأصناف الأصلية المُلغاة بنجاح بمثائل محلية موثوقة، يمثلان حجر الزاوية في استراتيجية الهيئة.

يشار إلى أن استراتيجية المتابعة المستمرة وتأمين الخامات هي الضمانة الأساسية التي تقدمها هيئة الدواء للمواطنين، مؤكدةً أن استقرار السوق الدوائي وتوافر العلاج هو هدف استراتيجي ووطني لا يمكن التنازل عنه لضمان صحة المواطنين وسلامتهم.