قال الروائي والأسير الفلسطيني المُحرر باسم خندقجي إن وصوله إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" لم يكن لحظة احتفاء داخل السجن بقدر ما كان ذريعة لمزيد من العقاب، موضحًا أنه في اليوم الذي أُعلن فيه وصوله للقائمة القصيرة "كبلوه داخل الزنزانة وحطموا نظارته الطبية" في مشهد يلخص كيف يُستقبل نجاح الأسير الفلسطيني بالمزيد من القمع بدلًا من الاعتراف الإنساني بإنجازه الأدبي.
وأضاف خندقجي، خلال لقاء أقيم معه بمكتبة "ديوان" بالزمالك، أنه عندما فازت روايته بالجائزة، تصاعدت إجراءات التنكيل بحقه، إذ تعرض للضرب بشكل يومي، وكانت إدارة السجن تلجأ إلى تفجير "قنبلة صوت" داخل غرفته ليلًا، في صورة من صور التعذيب النفسي والجسدي المتراكب، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات تكشف كيف ينظر السجّان إلى الثقافة بوصفها تهديدًا إضافيًا حين تصدر عن أسير فلسطيني، لا بوصفها فعلًا إبداعيًا يستحق التقدير.
وفي السياق ذاته، تناول خندقجي ظروف القراءة والكتابة داخل السجن، لافتًا إلى أن المعرفة لم تكن حقًا متاحًا بديهيًا للأسرى، بل كانت تُنتزع انتزاعًا عبر إضرابات قاسية، "دفعوا ثمنها من أجسادهم"، على حد تعبيره.
وأوضح أن جزءًا مهمًا من الكتب التي وصلت إلى الأسرى جاء نتيجة هذه المواجهات مع إدارة السجون، قبل أن تُشدّد القيود على مصادر المعرفة بعد أحداث السابع من أكتوبر، لتصبح كلمة "ممنوع" هي الأكثر حضورًا في حياة الأسير اليومية.