إيمان ممتاز

الموهوبون في المدارس.. بين الإهمال والاحتواء

الأحد، 23 نوفمبر 2025 03:36 م


‎في كل مدرسة، هناك عقول استثنائية، وأفكار لامعة، وطاقات غير عادية تنتظر من يكتشفها ويرعاها. هؤلاء هم "الموهوبون" الذين يمتلكون قدرات فكرية أو إبداعية أو فنية أو رياضية تفوق أقرانهم، لكنهم في كثير من الأحيان  يجدون أنفسهم محاصرين بين أسوار المناهج الغير مرنة، ونظم تعليمية تقيس النجاح بمعيار الدرجات فقط.


‎إهمال الموهوبين لا يعني فقط ضياع فرصة لصناعة علماء وفنانين وقادة في المستقبل، بل يعني أيضًا إحباط هؤلاء الأطفال نفسيًا وشعورهم بعدم التقدير. كثير منهم ينتهي به الأمر إلى التراجع أو الانعزال أو حتى التمرد، لأن بيئتهم المدرسية لم توفر لهم مساحة للتعبير عن قدراتهم أو تحدي أنفسهم.


‎الاحتواء يبدأ من لحظة اكتشاف الموهبة، وهو دور مشترك بين الأسرة والمدرسة. يحتاج الموهوبون إلى برامج إثرائية تتجاوز المقررات التقليدية، وفرص للمشاركة في أنشطة ومسابقات تحفّز خيالهم وتوسع مداركهم. كما أن دمجهم في مشاريع جماعية مع أقرانهم يسهم في تنمية مهاراتهم الاجتماعية ويمنع شعورهم بالعزلة.


‎المعلم هو أول من يلتقط شرارة الموهبة، وأسلوبه في التعامل مع الموهوبين قد يصنع فارقًا حقيقيًا. التدريب المستمر للمعلمين على استراتيجيات تعليم الموهوبين، واستخدام أساليب تعليم تفاعلية ومتنوعة، يفتح أمامهم أبواب الإبداع.


‎الموهوبون ليسوا مجرد فئة تحتاج إلى "رعاية خاصة" من باب الواجب، بل هم رصيد وطني واستثماري للمستقبل، لأن كل فكرة لا تجد من يتبناها قد تضيع، وكل موهبة لا تُحتَضن قد تنطفئ. بين الإهمال والاحتواء، هناك طريق واضح إذا أردنا لمجتمعنا أن ينهض هو أن نبحث عن الموهوبين، نؤمن بهم، ونمنحهم المساحة ليصنعوا الفارق.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب