لبلبة بالورقة والقلم هي فنانة استثنائية وحالة فنية خاصة لم تتكرر كثيرا منذ أن أصبحنا بلد الريادة فى صناعة السينما والدراما التليفزيونية بالمنطقة والوطن العربى، حيث تقف أمام الكاميرات منذ سن الـ 5 من عمرها، ولا تزال حتى الآن قادرة على العطاء دون توقف ودون ابتعاد حتى ولو لفترة قليلة، مثلما حدث في كثير من الحالات الفنية.
حدث هذا الأمر على مدار عقود مختلفة أن تشتهر طفلة في الوسط الفني ومع مرور الوقت تفقد حضورها وبريقها، لأن الجمهور يود رؤيتها في المرحلة التي تعلق بها فقط، لكن لبلبة كسرت هذه القاعدة تماما.
الجمهور المصرى والعربى مازال يشاهد أعمالها فى مختلف مراحلها العمرية بنفس الشغف ونفس اللهفة، ففى الطفولة يتابعها مع أنور وجدى فى فيلم "4 بنات وظابط" و"البيت السعيد"و"الحبيب المجهول" وغيرهم، مثلما يشاهدها في مرحلة الشباب بأدوارها في أفلام "عصابة حمادة وتوتو"و"احترس من الخط"و"ضد الحكومة"و"ليلة ساخنة"، وغيرها، كما يشاهدها فى مرحلة ما بعد الشباب مثل شخصياتها في أفلام "عريس من جهة أمنية"و"الفيل الأزرق"و "معالى الوزير"و"وش إجرام"وغيرها.
حرصت لبلبة على عمل هذا التوازن الاستثنائى دون قصد، بأن تظل متواجدة ومتصدرة عبر عقود من الزمن على نفس وتيرة النجاح، من وجهة نظرى السبب يكمن في احتفاظها ببراءتها ونقاءها وفطرتها الطفولية دون قصد، بل تعاملت بطبيعتها حتى وصلت للجمهور كما هى داخليا وظاهريا، دون تَصَنُع أو محاولات للفرض الوجودى دون روح أو معنى.
تعود هذه الأيام لبلبة بفيلم "خلى بالك من نفسك"، والذى يعيدها إلى التعاون مجددا مع الفنانة ياسمين عبد العزيز ومعهما الفنان أحمد السقا، بعدما قدما معا قبل 25 عام من الآن فيلم "فرحان ملازم آدم"، مع الفنان فتحى عبد الوهاب، للمؤلف محسن زايد، والمخرج عمر عبد العزيز، ليجمعهما هذا الفيلم للمرة الثانية، بعد هذه التجربة السابقة الوليدة، التي كللت بالنجاح النقدى والجماهيرى، ومن المتوقع أن يلقى هذا التعاون الثانى فرصة أكبر في النجاح، فكلاهما قادرا على خلق حالة فنية جديدة تواكب السينما بمفهومها الحالى.
