إحسان السيد تكتب: لا يريد إلا الإصلاح.. الرئيس السيسى يعيد توجيه بوصلة الوعى الانتخابى.. يعمل على تحسين الصورة من «الصندوق» للعقل للجمعى للمواطنين.. يربط بين صوت الناخب واستقرار الدولة

الخميس، 20 نوفمبر 2025 07:13 م
إحسان السيد تكتب: لا يريد إلا الإصلاح.. الرئيس السيسى يعيد توجيه بوصلة الوعى الانتخابى.. يعمل على تحسين الصورة من «الصندوق» للعقل للجمعى للمواطنين.. يربط بين صوت الناخب واستقرار الدولة الرئيس عبدالفتاح السيسى

 

- بلغة الواثق فى نواياه يدعو لانتخاب الأكفأ

جاءت الأيام الأخيرة مختلفة كليًا عما تعودنا عليه فى العصور السابقة، وحتى عما كانت عليه طبيعة الأمور فى المجمل، إذ  جرت مشاهد وتدخلات رئاسية - وهى  دستورية وفى نطاق صلاحيات الرئيس - لا يمكن تجاوزها دون التوقف للتحليل والشكر أيضًا، ذلك أنها ضمن تلك الخطوات التى  تؤكد  أن الهدف الأسمى هو مصلحة المواطن، كما تؤكد أن رئيس الدولة لا يريد إلا الإصلاح، ولا يتنازل عن الوصول للشكل الأكثر جمالًا فى المشهد، دون أن يعير اعتبارات السياسية ومقتضياتها ومتطلباتها أى اهتمام يذكر، ودون إخضاع الأمور بالأساس للحسابات السياسية البرجماتية.
الرئيس عبد الفتاح السيسى
الرئيس عبد الفتاح السيسى

 

نصائح الواثق من نواياه وسياساته

الرئيس عبدالفتاح السيسى، قدم فى الأسبوع الجارى ما يمكن اعتباره نموذجًا لتقديم المصلحة العامة كرأس السلطة التنفيذية، وحكم بين السلطات الثلاث، إذ طالب الهيئة الوطنية للانتخابات بالتدقيق التام عند فحص الشكاوى المتعلقة بالمخالفات والطعون المقدمة بشأنها، حتى لو تطلب الأمر إلغاء الانتخابات بالكامل، فى مشهد لصالح المواطن على حساب السياسة ومقتضياتها، وتنحية لكل حسبة شخصية، أو حتى داعمة للنظام السياسى، وأكمل الرئيس مساره فى هذا الشأن بجرعة التوعية المتعلقة بمعايير الانتخاب، فقدم نصائح مجردة من أى حسابات سياسية، وبلغة الواثق من نواياه وسياساته، طالب المواطنين باختيارات حرة، تعكس عدم اهتمامه شخصيًا بأسماء وخلفيات أعضاء السلطة التشريعية، قدر اهتمامه بنواب يضيفون للوطن وأهله.
 
 
 
الهيئة الوطنية للانتخابات
رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات

 

كيف يعيد الرئيس السيسى بوصلة مسار الوعى الانتخابى؟

دقائق معدودة تحدث فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى ليعيد حرارة النقاش حول الصندوق الانتخابى، ويمنح العملية الانتخابية جرعات مكثفة ومحددة من «الوعى» لاختيار الأصلح لا الأغنى، الأكفأ لا الأقرب، الأنفع لا الأحمق! 
 
فخرج الرئيس فى واحدة من أكثر اللحظات السياسية دلالة وصدقا، بخطاب مباشر وصريح حول جوهر العملية الانتخابية، محددًا بوضوح معايير الاختيار التى على المواطن تحديدها، ليعيد توجيه البوصلة الوطنية نحو وعى انتخابى شديد البلاغة والمعنى، وإن كان قد سمع المواطن أى معنى قريب منه من كل المعنيين بالأمر، فإن ذلك لا يكافئ ولا يستوى مع سماعه من رئيس الجمهورية ذاته، الذى ينصحه نصيحة ترفع مصلحة المواطن قبل مصلحة الرئيس، ومصلحة الوطن قبل مصلحة السياسة، فجاء الخطاب نقيًا من شوائب البرجماتية، صادقًا، رغم ندرته فى السياسة.
 
يقينى أن الرئيس لم يكن يتحدث عن صناديق اقتراع أو إجراءات تنظيمية، بل عن الإنسان: الناخب، والمرشح، ومسؤولية الاختيار أيضا.. فى رسالة تحمل كثيرا من المصارحة الكاشفة لوضع قائم، وتحمل أيضا «قلقا» على المستقبل، وكأن الرئيس يضع المجتمع أمام مرآة صادقة ليختبر ذاته قبل أن يختار من يمثله.. وعندما قال الرئيس إن «الوعى لا يقدر بثمن»، كان يضع الأساس الذى تبنى عليه كل عملية اختيار.. فهو لم يتحدث عن المشاركة كواجب فقط، بل عن المشاركة الذكية الواعية، محذرا من أن التصويت دون إدراك يُنتج برلمانات ضعيفة، ويضعف الدولة ذاتها.. وقد يضعها فى مأزق.. 

 

الانتخابات البرلمانية 2025
الانتخابات البرلمانية 2025

مواجهة ثقافة الاختيار الخاطئة.. «ما تنتخبوش واحد علشان فلوسه»

فى جملة واضحة وصريحة، قال الرئيس السيسى، موجها خطابه مباشرة للناخبين، وتحديدا الشباب منهم: «ما تنتخبوش واحد علشان فلوسه»، وهذا الحديث لا يمكن اعتباره مجرد نصيحة، لكنه مواجهة مباشرة مع نمط انتخابى استقر عبر سنوات - لأسباب وظروف وثقافة وغيرها – ليؤكد أن «المال السياسى» لا ينتج نائبا قويا، ولا يشرع قوانين، ولا يخدم الناس، بل يخلق دائرة نفوذ مؤقتة تنهك المجتمع ولا تبنيه.
 
هنا، يفكك الرئيس ثقافة «المال مقابل الصوت»، ويعيد الاعتبار لفكرة أن البرلمان مؤسسة تحتاج من يدخلها بالكفاءة والجدارة، لا بالإنفاق، وأن يعلم كل المواطن إنه حين يقبل «بيع صوته»، يكون قد تنازل عن حقه، وعن وعيه، وعن قدرته على حماية بلده من نائب غير صالح، وغير مؤهل، وهو ما سينعكس على التشريعات، ومستقبل الدولة، والمناخ السياسى، وثقة المواطن فى مؤسساته.

 

4555
 

«الوعى».. جزء من الأمن القومى

عندما تحدث الرئيس عن «مقتضيات الحفاظ على متطلبات الدولة»، كان يربط بين صوت الناخب واستقرار مصر، واعتبار أن الانتخابات لم تعد مجرد حدث سياسى، بل أصبحت عنصرًا من عناصر الأمن القومى، فالاختيار السليم يحمى الدولة، أما الاختيار العشوائى فقد يفتح أبوابا من الخلل والاضطراب.

 

الأحزاب والوعى.. والدور المفقود

تصريحات الرئيس كشفت عن حالة تقصير حزبى واضح، فى شأن التوعية، إذ وجدت الأحزاب نفسها فى موقع المتفرج بينما كان يفترض أن تقود هى خطاب الوعى وتتصدر مشهد توجيه الرأى العام.
 
والسؤال.. هل فقدت الأحزاب قدرتها على مخاطبة الجمهور والتأثير فيه، أم أنها آثرت الانتظار بدل أن تصنع مشهدها السياسى؟
 
وفى مقابل هذا الغياب.. جاء خطاب الرئيس ليعيد رسم معايير الاختيار الانتخابى، مؤكدا أن صوت المواطن ليس مجرد ورقة فى صندوق، بل فعل وطنى يصنع مستقبل الدولة، وقد وضع خريطة طريق واضحة تقوم على أن الكفاءة تسبق المال، وأن المسؤولية هى الأساس، ليعيد الرئيس توجيه البوصلة فى لحظة كانت مصر بحاجة فيها إلى صوت يرسخ أن الانتخابات البرلمانية ليست طقسا سياسيا عابرا، بل ممارسة واعية تحمى الدولة وتبنى مستقبلها.
 
الكاتبة الصحفية إحسان السيد

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب