قال المؤرخ الدكتور محمد عفيفي إن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك "لم يكن محتاجًا لوجود محمد حسنين هيكل"، لكنه في الوقت نفسه "لم يمنعه من القول"، في إشارة إلى المساحة التي تُركت للكاتب الكبير للتعبير عن آرائه كما فعل في كتابه الشهير "خريف الغضب".
وأوضح عفيفي، خلال ندوة لمناقشة كتاب الدكتور محمد الباز "هيكل ومبارك"، أن هيكل ينتمي إلى جيل خاص من الصحفيين الكبار الذين بدأوا مسيرتهم قبل ثورة يوليو 1952، مشيرًا إلى أنه تتلمذ على يد الأستاذ محمد التابعي، الذي كان أستاذًا لكل من محمد حسنين هيكل ومصطفى أمين، وهو الجيل الذي تميز – على حد تعبيره – بخصوصية في التكوين والثقافة والدور العام تختلف عما جاء بعده.
وأضاف أن متغيرات عصر مبارك كانت مختلفة عن غيرها من العصور، خاصة منذ الثمانينيات، لافتًا إلى أنه "عصر بلا زعامة ولا زعماء"، وأن مبارك نفسه "لم يكن يريد أن يكون زعيمًا من الأساس"، بل تعامل مع منصب الرئاسة بعقلية الموظف الإداري، ومن هذا المنطلق، يفسر عفيفي أن مبارك لم يكن في حاجة إلى مساندة هيكل أو ثقله السياسي والفكري، وتركه يقول ما يشاء، مكتفيًا بوضعه في "زاوية" محددة دون أن يكون جزءًا من دائرة القرار.