في روايات الكاتب اللبناني رشيد الضعيف (تقنيات البؤس) و(أوكي مع السلامة) و(غفلة التراب) و(عودة الألماني إلى رشده) و(المستبد) و(تصطفل ميريل ستريب) و(ليرننج إنجلش) و(عزيزي السيد كواباتا) و(إنسي السيارة) و(معبد في بغداد).. وأيضا في "نصّه" (أهل الظل).. تلوح "تيمات" وقضايا أساسية ثابتة، على مستوى التناولات الروائية وعلى مستوى تجسيدها السردي معا. التقاط أبعاد جانبية من وقائع الحروب في لبنان، وأشكال المعاناة المتنوعة المترتبة على هذه الوقائع، والتحليلات لأحداث سياسية يشار إليها مرجعيا، بما يحددها أحيانا بالتواريخ والأسماء، وظواهر التقارب والتنافر بين عالمي الشرق والغرب، وقضايا الهوية بما فيها الهوية الجنسية، وحضور صوت المثقف بتأملاته وتعليقاته على كثير من الظواهر، ومثول تجربة الكتابة في الكتابة.. كلها معالم شبه ثابتة في هذه الروايات، على تباين عوالمها.
ومع هذه التناولات الثابتة، هناك مغامرة جانبية مغايرة في رواية (معبد ينجح في بغداد)، التي تنهل من الحكايات السردية التراثية العربية القديمة، وتفيد صياغتها من المسافة الممكنة بين الحقيقة الروائية والحقيقة التاريخية، وأيضا هناك مغامرة أخرى في نص (أهل الظل)، الذي ينهض على مساحة كبيرة من التأملات المصاغة بروح تزاوج بين السرد والشعر.
سرد هذه الأعمال، في مجمله، يحتفي بالبساطة والتوصيل، وينطلق من الحرص على التقاط التفاصيل الصغيرة التي تومئ إلى قضايا كبيرة، ومن الاهتمام بالإحالات الثقافية التي تجعل العمل الروائي يتصادى، ويتحاور، بأكثر من معنى، مع أعمال ثقافية وإبداعية أخرى، بما يجعل هذه الأعمال تتّجه، على الأرجح، إلى قارئ من نوع خاص.