مع افتتاح المتحف المصري الكبير، يبرز عمود النصر للملك مرنبتاح كأحد أبرز القطع التي تزين البهو العظيم في الصرح الحضاري الأكبر في تاريخ مصر الحديث، حيث يقف شاهدًا على انتصار ملكٍ من أعظم ملوك الدولة الحديثة، وعلى عبقرية المصري القديم في تسجيل لحظات المجد على الحجر.
الملك مرنبتاح ينتمي إلى الأسرة التاسعة عشرة
ينتمي الملك مرنبتاح إلى الأسرة التاسعة عشرة، وهو ابن الملك رمسيس الثاني من زوجته الثانية إيزيس نوفرت، وقد تولّى الحكم بعد وفاة والده في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وحكم قرابة عشر سنوات، من عام 1213 حتى 1204 قبل الميلاد، ليواصل مسيرة المجد العسكري والسياسي لعصر الرعامسة.
يُعد عمود مرنبتاح واحدًا من القطع الفريدة التي اختيرت بعناية لتكون ضمن المعروضات الدائمة في المتحف الكبير. يبلغ طوله نحو 5.60 أمتار ويزن قرابة 17 طنًا، وهو مصنوع من الجرانيت الوردي، ويرتكز على قاعدة مربعة الشكل من الحجر الجيري. العمود مزين بنقوش دقيقة وكتابات هيروغليفية بارزة، تسجل انتصار الملك مرنبتاح في السنة الخامسة من حكمه، حين قاد جيشه إلى نصرٍ حاسم على القبائل الليبية في حدود الدلتا الغربية، وهو أحد الأحداث الحربية البارزة التي وثّقتها نقوش الكرنك الشهيرة.
واكتُشف العمود عام 1970 أثناء أعمال التنقيب في منطقة عرب الحصن بالمطرية، التي كانت تضم بقايا معابد مدينة أون الأثرية، قبل أن يُنقل عام 2006 إلى منطقة القلعة حيث خضع لأعمال ترميم دقيقة. وفي السنوات الأخيرة، جرى نقله بعناية إلى موقع عرضه الدائم في البهو العظيم بالمتحف المصري الكبير، ليقف اليوم في موضعه الجديد رمزًا لانتصارٍ عسكري خالد، وامتدادًا لإرث الدولة الحديثة التي بلغت أوج قوتها في عهد الرعامسة.