افتتاح المتحف المصرى الكبير، ليس حدثا عاديا، وإنما عرض عالمى لتاريخ أمة نقشته على جبين الكون، ويمثل حدث القرن لن يضاهيه حدثا مغايرا؛ المتحف كما أكدنا ليس بناء مصمتا وإنما سردية عظيمة تحكى قصة شعب مكافح صامد ضد غدر الزمن، وتقلبات الدنيا منذ آلاف السنين، وحتى الآن، يعيش على أرضه بحدودها التى لم تتغير، ويدفع كل غال ونفيس للدفاع والمحافظة عليها.
المصريون وقبل الافتتاح وبعده فى حالة زهو وافتخار بالإنجازات التى تتحقق على أراضيهم، ومنها المتحف الذى يعد هرما رابعا يجاور أهرامات الجيزة الثلاثة، رابطا بين الماضى والحاضر فى بانوراما تاريخية مبهرة، تسلب الألباب. وما يميز المتحف المصرى الكبير، أن كل القطع الأثرية، مصرية، كل قطعة تسرد حكاية، وتمثل مرحلة تاريخية، ولن تجد قطعة تخص حضارة أخرى، سلبها أو اشتراها المصريون لوضعها فى المتحف؛ هنا تكتسب عظمة المتحف وعبقريته فى إنه يمثل حضارة صدرت نور العلم لكل الدنيا، ومستمر عطائها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وإذا كان المتحف يضم 58 ألف قطعة وتحفة أثرية، فإن هناك آلاف القطع الأخرى لن يستوعبها المتحف، وستظل حبيسة، تملأ متاحف أخرى وبنفس الحجم.
ورغم هذه العظمة وارتفاع منسوب الزهو الكبير المسيطر على المصريين، قبل وأثناء وبعد افتتاح المتحف المصرى الكبير «هرم مصر الرابع»، فإن هؤلاء الذين انقرضت من صدورهم كل حرف من حروف كلمة انتماء، وكل معنى لكلمة وطنية، بدأوا حملات العار، بالتشكيك والتسخيف من هذا الحدث الذى يثير إعجاب العالم، وتفرد له كل وسائل الإعلام العالمية الكبرى مساحات كبيرة، مشيدة بهذا الحدث الحضارى الثقافى الكبير، وتعتبره إضافة للإنسانية جمعاء.
جماعة الإخوان الإرهابية، الذين شتت الله جمعهم، وفرقهم وجعلهم مطاريد فى الأرض، منبوذين، يخرجون مع كل إنجاز مصرى يشككون فيه، ويسخفون منه، فى ارتفاع مخيف لمنسوب الكراهية، فالإنجازات تصيبهم بأمراض اليأس والإحباط والكآبة، بينما يسعدون وتنفرج أساريرهم بأى إخفاق حتى ولو كان إخفاقا فى مباراة للمنتخب الوطنى فى لعبة السلة أو كرة اليد وليس كرة القدم فحسب!
هؤلاء عجزة فى تحقيق أى إنجاز، لذلك يسخرون من المنجز؛ وهناك قاعدة تقول إنه من المريح أن تُشكك فى الحلم، حين لا تملك أنت إلا البث من منفى بعيد يملؤه الحقد والخذلان، والحقد والكراهية.
هكذا يفعل محمد ناصر ومعتز مطر، وباقى فريق الكارهين الحاقدين المتجردين من كل انتماء ووطنية، والذين ارتموا فى أحضان جماعات وتنظيمات لا يهمها سوى البحث عن تدمير البلاد والعباد، وإعادة الوطن إلى عصور الظلام، والارتماء فى أحضان كل أعداء مصر، والدليل أن جماعة الإخوان الإرهابية أعلنت النفير العام مؤخرا، ليس للدفاع عن غزة ضد العدو المحتل، وإنما ضد مصر بمحاولة إغلاق سفاراتها فى الخارج، فى جريمة خيانة كبرى، تبرئة إسرائيل وإدانة مصر بتجويع غزة، وصعدت الجماعة إلى قمة هرم الخيانة عندما تظاهرت أمام السفارة المصرية فى تل أبيب، رافعة العلم الإسرائيلى!
هؤلاء ينفثون سمومهم فى غلاف السخرية وتشويه متعمد لمشروع وطنى وُلد من رحم الحلم، وأن هذا الهجوم هدفه ضرب الثقة فى أى منجز وطنى، وتحويل الفخر إلى سخرية، والإنجاز إلى شبهة، ولأن المتحف بناء، وهم ثقافتهم الهدم والتخريب والدمار.
ورغم كل حملات التشويه، فإن المتحف المصرى الكبير كمشروع قومى، تجاوز الأكاذيب ودشن لحقيقة أن الفرق بين الحلم والتنفيذ هو الإرادة، ومصر اليوم تمتلك إرادة الدولة القادرة، لا شعارات الكلام ولا صرخات الفضاء.
أيضا المتحف المصرى، ليس مجرد متحف، بل بانوراما تاريخية متكاملة، تمثل جذبا سياحيا واقتصاديا وثقافيا، تمتد حوله منطقة خدمات سياحية كبيرة، واستثمار عظيم الأثر، يوفر آلاف فرص العمل وتُنعش الاقتصاد الوطنى بقوة.