كواليس تعثر واستئناف البرنامج النووي المصري حتى إطلاق مشروع الضبعة

الأربعاء، 19 نوفمبر 2025 11:01 م
كواليس تعثر واستئناف البرنامج النووي المصري حتى إطلاق مشروع الضبعة الدكتور المهندس محمد منير مجاهد النائب الأسبق لرئيس هيئة المحطات النووية

إبراهيم حسان

قال الدكتور المهندس محمد منير مجاهد، النائب الأسبق لرئيس هيئة المحطات النووية، إن قوى دولية سعت في مراحل متعددة إلى إيقاف البرامج الطموحة في مصر، وفي مقدمتها البرنامج النووي وبرنامج الطائرة «القاهرة 300»، مؤكداً أن هذه التحركات كانت تستهدف تعطيل مشروعات يمكن أن تدفع مصر خطوات واسعة إلى الأمام.

وأوضح محمد منير مجاهد، في لقائه مع الإعلامي أسامة كمال، ببرنامج مساء دي إم سي على قناة دي إم سي، أنه عقب حرب 1973 وارتفاع أسعار البترول، بدأت مصر التفاوض بشأن إنشاء محطات نووية، إلا أن المفاوضات تعثرت بعد إصرار الولايات المتحدة على الحصول على حق التفتيش على جميع المنشآت النووية المصرية، وهو ما رفضته القاهرة، مشيرا إلى أن القيادة السياسية آنذاك اختارت التصديق على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية رغم عدم انضمام إسرائيل إليها.

وأضاف محمد منير مجاهد أن المشروع النووي تعطل لاحقاً مع غياب الردود الأمريكية واستمرار العراقيل، قبل أن يتأثر أيضاً بالزحف العمراني في منطقة سيدي كرير، ما دفع إلى اختيار موقع الضبعة باعتباره الأنسب، مشيرا إلى أن مصر بدأت منذ عام 1980 التوجه الجاد لإنشاء المحطات النووية، حيث جرى التفاوض مع فرنسا، ثم تغيّرت المسار بعد اعتراض واشنطن والمطالبة بمناقصة مفتوحة، لتُطرح مناقصة محدودة قبل أن يعطلها بيان صادر عن بنك الاستيراد والتصدير الأمريكي الذي ادعى عجز الاقتصاد المصري عن تمويل المشروع.

وتابع أن حادثة تشيرنوبل ساهمت كذلك في وقف المشروع رغم أن المفاعل الذي كانت مصر تعتزم استخدامه يختلف تماماً عن مفاعل تشيرنوبل، واستمر التوقف لما يقرب من 20 عاماً، في ظل الاعتقاد الخاطئ باكتفاء مصر من الغاز والبترول، قبل أن يتبين لاحقاً أن الدولة تحتاج بوضوح إلى مصدر طاقة بديل ومستدام.

وأوضح أن الحزب الوطني اتخذ لاحقاً قراراً بالعودة إلى البرنامج النووي، لكن بخطوات وُصفت بالخجولة، وسط محاولات لتحويل موقع الضبعة إلى مشروعات سياحية واجهت معارضة شعبية وعلمية واسعة أجبرت على وقفها، وفي عام 2010 صدر قرار جمهوري بإقامة المشروع في موقع الضبعة.

وأشار إلى أن ثورة يناير أوقفت المسار لفترة، قبل أن تُستأنف الخطوات الجادة مع وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الحكم، حيث جرى التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتمهيد الطريق عبر دراسات وتوصيات أعدتها هيئة المحطات النووية.

وأكد محمد مجاهد أن الفترة الزمنية التي استغرقها العمل في السنوات الأخيرة تضمنت في بدايتها بعض التأخير، لكنها جاءت نتيجة طبيعية لحجم المشروع وتعقيداته الفنية والتنظيمية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب