في مثل هذا اليوم 17 نوفمبر من عام 1869، افتتح الخديوي اسماعيل قناة السويس لتربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر، فى حفل كبير بمدينة الإسماعيلية حضره عدد كبير من ملوك أوروبا وأمراؤها وعظماؤها وعلماؤها وأدباؤها ومن بينهم الإمبراطورة الفرنسية أوجينى زوجة نابليون الثالث.
انبهر الخديوى اسماعيل بفداحة المزايا التي نالتها الشركة النفذة للمشروع في عقد الامتياز، فسعى جاهدًا إلى تخفيف تلك المزايا، وكان من هذه الوجهة أكثر مراعاة لمصلحة مصر من عمه سعيد باشا، وذلك حسب ما ذكره كتاب مصر في عهد الخديوي إسماعيل من تأليف الدكتورة إيناس محمد البهيجي.
وتضيف مؤلفة الكتاب: ويذكر عنه مقولته الشهيرة "اني أريد أن تكون القناة لمصر، لا أن تكون مصر للقناة" وقيل أنه فكر يومًا أن يتولى بنفسه تنفيذ المشروع، وبالفعل لو تحققت هذه الفكرة لكانت القناة ملكًا كاملًا لمصر، إلا أنه لم يفعل، وسعى جاهدًا الى تغيير شروط الامتياز.
انتهى العمل في حفر قناة السويس واتصلت مياة البحر الأبيض بالبحر الأحمر في نوفمبر سنة 1869، فكان العمل قد استمر عشر سنوات وبلغ طول القناة 164 كيلو متر، وانشئت على شاطئها مدينة بورسعيد والاسماعيلية، وافتتحت للملاحة يوم 17 نوفمبر سنة 1869.
حفل افتتاح قناة السويس
وأقام اسماعيل لمناسبة افتتاح قناة السويس تلك الحفلات الفخمة التي لم يعرف التاريخ احتفالًا يماثلها.
وأكبر دليل على ذلك هو قيمة نفقات تلك الحفلات، فقد بلغت 1.400.000 جنية، وهو مبلغ ضخم جدا في ذلك الوقت.
وقد أقيمت في هذه الحفلات ثلاث منصات، خصصت المنصة الكبرى للملوك والأمراء وكبار المدعوين، والثانية لرجال الدين الإسلامي، والثالثة لرجال الاكليروس، وجلس في المنصة الكبرى الخديوى اسماعيل، والامبراطورة اوجيني امبراطورة فرنسا، وامبراطور النمسا، وملك المجر، وولى عهد بروسيا، واخو ملك هولندا، والأميرة زوجته، بالاضافة الى العديد من كبار المدعوين.
دعا الخديوى إسماعيل أباطرة وملوك العالم وقريناتهم لحضور حفل الافتتاح والذي تم في 16 نوفمبر 1869، وقد كان حفلا أسطوريا ووصلت الحفلة إلى مستوى فاق ما نسمعه عن حكايات الف ليلة وليلة.