إنجاز علمى تاريخى.. توثيق كامل لتشريح الإبل العربية لأول مرة بالصور

شهدت فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب بدورته  الـ44، إطلاق وتوقيع أول أطلس تشريحي مصور بالكامل للجمل العربي Anatomical Atlas of Dromedary Camel، في حدث يعد إنجازا علميا وأكاديميا غير مسبوق، هذا الإصدار هو المرجع الأول الذي يوثق التشريح الكامل للإبل العربية باستخدام صور فوتوغرافية عالية الدقة، مأخوذة مباشرة من العينات الأصلية داخل مختبر أبحاث الطب البيطرى المركزي CVRL، ليقدم لأول مرة رؤية علمية موثقة ومباشرة للجمل العربي.

الدكتورة فاطمة قريبان المهيرى مع أحمد منصور

ويجمع الأطلس الجديد بين البعد الأكاديمي والدراسة التطبيقية، إذ يهدف إلى سد فجوة معرفية ظلّت قائمة لعقود في مجال تشريح الإبل، وتوفير مصدر بصري حديث وشامل يخدم الأطباء البيطريين والطلاب والباحثين، ويمنحهم فهمًا متكاملاً ودقيقًا لتشريح الإبل ذات السنام الواحد.

وكان لـ "اليوم السابع" لقاء مع مؤلفة الكاتبة الدكتورة البيطرية فاطمة قريبان المهيري، لمعرفة تفاصيل أكثر عن هذا الإنجاز العالمى، وقالت: إن الأطلس يمثل نقطة تحول في الطب البيطري، إذ إن آخر إصدار تشريحي متخصص في الإبل يعود إلى أربعينيات القرن الماضي، وكان يعتمد على الرسوم فقط، بينما تطورت العلوم التشريحية بشكل كبير منذ ذلك الوقت.

وأضافت أن هذا المرجع يعد الأول من نوعه لأنه يقدم التشريح الداخلي والخارجي الكامل للإبل العربية من خلال صور فوتوغرافية دقيقة، كما كشفت أنهم بدأوا بالفعل العمل على الجزء الثاني من المرجع، والذي سيكون أكثر تخصصا وتفصيلا.

وأوضحت الدكتورة فاطمة المهيرى، أن إعداد هذا العمل الضخم استغرق خمس سنوات من البحث، والتوثيق دون تعريض أي حيوان للخطر، إذ تم اعتماد إبل نفقَت بالفعل لإجراء التشريح عليها.

كما أكدت أن الأطلس سيعود بفائدة كبيرة على الطلاب والباحثين، وسيسهم في تطوير الدراسات التشريحية المتخصصة، خصوصا أن هذا المجال ظل طويلا بلا مرجع تشريحي حديث للإبل، مما دفع الباحثين للاعتماد على مقارنات مع خيول وأبقار، وعلى اجتهادات محدودة من الأطباء الحاليين.
وشددت الدكتورة فاطمة المهيرى، خلال حفل التوقيع، على أهمية ترجمة الأطلس وتعريبه، خاصة أن أغلب ملاك الإبل من العرب، مشيرة إلى أن وجود إصدار باللغة العربية سيجعل منه مرجعًا ضروريًا ومؤثرًا لكل المهتمين بالإبل العربية ودراساتها البيطرية.