أحمد التايب

تصاعد النشاط الاستعمارى فى الضفة الغربية.. ماذا يحدث؟

الأحد، 16 نوفمبر 2025 02:12 ص


لاشك أن الضفة الغربية أهم للكيان المحتل من قطاع غزة، لأسباب كثيرة ومتعددة، منها قضية "يهودا والسمراء"، وهذا ما يبرر الاستيطان المتسارع، شرق القدس، ضمن مخطط إي 1 المثير للجدل، والذى أصبح يشكل تصعيداً خطيراً، ويهدد بقطع الضفة الغربية إلى نصفين، بطريقة تمنع التواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية المرجوة، ويحول البلدات والتجمعات في الضفة إلى فسيفساء معزولة، بل أزيد القول، إن الحرب على غزة، إذا كان هدفها الإبادة وتدمير القطاع فإن أيضا من أهدافها ما يحدث في الضفة، وهذا ما يجب أن ينتبه إليه المجتمع الدولى والدول الغربية، خاصة أنه لا طائل ولاقيمة لتصريحات الدول الغربية والمنظمات الأممية، لأنها ببساطة تأتى في إطار الإدانة وفقط، لكن إذا أرادت حقا أن توقف الاحتلال وأن تضغط عليه، عليها اتباع الإجراءات الواقعية، منها تطبيق العقوبات المقررة، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وكذلك وقف تصدير السلاح والاستثمار مع الكيان.

نقول هذا، في ظل إقامة بؤرة استعمارية جديدة على أراضي بلدة عناتا، قرب تجمعي أبو غالية والعراعرة البدويين، بالتوازي مع تحركات مشابهة في أراضي حزما وجبع شمال شرق القدس، وكل هذا يعنى أننا أمام مشروع استعمارى ممنهج لتغيير الجغرافيا الفلسطينية بشكل يهدد التواصل الجغرافي في الضفة.


وهذا المشروع الممنهج، يأتي في سياق مخطط (E1) الرامي لربط مستوطنة (معاليه أدوميم) بمدينة القدس، بما يعني عملياً قطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، وإحاطة القدس الشرقية بطوق استعماري يخنق أي إمكانية مستقبلية لجعلها عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة، ويتم استخدام كافة الحيل والسياسات والاستراتيجية والتي منها إنشاء بؤر صغيرة غير معلنة، تمهيداً لربطها بالطرق الالتفافية ومعسكرات وحواجز عسكرية، بما يؤدي إلى عزل القدس الشرقية وترك التجمعات البدوية محاصرة كجزر منفصلة.


فضلا عن تصاعد النشاط الاستعماري من خلال منع وصول المزارعين إلى أراضيهم، والاستيلاء على مساحات واسعة بذريعة «أراضي دولة» أو «مناطق تدريب عسكري»، إضافة إلى هدم المنازل والمنشآت بحجة البناء غير المرخص، في سياسة ترحيل تدريجي تخالف اتفاقية جنيف الرابعة.


والسؤال أين قرارات الشرعية الدولية، وأين تفعيل الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بتاريخ يوليو 2024 والضغط لفرض عقوبات على الجهات المنفذة للمشاريع في الأراضي المحتلة.

وأخيرا.. نستطيع القول، إن ما يحدث في الضفة الغربية لا يقل خطورة عن ما يحدث في غزة، من إبادة وقصف وتدمير وتخريب ممنهج لكل ما يحدث ويجرى مخطط يستهدف إعادة رسم خريطة الضفة الغربية وفى قطاع غزة وفق المصالح الإسرائيلية، بما يحوّل البلدات والتجمعات إلى فسيفساء معزولة تحت الزحف الاستعماري، ويضعف فرص تطبيق حل الدولتين.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب