علب النيكوتين.. كيف تحولت المهدئات إلى خطر يهدد صحة اللاعبين؟.. «سنوز وفيلو» يقتحمان غرف الملابس.. الطب الرياضى يحذر من أعراض كارثية.. القانون الدولى يمنحها الضوء الأخضر.. وتحذيرات من الشركات المنتجة

السبت، 15 نوفمبر 2025 02:00 م
علب النيكوتين.. كيف تحولت المهدئات إلى خطر يهدد صحة اللاعبين؟.. «سنوز وفيلو» يقتحمان غرف الملابس.. الطب الرياضى يحذر من أعراض كارثية.. القانون الدولى يمنحها الضوء الأخضر.. وتحذيرات من الشركات المنتجة علب النيكوتين.. كيف تحولت المهدئات إلى خطر يهدد صحة اللاعبين؟

وليد ماهر

بعيدا عن الأضواء الكاشفة وضجيج المدرجات، ووراء الأبواب المؤصدة لغرف تبديل الملابس فى أعرق أندية الدورى المصرى، تدور حكايات متوارية عن العيون، تظل دائما أسرارا محفوظة بين اللاعبين والأجهزة الفنية.

خطر يمكن تشبيهه بصندوق «باندورا»، الذى تنطلق منه كل الشرور بمجرد فتحه، هكذا هى علبة النيكوتين التى تفتح معها هدوءا مؤقتا، ولكنها تفتح معها مخاطر لا يمكن تجاوزها.

كانت هذه الغرف دائما «الصندوق الأسود» للملاعب، لكن مؤخرا بدأ يطفو على سطحها مشهد غريب يثير قلقا عميقا حول سلامة وصحة نجومنا، الخطر هذه المرة تجسد فى شكل علبة معدنية صغيرة، مستديرة، لا يزيد حجمها عن راحة اليد، تتسلل بخفة إلى حقائب اللاعبين.

هذه «العلبة» لم تحظَ بالاهتمام فى البداية، ظهرت خلسة كصورة عفوية نشرها أحد نجوم الكرة على منصاته الاجتماعية، ثم تكرر ظهورها فى أكثر من لقطة مسربة التقطت للاعبين فى أندية القمة، لكن المفاجأة الصادمة أن ما بداخلها ليس مرهما رياضيا لتهدئة العضلات، ولا كريما مرطبا كما خُيّل للبعض، بل هو منتج نيكوتينى خفى، يُعرف فى الأسواق باسم «سنوز» «Snuz»، أو كما يطلق عليه اللاعبون بهمس «علبة النيكوتين».

إنها «موضة النيكوتين» الجديدة التى بدأت تغزو الأوساط الرياضية، حاملة معها أسرارا كبيرة قد تعصف بأداء وصحة نجوم الدورى.

ويعتقد بعض الرياضيين أن استهلاك النيكوتين أو المواد التى تحتوى عليه يثبت فاعليته فى توليد الطاقة إذ يمنع جفاف الفم مع زيادة إفراز اللعاب ويتحكم فى الوزن مع تحفيز الشعور بالشبع ويحسن زمن رد الفعل والتركيز ويساعد على الاسترخاء وتحفيز الانتباه وأثبتت التقارير الأخيرة أن التأثيرات المنشطة للنيكوتين تعزز جوانب الإدراك والانتباه وتحديدا القدرات الحركية والذاكرة والانتباه.

من الدول الإسكندنافية إلى غرف الكرة المصريةيشهد استخدام منتجات النيكوتين الخالية من الدخان ارتفاعا وتزايدا مستمرا بين الرياضيين، وخاصة فى الرياضات الجماعية، هذه الظاهرة، التى بدأت فى الانتشار من شمال أوروبا، وتحديدا عبر منتجات مثل «السنوز» فى السويد والنرويج والدنمارك كبديل للإقلاع عن التدخين، وجدت طريقها إلى الملاعب المصرية قبل نحو خمس سنوات.  وكان السبب فى ذلك هو بعض اللاعبين الأفارقة المحترفين الذين استخدموها خلال فترات المعسكرات والمباريات الطويلة، ومع الوقت، انتقلت العدوى إلى اللاعبين المصريين، حتى باتت هذه المنتجات مشهدا معتادا فى حقائب النجوم داخل غرف الملابس.

يطلق على هذه المنتجات وصف «العبوة للقادرين»، وفقا لأحد العاملين فى الأجهزة الإدارية لأحد الأندية الكبرى، إذ يتراوح سعر العبوة الواحدة بين 500 و 2000 جنيه، حسب الماركة ونسبة النيكوتين بداخلها، وقد تصل نسبة النيكوتين فى بعض الأنواع إلى 50%، كما هو الحال فى ماركات شهيرة مثل بابلو، فوكس، كايلا، سنوز، وفيلو.

طريقة الاستخدام والتأثير الفسيولوجى

تحتوى العلبة الصغيرة على كيس ورقى محكم الإغلاق لا يتجاوز طوله سنتيمترين وبداخله حبيبات النيكوتين، يُوضع الكيس فى تجويف الفم على مقدمة الأسنان تحت الشفاه العليا، أو يضعه البعض تحت اللسان، ليبدأ اللعاب فى امتصاص ما بداخله، وتستغرق عملية الامتصاص المبدئى والتخلص من الكيس حوالى خمس دقائق تقريبا.

بعدها يبدأ التأثير المباشر على المستخدم، وينتشر النيكوتين بسرعة وعلى نطاق واسع عبر مجرى الدم، ليعبر بسهولة حاجز الدم الدماغى، ويصل إلى ذروة تركيزه بعد 30 إلى 60 دقيقة من الاستخدام.

على الرغم من تحذير الشركات المنتجة من استخدام هذه المنتجات لغير المدخنين السابقين، فإن المفارقة تكمن فى أن كثيرين ممن يستخدمونها داخل الملاعب المصرية ليسوا مدخنين سابقين على الإطلاق.

وفى بعض الأحيان، يتناول البعض منهم كيسين فى نفس التوقيت للحصول على تأثير أقوى وأسرع، وحول دوافع الاستخدام، يروى أحد اللاعبين السابقين فى الدورى الممتاز أن البعض يرى فيها وسيلة لـ «تهدئة الأعصاب قبل المباريات»، بينما يعتقد آخرون أنها «تساعدهم على التركيز وتقليل التوتر».
ويؤكد المصدر أن الاستخدام بدأ كـ«فضول» ثم تحول إلى عادة يومية، كما أن بعض اللاعبين يستخدمونها أيضا فى خروجاتهم وقبل ظهورهم فى الأماكن العامة.

تحذيرات طبية من التأثيرات الخطرة

يؤكد أحد الأطباء العاملين فى أحد المنتخبات الوطنية - طلب عدم ذكر اسمه - أن النيكوتين ليس مادة منشطة رياضيا، لكنه يؤثر على القلب والدورة الدموية، ويُحدث اضطرابات فى النوم والضغط العصبى، مشيرا إلى أن بعض اللاعبين يشعرون بهدوء زائف بعد الاستخدام، بينما يعانى آخرون من تسارع ضربات القلب والدوخة.

ويقول الدكتور مصطفى المنيرى طبيب نادى الزمالك السابق وبيراميدز الحالى أنه يحذر اللاعبين باستمرار لخطورة الاستمرار والانجراف فى تناول تلك العبوة بكل أنواعها عند رؤيته المباشرة لبعض اللاعبين سواء داخل الملعب أو خارجه.

النيكوتين فى كل أشكاله ضار، سواء كان فى سيجارة أو شيشة أو كيس صغير، لأن مشكلته أنه يخلق اعتمادا نفسيا، ومع الوقت بيأثر على اللياقة وعلى استشفاء العضلات بعد المجهود البدنى.

من الكبار إلى الناشئين

الأخطر أن الظاهرة لم تتوقف عند الفريق الأول، بل بدأت تتسلل إلى فرق الشباب والناشئين، ويقول أحد مدربى قطاع الناشئين بأحد الأندية الجماهيرية -رفض ذكر اسمه-: «الولاد بيشوفوا نجوم الفريق الأول بيستخدموها ويقلدونهم، بالنسبة لى هذه كارثة حقيقية، الولد الذى عمره 16 سنة لما يشوف لاعبه المفضل بيحط كيس فى بقه، بيعتبرها موضة وليست خطرا.

هكذا تحولت العلبة المعدنية الصغيرة من عادة سرية إلى «رمز تقليد» بين اللاعبين الصغار، فى ظاهرة تشبه ما حدث قديما مع السجائر والشيشة والفيب والإيكوس.

وأضاف فى تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع» أن الأمر أصبح لا يقتصر على لاعبى كرة القدم فقط بل امتد إلى بعض لاعبى اللعبات الجماعية الأخرى مثل كرة السلة وكرة اليد وهوكى الجليد والبيسبول بالإضافة إلى بعض لاعبى اللعبات الفردية.

صمت الأنديةلا توجد أى لوائح فى اتحاد الكرة أو وزارة الشباب والرياضة تمنع استخدام هذه المنتجات، طالما لا تحتوى على مواد منشطة محظورة. لكن الصمت - بحسب مراقبين - يفتح الباب أمام انتشار أكبر، خصوصا أن الأجهزة الطبية والإدارية تتجنب الحديث فى الأمر خوفا من الاتهامات أو الإحراج الإعلامى.  ووفقا لوكالة مكافحة المنشطات العالمية «WADA»، لا تُعتبر منتجات النيكوتين ضمن قائمة المواد المحظورة رياضيا حتى الآن، حيث يتوفر النيكوتين بدون أى وصفة طبية لكنها مدرجة ضمن قائمة المراقبة التى تتابعها الوكالة دوريا لاحتمال إدراجها مستقبلا إذا ثبت تأثيرها المباشر على الأداء، حيث تشير تقارير طبية دولية إلى أن النيكوتين قد يُحدث تأثيرات تحفيزية قصيرة المدى مثل زيادة التركيز أو كبح الشهية، لكنها لا ترقى إلى اعتباره منشطا رياضيا بالمعنى القانونى.

فى المقابل، بدأت بعض الاتحادات الأوروبية فى تحذير اللاعبين رسميا من استخدام تلك المنتجات، ليس لأنها ممنوعة، بل لأن خطرها الصحى والنفسى قد يؤدى إلى تبعات كارثية على المدى الطويل.

الأولمبية المصرية

الدكتور حسن كمال رئيس اللجنة الطبية باللجنة الأولمبية قال إن استخدام تلك العبوة يأتى عكس الغرض الرئيسى منها وهو التحول فى الفترة الانتقالية من مدخن إلى لا مدخن أما فى حالة استخدامها من قبل اللا مدخن فهو سيتحول تدريجيا إلى مدخن دائم وللأسف فإن المجال الرياضى لكرة القدم بشعبيته الطاغية يتأثر بالموضة والتقليد، ما يؤدى إلى الانتشار السريع بين قطاع عريض منهم لأن الرياضيين عندهم ملكة التقليد واستمرار استخدامها لفترات طويلة يؤثر على زيادة معدل ضربات القلب وفقدان التركيز.

أخصائى تغذية

«ما فى عقوبة، وما فى رقابة، وما فى وعى»، بهذه الجملة يلخص محمد المهدى خبير وأخصائى التغذية الرياضية الوضع، مضيفا أن انتشار هذه العلب بين اللاعبين أصبح أسرع من أى توعية ممكنة، لأن القدوة هنا نجم شهير لا طبيب مجهول، فبعض اللاعبين يتناولون هذه العبوة لتقليل التوتر وزيادة التركيز والنشاط الذهنى مؤقتا، وهناك تأثيرات سلبية متعددة تهدد الرياضى منها ضيق الأوعية الدموية مما يؤدى إلى تقليل تدفق الدم إلى العضلات ويقلل أيضا إيصال الأكسجين والعناصر الغذائية، فبالتالى يؤثر على ضعف الاستشفاء بعد المباريات، لأن عدم تدفق الدم للعضلات بصورة طبيعية والإجهاد السريع فيصبح التئام الأنسجة أبطأ.

وأضاف خبير التغذية أن مادة النيكوتين بداخل العبوة تؤثر بالسلب على الشهية والعناصر الغذائية الهامة مثل البروتين، مما يقلل امتصاص تلك العناصر الهامة مثل فيتامين سى وفيتامين ب 12 والحديد، ما يؤدى إلى اختلال تلك النسب بالجسم.

تحقيقات غائبة وأسئلة مشروعة

وبسؤال خبير لوائح عن استخدام تلك العبوة وانتشارها المتزايد فى الفترة الأخيرة، أكد أنه طالما أن المنتج غير مدرج فى قوائم المنشطات فلا يعتبر استخدامه محظورا من جانب الرياضيين، ولكن الأهم الآن هو نشر الوعى لدى المستخدمين بضرورة التوقف عن التناول، أو تخفيض الجرعة تدريجيا.

«لو أمامه عشرة علب داخل فاترينة عرض علب النيكوتين سيشتريها جميعا» هكذا بدأ صاحب محل منتجات النيكوتين بأحد الأماكن الراقية، وقال إن الانتشار بالفعل يتزايد بين الرياضيين فى الشهور الأخيرة، والبعض يشترى كمية كبيرة للاحتفاظ بها تحسبا لعدم توفرها فى وقت لاحق، والأكثر استخداما بين اللاعبين هو منتج «فيلو» والأقل شيوعا فى الشراء هو منتج «بابلو».

ومع كل هذه الزيادة المضطربة والإقبال الكبير على تناول عبوات النيكوتين للاعبى كرة القدم بشكل خاص والرياضيين بشكل عام، تبقى الأسئلة المشروعة والتى يدور حولها طرح هذا التحقيق هى: هل تتحرك الأندية قبل أن تتحول هذه الموضة إلى إدمان جماعى بين اللاعبين؟ وهل تضع اللجان الطبية فى اتحاد الكرة ضوابط واضحة لاستخدام أى منتج يحتوى على النيكوتين؟ والأهم، هل يدرك اللاعبون أن «الهدوء اللحظى» الذى تمنحه هذه العلبة الصغيرة قد يكلّفهم الكثير من صحتهم ومستقبلهم المهنى؟


حتى الآن، تبقى الإجابة داخل الغرف المغلقة، حيث تختلط أسرار الملاعب برائحة النيكوتين، هل النيكوتين يسبب الادمان ؟

بالتأكيد النيكوتين مسبب الادمان حيث يغير نظامى التوتر والمكافأة فى المخ وقد يؤدى التعرض المتكرر له مع مرور الوقت الى أعراض انسحاب مؤقتة مثل الشعور بصعوبة التركيز والقلق وتغير المزاج والشعوربالتعاسة أو عدم الرضا او الإحباط، فالنيكوتين مسبب للادمان وليس خاليا من المخاطر ولكنه ليس السبب الرئيسى للأمراض المرتبطة بالتدخين ويمكن لأى شخص الاقلاع عن التدخين تماما إذا توفر له الدافع الكافى وقد وجدت بعض الدراسات ان النيكوتين قد يسبب أثارا سلبية على نمو الجنين وانخفاض وزنه عند الولادة ولهذه الأسباب يجب على بعض الفئات تجنب المنتجات التى تحتوى على النيكوتين تماما بما فى ذلك النساء الحوامل والقصر والمرضعات والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكرى والصرع.

دور النيكوتين فى المنتجات الخالية من الدخان

طورت إحدى الشركات الدولية الشهيرة منتجات متنوعة خالية من الدخان مثل اكياس النيكوتين والسجاير الإلكترونية والعلكة المحلاة وتوفر النيكوتين بمستويات اقل بكثير من المواد الكيمائية الضارة الموجودة فى دخان التبغ ويعد وجود النيكوتين فى المنتجات الخالية من الدخان عاملا مهما من بين عوامل أخرى بما فى ذلك العادات والتأثيرات الحسية والتذوقية لاقناع البالغين بالابتعاد عن السجائر بنجاح من خلال تبنى منتجات خالية من الدخان.

محتوى العلامات التجارية الشائعة

تحتوى أكياس النيكوتين من تلك العلامات التجارية الشهيرة على مستويات نيكوتين متقاربة تتراوح بين 3 و12.5 مللى جرام لكل كيس يمتص 1-2 مللى جرام لاحقا عبر الفم كما تحتوى تلك الأكياس على كميات متفاوتة من النكهات والمحليات والمواد الحافظة والحشوات.

ومن المؤكد أن منتجات النيكوتين الفموية الخالية من الدخان مُسببة للإدمان، واستخدامها له آثار سلبية محتملة على بعض المؤشرات الحيوية لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وليس جميعها، على سبيل المثال، يرتبط استخدام بعض أنواع هذه المنتجات بزيادة خطر الوفاة لدى المصابين بنقص تروية القلب أو أمراض الأوعية الدموية الدماغية، وبالمثل، يحتمل أن يزيد التبغ غير المُدخّن من خطر الإصابة بسرطان الفم، ولكن هذه المخاطر تعتمد على التركيب الكيميائى للمنتج، وقد شهد سوق منتجات النيكوتين الفموية الخالية من الدخان تحولا منذ آخر بيان لسياسة التبغ غير المُدخّن من جمعية القلب الأمريكية، وقد انتشرت بسرعة أنواع عديدة من منتجات النيكوتين الفموية الخالية من التبغ - بما فى ذلك أكياس النيكوتين الفموية؛ وعلكة النيكوتين غير العلاجية، والمعينات، والأقراص؛ وحلوى النيكوتين، وقد زادت مبيعات أكياس النيكوتين الفموية، على وجه الخصوص، بشكل كبير؛ ومع ذلك، لا تتوفر بيانات حول مخاطرها على القلب والأوعية الدموية أو الصحة، بالإضافة إلى ذلك، أن النيكوتين الاصطناعى «مقارنة بالنيكوتين المشتق من التبغ» فى بعض أنواع منتجات النيكوتين الفموية، إلا أن آثاره القلبية الوعائية والصحية لم تُدرس بشكل كافٍ، ووضعت آليات فعّالة للسياسات العامة لدعم القضاء على الإدمان على جميع منتجات التبغ التجارية، وتشمل المكونات والمبادرات السياسية الأساسية تركيز الأطباء السريريين على منع البدء فى استخدام منتجات التبغ ودعم الإقلاع عنها من خلال علاجات دوائية وسلوكية راسخة لإدمان التبغ كأهداف رئيسية للقضاء على إدمان التبغ التجارى والنيكوتين.

p.6



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة