تحل اليوم ذكرى رحيل الفيلسوف الفرنسي أميل دوركايم الذى غادر عالمنا في الخامس عشر من نوفمبر لعام 1917 وهو واحد من أشهر مؤسسى علم الاجتماع وصاحب كتاب "التربية الأخلاقية" والذى صدرت ترجمته العربية عن المركز القومى للترجمة من ترجمة السيد محمد بدوى مراجعة على عبد الواحد بدوى تقديم محمد الجوهرى.
التربية الأخلاقية
دوركايم اعتمد فى نظرياته على تحديد أسس التربية الأخلاقية، وهو يوضح بكل جلاء أن التربية الأخلاقية يجب أن تعتمد بنفس القدر وبنفس الشكل على عنصرين اثنين، فيجب أن يكون هناك، من ناحية، نظام معين لتنظيم السلوك، وهكذا تمثل روح التنظيم العنصر الأول فى النظام الأخلاقى. ومن ناحية أخرى يجب على الإنسان لكى يكون كائنا أخلاقيا أن يتعلق بشيء آخر غير ذاته هو، فيشعر بالتماسك مع مجتمع معين وبالارتباط الوثيق به.
محاضرات فى "التربية الأخلاقية" هى أول ما ألقى دور كايم من دروس فى السوربون فى علم التربية، وكان ذلك فى عام 1902 -1903 وكان دور كايم قد شرع فى إعدادها منذ زمن بعيد فى أثناء قيامه بالتدريس فى جامعة بوردو، ثم أعاد إلقاءها بعد ذلك، كما حدث فى عام 1906 -1907 بدون أن يغير فيها شيئا.
وتأتى هذه المحاضرات فى 20 درسا، لكن الكتاب لا ينشر منها هنا غير ثمانية عشر ، لأن الدرسين الأولين يعالجان مناهج البحث فى علم التربية، والجزء الأول من هذه المحاضرات هو أكمل ما كتب دوركايم عما يسمى "الاخلاق النظرية" وينتظم البحث فى نظريات الواجب والخير والاستقلال الذاتى.