ما هى بكتيريا الأمعاء وكيف تؤثر على صحتك؟

الجمعة، 14 نوفمبر 2025 12:00 م
ما هى بكتيريا الأمعاء وكيف تؤثر على صحتك؟ الأمعاء

كتبت فاطمة خليل

تعد الأمعاء موطنًا لتريليونات من الكائنات الحية الدقيقة التي تشكل ما يُعرف بـ"ميكروبيوم الأمعاء"، وهو نظام بيئي متكامل يعيش داخل الجهاز الهضمي ويؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان الجسدية والعقلية، وتلعب هذه الكائنات دورًا أساسيًا في الهضم، والمناعة، وتنظيم الهرمونات، بل وحتى في الحالة المزاجية إلا أن أي خلل في هذا النظام الدقيق قد يؤدي إلى اضطرابات صحية معقدة، تتراوح بين أمراض بسيطة كعسر الهضم إلى أمراض مزمنة كداء الأمعاء الالتهابي والسكري والاكتئاب، وفقا لموقع كليفيلاند كلينيك.

ما هو ميكروبيوم الأمعاء؟

ميكروبيوم الأمعاء هو مجموعة ضخمة من البكتيريا، والفطريات، والفيروسات، والطفيليات التي تعيش داخل الأمعاء، خصوصًا في القولون هذا النظام المجهري يشبه حديقة حيوية مصغرة تتفاعل فيها الكائنات مع البيئة الداخلية للجسم.

تبدأ هذه الكائنات بالتكون منذ الولادة، سواء عبر الولادة الطبيعية أو الرضاعة، ثم تتأثر لاحقًا بالنظام الغذائي ونمط الحياة والتعرضات البيئية المختلفة.

أهمية ميكروبيوم الأمعاء في الجسم

يلعب ميكروبيوم الأمعاء دورًا حيويًا في وظائف الجسم المختلفة فهو يساعد في تكسير الأطعمة المعقدة وإنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تُغذي خلايا الأمعاء وتحافظ على سلامة بطانتها.

كما يُسهم في تصنيع بعض الفيتامينات مثل ب12، وب9، وفيتامين ك.

إضافة إلى ذلك، يُعتبر خط الدفاع الأول لجهاز المناعة، إذ يساعد على التمييز بين الكائنات المفيدة والمسببة للأمراض. كما يرتبط ميكروبيوم الأمعاء بمحور الدماغ والأمعاء، الذي يؤثر على الجهاز العصبي والمزاج، وهو ما يفسر العلاقة الوثيقة بين صحة الأمعاء والصحة النفسية.

ما هو خلل التوازن البكتيري؟

خلل التوازن البكتيري أو "الديسبيوزيس" هو اضطراب يحدث عندما يختل توازن الميكروبات داخل الأمعاء. قد يكون السبب فقدان البكتيريا المفيدة، أو زيادة الميكروبات الضارة، أو اختلال التنوع الميكروبي. هذا الخلل يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة، واضطراب عملية الهضم، وظهور أعراض مزعجة مثل الانتفاخ والغازات والإسهال والإمساك.

العوامل التي تؤثر على ميكروبيوم الأمعاء

يتأثر توازن الميكروبيوم بعدة عوامل، أبرزها:

1. النظام الغذائي:

النظام الغذائي الغني بالألياف يدعم نمو البكتيريا النافعة، بينما تضر الأنظمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات المضافة بصحة الميكروبيوم. الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة تقلل من التنوع البكتيري وتؤدي إلى خلل في البيئة المعوية.

2. المواد الكيميائية والأدوية:

المضادات الحيوية، وحاصرات الحموضة، والتدخين، كلها عوامل تضعف البكتيريا المفيدة وتغير حموضة الأمعاء، ما يسمح للأنواع الضارة بالنمو المفرط.

3. قلة الحركة:

بطء حركة الأمعاء أو الإمساك المزمن يسبب تراكم الفضلات ويؤثر على توزيع الميكروبات، في حين أن النشاط البدني المنتظم يساعد على تحسين توازن الميكروبيوم.

الاضطرابات الصحية المرتبطة بميكروبيوم الأمعاء

أثبتت الدراسات الحديثة أن اختلال الميكروبيوم يرتبط بعدة أمراض واضطرابات، منها:

العدوى البكتيرية المعوية: تسببها الميكروبات الغازية التي تؤدي إلى التهابات وتلف في بطانة الأمعاء.

فرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة (SIBO): يحدث عندما تنتقل بكتيريا القولون إلى الأمعاء الدقيقة، مسببة الانتفاخ والغازات وسوء الامتصاص.

داء الأمعاء الالتهابي: مثل داء كرون والتهاب القولون التقرحي، وهما حالتان ترتبطان مباشرة بخلل التوازن البكتيري.

تصلب الشرايين وأمراض القلب: بعض البكتيريا الضارة تُنتج مركبًا يسمى TMAO يساهم في تراكم الدهون داخل الشرايين.

كما يرتبط خلل الميكروبيوم باضطرابات أخرى مثل: الاكتئاب، القلق، السمنة، السكري، الحساسية، متلازمة القولون العصبي، التوحد، وأمراض الكبد الدهني.

أعراض اضطرابات ميكروبيوم الأمعاء

من العلامات التي تدل على وجود خلل في ميكروبيوم الأمعاء:

الغازات والانتفاخ

اضطرابات الهضم

الإمساك أو الإسهال

آلام البطن المزمنة

الشعور بالتعب والإرهاق المستمر

ضعف المناعة وتكرار العدوى

كيف تحافظ على توازن ميكروبيوم الأمعاء؟

للحفاظ على صحة الأمعاء وميكروبيوم متوازن، يُنصح باتباع الخطوات التالية:

تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة.

الإكثار من الأطعمة المخمرة مثل الزبادي واللبن الرايب والمخللات الطبيعية.

تجنب الإفراط في تناول المضادات الحيوية إلا عند الضرورة.

تقليل استهلاك السكريات والدهون المشبعة.

ممارسة الرياضة بانتظام وتحسين جودة النوم.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة