تمر اليوم الذكرى التاسعة والستون لمذبحة خان يونس، إحدى أبشع الجرائم التى ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى خلال اجتياحه لقطاع غزة فى سياق العدوان الثلاثى عام 1956، حين استُهدف المدنيون العزل على نحو مباشر، فسقط خلال أيام قليلة مئات الشهداء والجرحى.
وتعد مجزرة خان يونس، التى امتدت من 3 إلى 12 نوفمبر 1956، من أوسع المذابح دموية فى تاريخ القطاع، إذ راح ضحيتها أكثر من 250 فلسطينيا فى الأيام الأولى، قبل أن تعود قوات الاحتلال بعد تسعة أيام لتنفيذ مجزرة ثانية فى المخيم ذاته استشهد فيها نحو 275 مدنياً آخرين، إضافة إلى قتل أكثر من مائة من سكان مخيم رفح فى اليوم نفسه.
مذبحة بالتزامن مع العدوان الثلاثي
وجاءت المذبحة فى سياق العدوان الثلاثى الذى شُن على مصر وقطاع غزة عقب قرار الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس. ففى اجتماع سرى، اتفقت بريطانيا وفرنسا والكيان الإسرائيلى على شن هجوم منسق من ثلاث جهات، لتبدأ إسرائيل عمليتها العسكرية بضربة ضد مواقع مصرية فى سيناء فى 29 أكتوبر 1956.
وواجه سكان خان يونس الاجتياح بمقاومة واسعة، فقصفهم جيش الاحتلال بالمدفعية الثقيلة، ما أسفر عن خسائر كبيرة فى صفوف المدنيين. وفى الثالث من نوفمبر ألقت الطائرات الإسرائيلية منشورات تحذر السكان من المقاومة، قبل أن تتوغل الآليات العسكرية فى شوارع المدينة وتطالب عبر مكبرات الصوت بخروج الذكور من سن 16 إلى 50 عاماً.
استيقظ الأهالى على صوت مكبرات الاحتلال تطالب الرجال والشبان بالتجمع فى الساحات العامة، وما إن احتُجزوا بجوار الجدران حتى أُطلقت عليهم النيران من الأسلحة الرشاشة، فسقط مئات الشهداء فى اليوم الأول وحده.
وتواصلت المأساة طوال الأيام التالية، حيث امتدت عمليات القتل إلى مخيم خان يونس وقراه، إضافة إلى استهداف قوات الجيش المصرى التى كانت تدافع عن المدينة. وبحلول 12 نوفمبر، كانت خان يونس قد دفعت ثمناً فادحاً من دماء أبنائها، لتبقى المذبحة واحدة من الجروح المفتوحة فى الذاكرة الفلسطينية والعربية.