ذاكرة الصحافة المصرية.. نقيب الصحفيين: مشروع قومى لحفظ التاريخ والتراث المصرى بنقابة الصحفيين وعلى الدولة والمهتمين بالثقافة رعايته.. والدكتور خالد عزب: سيعيد كتابة التاريخ بوثائق وصحف تكشف لأول مرة.. صور

الإثنين، 10 نوفمبر 2025 09:00 م

مؤتمر ذاكرة الصحافة المصرية

كتب محمد عبد الرازق

عقد نقابة الصحفيين من خلال اللجنة الثقافية ، مؤتمرًا صحفيًا، للإعلان عن مستجدات مشروع "ذاكرة الصحافة المصرية"، الذي يتضمن "الأرشيف الرقمي للصحافة المصرية"، تحت عنوان "كنوز ونوادر نقابة الصحفيين”.

جاء ذلك بحضور خالد البلشي نقيب الصحفيين،وعدد من أعضاء المجلس وفي إطار جهود النقابة لحفظ التراث الصحفي المصري، وإتاحته رقميًا للأجيال القادمة.

حيث بدأت النقابة بالفعل ومن خلال مشروع (ذاكرة الصحافة المصرية)، الذي يشرف عليه الدكتور خالد عزب في حصر الصحف والمجلات والدوريات التاريخية الموجودة بمكتبتها، التي تضم نوادر وكنوزًا من صحف تعود إلى القرنين التاسع عشر والعشرين، وبالأخص النصف الأول من القرن العشرين.
و في البداية أكد خالد البلشى نقيب الصحفيين أن مشروع ذاكرة الصحافة المصرية ،مشروع عظيم يليق بالصحفيين والباحثين في كل مكان، حيث إعداد أرشيف رقمى كامل للصحافة المصرية يحتوى على كل الصحف والدوريات والكتب والمطبوعات منذ بداية الصحافة المطبوعة في مصر حتى الان .

وأكمل نقيب الصحفيين في بداية المؤتمر أنه لابد من إعطاء الحق لمستحقية و الاعتراف أن مشروع ذاكرة الصحافة المصرية منذ عام 1828 حتى الآن يسمح بإعطاء الحقوق لأصحابها و تخليد أسمائهم عبر التاريخ ـ بأرشفة عملهم والحفاظ عليه عن طريق الرقمنة وإتاحتها للصحفيين والباحثين وغيرهم من المهتمين بتاريخ الصحافة.

وأضاف خالد البلشى أن مكتبة الصحفيين والقائمين عليها قاموا ببذل مجهود جبار في الحفاظ علي الكتب والمطبوعات والصحف القديمة خاصة وأن النقابة عندما نقلت من مكانها إلى المقر الآخر وعادت، تم تحزينها واحتاجت إلى إعادة بحث لإخراجها، وإتاحتها مجددا مشيرا إلى مجهود كل من الدكتور خالد عزب المشرف على مشروع الأرشيف الرقمى و حسنيه محمد و محمد عادل أمناء مكتبه نقابة الصحفيين والذين قامو بمجهود جبار في الحفاظ علي تلك الصحف و المطبوعات القديمة.

وأشار "البلشي" خلال كلمته أنه تم الإعلان سابقا عن مخطوطات نادرة للعائدين من البعثات في فرنسا في عهد محمد علي ،كما يحتوى الأرشيف يحتوي علي تاريخ كبير من الشعراء و الكتاب مثل ارشيف هيكل مؤكدا أنه يتم الان جهود كبيرة في جمع أرشيف 1000 صحيفة، بالإضافة إلى أنة تم جمع كل الأحكام و القوانين الخاصة بالصحافة المصرية، بالتعاون مع إحدي المؤسسات الأهلية وسيتم اتاحته قريبا .

وشدد أن هذا المشروع لابد مستقبلا أن يتحول لمتحف كبير يحوى تلك الكنوز والنوادر من الصحافة المصرية ،داعيا كل المهتمين بالحضور والتعاون لإقامة ذلك المشروع للحفاظ علي التراث المصري كاملا .

وأضاف أنه تم مخاطبة عددا من البنوك و الوزراء لدعم ذلك المشروع و لتظل كنوز الصحافه داخل نقابة الصحفيين ولا يتم سرقتها أو بيعها.

و من جانبة قال محمود كامل رئيس اللجنه الثقافية بنقابه الصحفيين، إن مشروع ذاكرة الصحافة المصرية بدأ فى 2015 في عقد النقيب يحيي قلاش و لكنه توقف بعدها حتى تم استكماله في مجلس 2023 ، بمشروع متكامل لأرشفة و رقمنة الصحافة المصرية بمساعدة الدكتور خالد عزب.

مطالبا أن يكون مشروع ذاكرة نقابة الصحفيين مشروع قومي تتبناه الدوله لكل المواطنين، أملا أن تقوم الدولة والمهتمين بالثقافة برعاية هذا المشروع ودعمه .

أكد الدكتور خالد عزب المشرف على مشروع الأرشيف الرقمى لنقابة الصحفيين، أنه لا مستقبل للصحافة المصرية دون تاريخها، مشيرا إلي أن مشروع ذاكرة الصحافة المصرية ورقمنتها وإتاحتها للصحفيين سيعود بفوائد كبيرة في معرفة تاريخ الصحافة وتراثها عبر الأزمنة المختلفة، مثل ترخيص ملحق الأهرام ليوم الجمعة الذى حصل عليه محمد حسنين هيكل عام 1959 وهى وثيقة تكشف لأول مرة ولا تتواجد إلا فى نقابة الصحفيين.

وأكمل الدكتور خالد عزب، أن ذلك المشروع والذى يوثق لمرحلة مهمة من تاريخ الصحافة المصرية منذ بدايتها وحتى الآن، يعيد كتابة تاريخ الصحافة المصرية بإدخال صحف كانت مستبعدة مثل صحيفة أبو الهول التي كانت تصدر سرا أثناء ثورة 1919، بالإضافة إلى اكتشاف مجلات متخصصة، وكانت تصدر قديما مثل مجلة الرياضيات المتخصصة، ومجلة الصحة النفسية ومجلة يعسوب الطبية، مشيرا إلى أنه يشعر بالأسف أن معظم أرشيف الصحافة المصرية لا يوجد داخلها بل بمكتبة الكونجرس بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الذى يحاول القائمون على المشروع إعادة جميع النسخ الأصلة وأرشفتها رقميا داخل نقابة الصحفيين.

وأضاف أن الأرشيف سيحتوى أيضا على بقية العمل الصحفي، تتضمن الصحفيين والمصورين وأرشفة الصحف المتخصصة لبناء مادة تساعد علي فهم الصحافة المصرية في مصر في السابق .

وأكمل أن مشروع الصحافة المصرية سيخدم تاريخ الصحافة المصرية كاملة، وسنعيد كتابة تاريخ الصحافة المصرية من جديد بمفاجآت عن الصحافة الفنية والرياضية سيتم الإعلان عنها سابقا.

كما حصلت مكتبة النقابة ضمن مشروع الأرشيف الرقمي على مجموعات نادرة من الصور الصحفية، ستتم إتاحتها لاحقًا بجودة عالية لخدمة الصحفيين والباحثين، إلى جانب سلسلة تسجيلات صوتية لأدباء ومفكرين أهدى جزءًا منها الكاتب الصحفي محمد الحمامصي، وتدعو النقابة أعضاءها للمشاركة بإهداء ما لديهم من تسجيلات صوتية، أو وثائق نادرة لخدمة المشروع.

وأكمل خالد عزب، أنه للأسف المكتبات تغير دورها إلي إنتاج المعرفة و ليس مجرد عرضها، وأكمل أن مكتبة النقابة تخدم دورين، الأول النقابة بجمع وعرض تاريخ الصحافة المصرية، والشق الثاني سيكون مع الكتب والدوريات التي ستسمح بعد ذلك بإنزال الكتب واستخدامها من الموبايل، بالإضافة إلي إعطاء صور عالية الجودة يسمح باستخدامها. كما أن مكتبة النقابة قامت بعمل حصر لكل الكتب والدوريات والصحف من أجل أرشفتها ورقمنتها.

ومن جانبها، قالت حسنية محمد أحد القائمين على المشروع وأمين مكتبة نقابة الصحفيين، إن مشروع ذاكرة الصحافة المصرية سيكون مشروعا كبيرا يخلد أسماء القائمين عليه، وأضافت أن النقابة لديها كتب مثل "السجون المصرية في عهد الاحتلال" لصاحبه أحمد حلمي والصادر سنة 1911 و الذى لا يوجد في أى مكان خارج نقابة الصحفيين، وكتب أخرى ومطبوعات منذ عام 1800 غير متواجدة خارج نقابة الصحفيين.

بالإضافة إلي مجلة مثل البعكومة وهي مجلة فكاهية صدرت في ثلاثينيات القرن الماضي، وكما أشارت إلي أنه تم توقيع بروتوكول تعاون مع مكتبة الإسكندرية للتعاون في مجال ذاكرة الصحافة.

وعلى هامش المؤتمر عرض الدكتور خالد عزب المشرف على مشروع الأرشيف الرقمى للصحافة المصرية لليوم السابع عدد من الوثائق النادرة والتي تعرض لأول مرة ضمن مشروع "ذاكرة الصحافة المصرية"، الذي يتضمن "الأرشيف الرقمي للصحافة المصرية".

حيث ابرز الدكتور خالد خلال عرضه نسخ نادرة لجريدة الشرق التي صدرت في عهد الخديوى إسماعيل وغير متواجدين في مكان اخر غير نقابه الصحفيين ،بالاضافه الى نسخة نادرة من صحيفة أبو الهول التي صدرت في عهد الخديوي عباس حلمى الثانى .

كما عرض صحيفة العالم الاقتصادى وهي اول صحيفة أقتصادية صدرت في مصر في اربيعنيات القرن العشرين و التي تبرز صعود الاقتصاد المصرى بعد معاهدة 1936، و التي تنظم وجود الاحتلال الانجليزى في مصر "استقلال محدود" و بقاء القوات الانجليزيه فقط في قناة السويس .

بالإضافه إلى عدد من جريدة القوات المسلحة السودانية مما يفتح المجال أمام أرشفة الصحف العربية أيضا و ليس المصرية فقط ضمن مشروع ذاكرة الصحافة المصرية.

كما عرض الدكتور خالد العزب جريدة الرياضيات المتخصصة والتي كانت الأكثر توزيعا في مصر منذ عام 1957 حتى عام 1936.
ومثلها مجدله الصحه النفسية و التي كانت من اكثر المجلات الطبيه انتشارا في مصر الستينات .

و من ضمن الوثائق النادرة أيضا و المتواجده فقط في نقابه الصحفيين النسخة لترخيص ملحق الاهرام ليوم الجمعه الذى حصل عليه محمد حسينين هيكل عام 1959 و هى وثيقه تكشف لاول مرة.

و صحيفة البلاغ و الجمهور المصرى والمصرى و غيرها من الصحف و المجلات الورقية الغير متواجده الا في نقابه الصحفيين و التي تعود للقرن التاسع عشر.

كما تضم مقتنيات النقابة صحيفة "البرهان"، التي صدرت في 5 مايو عام 1881م، بالإسكندرية، ورأس تحريرها الشيخ حمزة فتح الله، ثم نُقلت إلى القاهرة في عامها الثالث.

وقد تميزت بالاعتدال، وكانت مناهضة للثورة العربية، لكنها ساندت المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي.

وتسعى النقابة في إطار هذا المشروع إلى استكمال ما لديها من صحف ومجلات بصورة رقمية، وقد نجحت بالفعل في الحصول على عددٍ من الإصدارات النادرة، وعلى رأسها صحيفة "الضياء"، بينما لا تزال هناك فجوات في أرشيف بعض الصحف المهمة مثل:
"الوطن" (ميخائيل عبد السيد - 1877م)،
"نزهة الأفكار" (عثمان جلال وإبراهيم المويلحي - 1877م)، و"الجنس اللطيف" (ملكة سعد - 1908م)، وهو ما يتطلب تعاون أصحاب المجموعات الخاصة لاستكمال الصورة الكاملة للتراث الصحفي المصري.

كما تعمل النقابة على استكمال أرشيف مجلة "الكشكول"، التي أصدرها سليمان فوزي عام 1921م، والتي تمتلك النقابة أعدادًا نادرة منها، لكنها لا تزال بحاجة إلى نحو 20 عددًا لاستكمالها وإتاحتها رقميًا.

وفي المقابل، تمتلك النقابة أرشيفًا جيدًا من الصحف الكبرى مثل: "الأهرام"، "الأخبار" ، "الجمهورية"، إلى جانب الصحف الحزبية كالكتلة الوفدية والسياسة، وعددٍ من الصحف المستقلة، التي صدرت قبل عام 1952م.

وكانت النقابة قد أعلنت في مارس الماضي عن اكتشاف مخطوط نادر من عصر محمد علي، مترجم من الفرنسية إلى العربية، أعده أحد طلاب البعثات المصرية في إطار تكليفهم بترجمة مخطوطات علمية عند عودتهم من أوروبا، ويتناول موضوعات في الطبيعيات، وذلك في إطار العمل على مشروع ذاكرة الصحافة المصرية.

كما تم خلال إعادة فهرسة المكتبة العثور على مجموعات من نوادر المطبوعات المصرية، جرى عرض بعضها في فتارين خاصة بمكتبة النقابة، وتمت رقمنتها حفاظًا عليها، بحيث ستتاح مستقبلًا بصيغة رقمية فقط مع منع الاطلاع المباشر حفاظًا على سلامتها.

ويأتي هذا المشروع في إطار رؤية نقابة الصحفيين لتوثيق الذاكرة الصحفية المصرية، وحماية كنوزها التراثية من الاندثار، وجعلها متاحة أمام الباحثين والدارسين والمهتمين بتاريخ الصحافة المصرية.