تحدثنا في مقال أمس عن الجدعنة السياسية باعتبارها قيمة اجتماعية وإنسانية تتجاوز القوانين واللوائح، ولدورها في الترفع وبناء الثقة على المستوى الشخصي والاجتماعى، كونها قيمة مرتبطة بالمصريين، وتم الحديث عنها في سياق أهمية المشاركة الانتخابية التي تعد حجر الزاوية في بناء جبهة داخلية قوية ومتماسكة لأى مجتمع يسعى إلى أن يكون لديه استقرار وحياة سياسية..
لذلك، نؤكد على ضرورة الذهاب إلى صندوق الاقتراع والوقوف أمامه، واختيار الأصلح، فالقرار الجرئ وحُسن الاختيار هو شعار الناخب الحقيقى.
شعار لا يقدره إلا الأوفياء ولا يبحث عنه إلا من يريدون صنع مُستقبل مُشرق لبلادهم، من خلال المشاركة الإيجابية والفاعلة، ليس فقط في الاستحقاقات الانتخابية، التي تعد ضرورة وطنية تفرضها طبيعة التحديات الراهنة، إنما أيضا في بناء الوطن من خلال الحفاظ على مؤسساته والسعى والتمسك بوحدته في ظل هذه الأخطار التي طالت دولا وجيوشا وما هي بدول ولا جيوش الآن بعد أن فرط أهلها في هذه الوحدة وفى تلك المؤسسات..
ويكفى أيها الناخب الحقيقى، أن تعلم ما أجمل ولا أعظم أن يكون صوتك مسموعا، وأنه رسالة قوية تعكس طموحاتك وتطلعاتك، وتجسد إرادتك في بناء مستقبل أفضل لبلادك.
فبناء الأوطان يحتاج إلى إخلاص وسواعد قوية وثقة حقيقية، لا إلا شعارات وجمل رنانة، وعبارات مرصوصة مصفوفة، فلا تكن من زبائن حملات التشكيك والإحباط التي تستهدف تماسك مجتمعك ووحدته وتلعب بمستقبلك ومستقبل أبنائك..
وأخيرا.. لا تنسى أن من يبقى هو الأثر والمعنى لا شئ آخر..