فاروق حسنى: المتحف الكبير حلم بدأ بصداع وانتهى بإنجاز سيبقى للأبد

السبت، 01 نوفمبر 2025 08:37 م
فاروق حسنى: المتحف الكبير حلم بدأ بصداع وانتهى بإنجاز سيبقى للأبد الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق

محمد عبد الرحمن

قال الفنان فاروق حسني، وزير الثقافة الأسبق، إن فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير وُلدت من إحساس شخصي بعدم الرضا عن وضع المتحف المصري بالتحرير، موضحًا: "كل ما أخش المتحف اللي في التحرير، أخرج منه بصداع مضايق. مش ده اللي في دماغي. فيه حاجات قيمة جدًا، لكن المكان ضاق عليها، وبالتالي بتبقى محطوطة كده. في ذهني ده، ومش عارف أعمل إيه".

وأضاف حسني، خلال الحلقة الرابعة من سلسلة «سنوات الفن والثقافة – الجزء الثاني»، أنه بينما كان في باريس ذات مرة، ووسط حديث ودي أثناء الغداء، فاجأه المصمم الإيطالي الشهير فرانكو ماريا ريتشي بسؤال غير متوقع: "قال لي: هتعملوا إيه في المخزن بتاعكم اللي في التحرير؟ أنا صُدمت".

وتابع الوزير الأسبق موضحًا أنه أراد الرد بطريقة مختلفة تُعبّر عن طموح مصر الثقافي، قائلاً: "قلت له: أنت متعرفش إن إحنا هنعمل أكبر متحف في العالم؟ اتخض، وسألني: فين؟ قلت له: هنعمله ناحية الهرم كده. هي الفكرة جات في دماغي بسرعة".

وأشار فاروق حسني إلى أن ريتشّي، الذي كان صديقًا لرئيس الوزراء الإيطالي الراحل جوليو أندريوتي، بادر على الفور بعرض المساعدة قائلًا: «أنا ممكن أجيب لكم منه قرض».

وهنا — بحسب حسني — بدأت الفكرة تتحول من حلم إلى مشروع حقيقي، مؤكدًا أنه فكر في ضرورة إعداد دراسة جدوى للمتحف قبل أي خطوة: "قلت علشان يتم ده لازم يبقى فيه دراسة جدوى. إحنا بنعمل متحف ليه؟ ما هو فيه متحف. الجديد هيقدم إيه وهيؤدي لإيه؟ ولما بدأنا نتعمق في الفكرة، لقينا النتائج هتكون جبارة، والمشروع مبهر، وده خلى رؤوس الأموال تبقى مستعدة لأنها عارفة النتيجة".

وأوضح حسني أن اليابان كانت أول دولة دعمت المشروع، وقدمت منحة كبيرة مكنت مصر من إعداد دراسة الجدوى التي تولت تنفيذها إيطاليا، مشيرًا إلى أن المسابقة المعمارية العالمية لتصميم المتحف شهدت مشاركة 1557 مكتبًا معماريًا دوليًا، موضحًا: "اختاروا المشروع اللي كسب على أساس إنك لما تخش جوه المتحف، هتلاقي الأهرامات قدامك. وده كان الهدف.. إن المتحف يبقى امتداد طبيعي للمشهد الأثري".

وأضاف أن جمال الموقع يكمن في العلاقة البصرية بين المتحف والأهرامات: "الجميل في المنطقة إنك وأنت جوه المتحف بتطلع الدرج العظيم، وبعدين تلاقي نفسك قدام الأهرامات. وده كانت الفكرة الأساسية".

وأكد الوزير الأسبق أن المتحف بما يحتويه من قطع ضخمة كان بحاجة إلى رمز أثري كبير يتصدر بهوه العظيم، مضيفًا: "المتحف ضخم جدًا، فعايز آثار ضخمة. فقلنا ننقل تمثال رمسيس. كان كثيرين بيفكروا يحطوه قدام المبنى، لكن قلت لهم هيصغر جدًا، لأن المبنى ارتفاعه كبير. فقلت لهم التمثال لازم يخش جوه، وفعلاً لما اتحط جوه، بان حجمه وبان حجم المتحف."

وأشار فاروق حسني إلى أن مرحلة التنفيذ شهدت إنجازًا ماديًا وعلميًا كبيرًا، تمثل في الانتهاء من المراكز العلمية ومجمع الترميم والمخازن الأثرية، قائلًا: "يكفي إن أنا أنجزت جزء كبير ماديًا في المتحف، وهو المراكز العلمية والترميم والمخازن. كنت أتمنى باقي المشروع يتم، لكن قامت الثورة وتوقف كل شيء".

واختتم حسني تصريحاته مؤكدًا أن المشروع لم يكن ممكنًا أن يُهمل أو يُلغى، لأنه أصبح قدَرًا حضاريًا لمصر: اللي اتعمل ما كانش ممكن يهمل. انتهى، وأنت مجبر إنك تكمله. المتحف ده حلم بيتحقق.. وهيتحقق".




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب