كل مشروع وطني أطلقه الرئيس السيسي كان نداء جديداً للمصريين كي يتذكروا ما يجمعهم لا ما يفرقهم، فالوطن في رؤيته لا يقوم على السياسة وحدها بل على الشعور المشترك بأن مصر أكبر من الجميع ، ففي كل منعطف سياسي أو اقتصادي أو ثقافي كان الرئيس السيسي يبتكر لحظة اصطفاف جديدة، تذكر المصريين أن وحدتهم هي السلاح الحقيقي الذي لا ينبغي أن يتخلى عنه أحد ، وهي السلاح الأقوى الذي يرهب أعدائنا ، ويجعل مصر عصية على الانكسار .
المتحف المصري الكبير لا يخرج عن هذا النهج الذي اتبعه الرئيس منذ توليه السلطة في البلاد ، فالاحتفالية ليست حدثاً ثقافياً سياحياً ، لكنها لحظة اصطفاف وطني جديدة بين كل المصريين ، لا تختلف فيها العقيدة ولا الموقف السياسي ولا الطبقة الاجتماعية، هي لحظة من تلك اللحظات النادرة التي يتوقف فيها الجدل ويصمت الخلاف لأن الصورة أمام الجميع ببساطة تقول هذا ما يمكن أن نكون عليه حين نتوحد جميعاً تحت اسم مصر .
وتاريخ الرئيس السيسي عامر بهذه الابتكارات التي يستهدف الرئيس جعلها فرصة للاصطفاف الوطني ، وقد تحولت حياتنا إلى سلسلة مستمرة من المشروعات القومية الجادة التي تحولت بفكر رئاسي إلى لحظة اصطفاف وطنية عاصفة ، فالمتحف ليس أول المواقف التي وحدت المصريين ولن يكون آخرها، فمنذ أن ظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي على الساحة بدا وكأنه يستهدف دائماً خلق فرص جديدة للاصطفاف الوطني، يذكر المصريين بأن قوتهم الحقيقية ليست في اختلافاتهم بل في قدرتهم على التجمع خلف هدف مشترك، من الميدان إلى القناة ومن المعركة إلى المشروع كانت كل خطوة في رحلته مع المصريين محاولة واعية لبناء جسور الثقة والوحدة بين فئات الشعب المختلفة ، وبين الشعب كله ومؤسسات الدولة .
وإذا تأملنا مسار السنوات الماضية سنجد سلسلة من المشروعات والمواقف التي لم تغير وجه الدولة فقط بالانجلز والعمل ، بل جددت روح الشعب المصري ، ووحدته الشاملة .
اسمح لي أن نحصي نذر من هذه اللحظات سوياً

1. التفويض الشعبي لمواجهة الإرهاب (يوليو 2013
حين دعا السيسي المصريين لتفويضه في مواجهة الإرهاب خرجت الملايين لتقول نعم نحن مع الدولة، كانت تلك اللحظة بمثابة عقد جديد بين الشعب ومؤسساته أذابت الانقسام وفتحت صفحة جديدة في تاريخ الوطنية المصرية

قناة السويس الجديدة
2. مشروع قناة السويس الجديدة (2014–2015)
لحظة نادرة من الفخر الجماعي ساهم فيها الشعب بتمويل المشروع من جيوبه الخاصة وجمع 64 مليار جنيه في أسبوع واحد، لم يكن حفر القناة عملاً هندسياً فقط بل ملحمة إيمان وثقة في قدرة المصريين على الإنجاز بوحدتهم

3. الحرب على الإرهاب في سيناء (2014–الآن)
معركة طويلة خاضها الجيش والشرطة نيابة عن الوطن كله، وقف المصريون صفاً واحداً خلف جنودهم يرون فيهم أبناءهم وأبطالهم، ليتحول الخطر إلى عامل وحدة لا انقسام

4. القضاء على فيروس سي (2018–2020)
في مبادرة مئة مليون صحة شارك ملايين المصريين في أضخم حملة علاجية في تاريخهم وخرجوا منها منتصرين على مرض أنهكهم لعقود، كانت معركة طبية وطنية لا تميز بين غني وفقير جمعت الشعب خلف شعار الحق في الحياة

5. مشروع المتحف المصري الكبير (2023–2024
رمز ثقافي حضاري يوحد الذاكرة المصرية من الأجداد إلى الأبناء، ليس فقط بناء ضخماً بل رسالة هوية تقول إن الحضارة التي جمعت المصريين قبل آلاف السنين ما زالت قادرة على جمعهم اليوم

6. رفض التهجير في أزمة غزة (2023–2024)
حين أعلن الرئيس بوضوح أن مصر ليست وطناً بديلاً لأحد توحد الشعب خلف الموقف الوطني الرافض لأي مساس بالسيادة، كان الإجماع التلقائي على هذا الموقف تعبيراً عن نضج الوعي الجمعي وصلابة الهوية المصرية

7. قمة شرم الشيخ للسلام (2025)
جمعت مصر قادة العالم دفاعاً عن الاستقرار الإقليمي واستعاد فيها المصريون شعورهم بأن دولتهم ما زالت صوت العقل والاتزان، تلقى الداخل المصري هذه الصورة بفخر ورضا لأنها أعادت مصر إلى مكانها الطبيعي كقلب المنطقة

8. العاصمة الإدارية ومشروعات البنية التحتية الكبرى (2016–الآن)
من شبكات الطرق إلى المدن الجديدة ومن الكهرباء إلى النقل كانت كل المشاريع تقدم بخطاب وطني واحد نبني بلدنا معاً، هي وحدة البناء والتعب شارك فيها ملايين العمال والمهندسين من كل المحافظات

9. مبادرة حياة كريمة (2019–الآن)
مشروع إنساني وتنموي يعيد تعريف العدالة الاجتماعية، المبادرة لم تفرق بين شمال وجنوب بل جعلت الريف قلب المشروع الوطني وجمعت كل فئات المجتمع في عمل واحد لصالح الفقراء والمهمشين

10. تحمل المصريين لفاتورة الإصلاح الاقتصادي (من 2016 فصاعداً)
قد تكون هذه أكبر صور الوحدة غير المعلنة، تحمل المصريون الغلاء والضغوط ولم يتراجعوا عن دعم الدولة في أصعب مراحلها، كانت وحدة صامتة وشجاعة جمعتهم حول فكرة أن بقاء الوطن أولاً وأن الإصلاح لا يكتمل إلا بالصبر الجماعي

11. إنشاء صندوق تحيا مصر (2014–الآن)
رمز التضامن الوطني جمع تبرعات من الأغنياء والفقراء من داخل مصر وخارجها لدعم مشروعات الدولة، تحول إلى رمز للعطاء المشترك بين الدولة والمجتمع

12. وحدة المصريين في أزمة كورونا (2020–2021)
شهدت أزمة كورونا واحدة من أكثر اللحظات التي حافظ فيها المصريون على وحدتهم، إذ تعاملت الدولة مع الأزمة باعتبارها مسؤولية جماعية، فتم توفير المستلزمات الطبية والغذائية لكل الفئات، وواصلت الحكومة دعم العمالة غير المنتظمة، فيما التزم المواطنون بإجراءات الوقاية في روح تضامن نادرة، كانت تجربة كورونا دليلاً على قدرة المصريين على مواجهة الخطر كتفاً بكتف دون تفرقة

13. منتدى شباب العالم (منذ 2017)
منصة شبابية للحوار والانفتاح جمعت شباب مصر بمختلف أطيافهم وأعادت صياغة صورة الوطن كمساحة آمنة للتعبير والحلم
.jpg)
14. مبادرة التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي (2022)
جمعت الجمعيات الأهلية الكبرى في منظومة واحدة تنسق الجهود الخيرية لخدمة ملايين المواطنين لتجعل من العمل الأهلي فعلاً موحداً لا متنافراً

15. رؤية مصر 2030
وثيقة مستقبلية شارك في إعدادها الجميع من الوزارات إلى المجتمع المدني والقطاع الخاص ترسم طريقاً واحداً نحو دولة حديثة قائمة على المشاركة والعدالة

16. مبادرة القضاء على العشوائيات وتطوير المناطق غير الآمنة (منذ 2016)
مشروعات مثل الأسمرات وبشاير الخير ومعاً وغيرها جسدت معنى العدالة المكانية، نقلت آلاف الأسر إلى حياة كريمة وآمنة، فصارت نموذجاً للتكافل العملي بين الدولة والمواطن حيث يشعر الجميع أنهم شركاء في بناء بلد جديد لا يترك أحداً خلفه

17. برنامج تكافل وكرامة (2015–الآن)
أحد أبرز مشروعات الحماية الاجتماعية التي وحدت المصريين حول فكرة الرعاية المتبادلة بين الدولة والمواطن، امتد ليشمل ملايين الأسر الفقيرة والمسنين وذوي الإعاقة، وجعل من العدالة الاجتماعية واقعاً ملموساً لا شعاراً

18. مبادرات تمكين المرأة في الريف والصعيد
دخول المرأة والفتيات في برامج التنمية في الريف والصعيد خلق شكلاً جديداً من الوحدة الوطنية، حيث لم تعد التنمية حكراً على العاصمة بل صارت مسؤولية جماعية تشارك فيها الأسرة المصرية كلها

19. إعادة بناء الكنائس التي تضررت بعد أحداث 2013
كان ذلك موقفاً وطنياً يجسد احترام الدولة لمواطنيها جميعاً، ويؤكد أن الوحدة الوطنية في مصر ليست شعاراً طارئاً بل قاعدة ثابتة للهوية المصرية الحديثة، فمشهد الرئيس وهو يفتتح الكنائس جنباً إلى جنب مع المساجد صار رمزاً للتعايش

20. استضافة مؤتمر المناخ كوب 27 في شرم الشيخ (2022)
الحدث العالمي الذي نقل مصر إلى قلب الأجندة البيئية الدولية توحدت فيه مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والشباب في تنظيم ناجح أظهر مصر كدولة مسؤولة تقود المنطقة نحو التنمية المستدامة، وشعر المصريون بأن بلدهم يعود إلى العالم بصورة مشرفة
بهذه المحطات يمكن القول إن تجربة الرئيس السيسي كانت مشروعاً لإعادة تعريف الوطنية المصرية في العصر الحديث، فالوحدة لم تعد تقتصر على المواقف العسكرية أو الشعارات السياسية بل امتدت إلى الصحة والتعليم والإسكان والطاقة والعمل الأهلي، من التفويض إلى المتحف ومن الحرب على الإرهاب إلى القضاء على العشوائيات ومن قناة السويس إلى كوب سبعة وعشرين ظلت خيوط الوحدة تمتد من يد إلى يد لتؤكد أن المصريين رغم اختلافاتهم ما زالوا قادرين على الالتفاف حول وطن واحد وإرادة واحدة، وأن روح مصر القديمة ما زالت تعرف طريقها كلما ناداها من يؤمن بأنها قادرة على البقاء والتجدد.