لسنوات واجه مرضى التهاب الدماغ والنخاع العضلي أو متلازمة التعب المزمن ، معضلة تشخيصية، فقد عانوا أو عاشوا مع إرهاق منهك، وصعوبات إدراكية، وكثيرًا ما كان التشخيص يستبعد أمراض الغدة الدرقية، وفقر الدم، والاكتئاب، وغيرها، مما يتركهم لسنوات طويلة ينتظرون أو يخطئون في تشخيصهم، وبعد أن قام العلماء بتطوير أول فحص دم يعتمد على العلامات الجينية، وتحديدًا أنماط طي الحمض النووي التي يمكن رصدها في عينات الدم، سيمكن تشخيص مرضى متلازمة التعب المزمن بدقة تصل إلى حوالي 96%.
وفقا لتقرير موقع " NDTV"، هذا الفحص الذي يعتمد على منصة EpiSwitch 3D للجينوم، كأول أداة تشخيص دم عالية الدقة لمتلازمة التعب المزمن .
إذا أثبتت تجارب صحة هذه النتائج، فسيمثل ذلك نقلة نوعية في كيفية فهم المرض والتحقق من صحته وعلاجه، وسيتمكن المرضى من الحصول على تشخيص مبكر، وقد تتوصل المجتمعات العلمية والطبية أخيرًا إلى مؤشر حيوي يمكن أن تتمحور حوله العلاجات والتجارب وقبول المرض.
هدف الباحثون إلى إيجاد تحليل دم موثوق لتشخيص متلازمة التعب المزمن ، وهي حالة تفتقر منذ زمن طويل إلى مؤشر حيوي معتمد.
ولتحقيق ذلك، استخدموا EpiSwitch 3D Genomics، وهي منصة تفحص التكوين ثلاثي الأبعاد للحمض النووي في الخلايا، حتى في حال عدم تغير الشفرة الجينية الأساسية، فإن كيفية فحص الحمض النووي يمكن أن تنظم نشاط الجينات.
نتائج واعدة ولكن الطريق لا يزال طويلاً
يشير الباحثون إلى أن هذا يعد تقدمًا كبيرًا، وقد يمهد الطريق لتشخيصات مماثلة في حالات مشابهة مثل كورونا طويل الأمد.
كما أشارت تقارير إعلامية إلى أن الاختبار، في دراسة سابقة، أظهر حساسية بنسبة 92% ودقة بنسبة 98% في مجموعات سكانية مختلفة اختلافًا طفيفًا، يحول الاختبار تشخيص التعب المزمن إلى مؤشر بيولوجي قابل للقياس، بدلًا من الاستبعاد القائم على الأعراض فقط.
يعد تطوير فحص دم عالي الدقة لمتلازمة التعب المزمن تقدمًا مثيرًا للاهتمام، وقد يحدث نقلة نوعية، فمن خلال الاستفادة من العلامات فوق الجينية، قدم الباحثون خطوةً نحو تحديد بصمة بيولوجية لحالةٍ طالما طالها الغموض التشخيصي ولكن يجب علينا أن نخفف من حدة التفاؤل بحذر، فالدراسة أولية، وتستند إلى عينة محدودة، وتفتقر إلى اختبارات دقيقة على مرضى لديهم أعراض سريرية متشابهة.