كامل كيلانى فى ذكرى رحيله.. حكاية أبرز رواد أدب الطفل

الخميس، 09 أكتوبر 2025 11:00 م
كامل كيلانى فى ذكرى رحيله.. حكاية أبرز رواد أدب الطفل كامل كيلاني

كتب عبد الرحمن حبيب

تحل، اليوم، ذكرى رحيل واحد من رواد أدب الطفل في مصر وهو كامل كيلانى الذى ولد بحى القلعة بالقاهرة فى منزل يطل على جبل المقطم، وكان والده الشيخ كيلانى إبراهيم كيلانى، واحد من أشهر كتاب عصره، أتم كامل الكيلانى حفظ القرآن الكريم في صغره، والتحق بمدرسة أم عباس الابتدائية، ثم انتقل إلى مدرسة القاهرة الثانوية، وانتسب بعدها إلى الجامعة المصرية القديمة عام 1917، فالتحق بالجامعة لدراسة الأدب الإنجليزى والفرنسى، كما أجاد علوم النحو والصرف والمنطق، بسبب انتظامه فى حضور الدروس فى الأزهر الشريف.

قدم العديد من الأعمال التي وجهت للأطفال، فكان أول من خاطب النشء عبر الإذاعة، بالإضافة إلى كونه مؤسس مكتبة الأطفال في مصر، لذلك لقب برائد أدب الطفل.

أما عن حياته العملية فقد عمل موظفا حكوميا بوزارة الأوقاف مدة 32 عامًا، وظل يتقلد المناصب داخل العمل الحكومى حتى وصل إلى منصب سكرتير مجلس الأوقاف الأعلى، إلى كونه كان سكرتيرا لرابطة الأدب العربي، ورئيسا لكل من "جريدة الرجاء" و"نادي التمثيل الحديث"، وكان يمتهن الصحافة ويشتغل بالأدب والفنون إلى جانب ذلك.

مسيرته بين الصحافة والكتابة

عمل كامل كيلانى بالتدريس والصحافة والأدب، بدأ حياته الأدبية بالعمل في مجال النقد الأدبي وتأديب التاريخ والترجمة وتحقيق الأعمال الأدبية الكبرى، فكتب "مصارع الخلفاء" و"مصارع الأعيان"، و"ملوك الطوائف" وحقق "رسالة الغفران"- للمعري، وشرح ديوان ابن الرومي، وترجم الأدب الأندلسي وكتب "نظرات في تاريخ الإسلام"، و"روائع من قصص الغرب" و"فن الكتابة" و"موازين النقد الأدبي" وكتب في أدب الرحلات كتب مثل "ذكريات الأقطار الشقيقة" والذي سجل فيه انطباعاته عن رحلاته في كل من فلسطين ولبنان وسوريا.

لكن فى عام 1927م وجه اهتمامه إلى فن أدب الأطفال، وكانت قصته الأولى للأطفال "السندباد البحرى" ثم أتبعها بفيض من مؤلفاته فى نفس المجال، وتمنى تحقيق حلمه فى إنشاء مكتبة الأطفال تعتنى بهم من بدايات القراءة والتعليم وحتى الدراسة الجامعية فى مجموعات تتناسب مع سن الطفل وتدرجه.

كتب كامل كيلانى وترجم 1000 قصة، طبع منها في حياته مائتي 200 قصة، ونشر ابنه بعد ذلك أكثر من 50 قصة بعد رحيله فى 9 أكتوبر 1959م، وكان خلال كتابته حرص على ضرورة التركيز على الفصحى لعدم إحداث قطيعة ثقافية مع الذات التاريخية، كما كان يمزج بين المنهج التربوى والتعليمى، فكان حريصا على إبراز الجانب الأخلاقي والمعياري في أعماله القصصية، بالإضافة إلى أن أساس المعرفة عنده هو المعرفة المقارنة، فلم يغرق الأطفال بالأدب الغربي باعتباره أدبا عالَميا، بل كانت أعماله كرنفالًا تشارك فيه ألوان ثقافية عديدة، فكان منها ما ينتمي للأَدب الفارسي، والصيني، والهندي، والغربي، والعربي، وتمثلت مصادره في الأساطير والأدب العالمي والأَدب الشعبي.

كما نظم كامل كيلانى الشعر فكانت القصائد والأبيات الشعرية كثيرا ما تتخلل ثنايا أعماله القصصية، وكان حريصا على أن ينمي من خلالها ملكةَ التذوق الفني إلى جانب الإِلمام المعرفي عند الطفل، كما كان يوجه من خلالها الطفل إلى الصفات الحميدة، والخصال النبيلة، والسلوك الحسن، وقد حرص أن يتم ذلك بشكل ضمني، وألا يظهر نصه صراحة بمظهر النص الوعظي أو الخطابي، و وترجمت أعماله إلى عدة لغات منها: الصينية، والروسية، والإسبانية، والإنجليزية، والفرنسية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب