في الوقت الذي يربط فيه معظم الناس الحساسية بأطعمة شائعة مثل الفول السوداني أو المحار، كشفت دراسة جديدة أن العديد من الأطعمة اليومية قد تسبب أيضًا ردود فعل تحسسية شديدة، بعضها قد يهدد الحياة، حيث أن المكونات المخفية في بعض الأطعمة المعبأة والمحفزات غير المتوقعة في المنتجات الطازجة قد تكون سببًا رئيسيًا في نوبات الحساسية الحادة، لذا من المهم معرفة مسببات الحساسية المحتملة لتجنب المخاطر الصحية، وفقا لموقع تايمز ناو.
يعاني ما يقرب من ثلث سكان العالم من أحد أشكال الحساسية، ووفقًا للقوانين الغذائية في أغلب الدول، يتعين على شركات الأغذية توضيح 14 مادة رئيسية مسببة للحساسية في منتجاتها، وتشمل الحبوب التي تحتوي على الجلوتين مثل القمح والشعير والجاودار، والقشريات مثل السلطعون والروبيان، والرخويات مثل بلح البحر والمحار، إضافة إلى الأسماك، والفول السوداني، والمكسرات كالجوز واللوز والبندق، وفول الصويا، والحليب.
ومع ذلك، فإن بعض الأطعمة الأخرى التي لا تذكر عادة ضمن هذه القائمة قد تحدث حساسية شديدة لدى البعض.
وفي هذا السياق، حدد الخبراء خمسة أطعمة مفاجئة يمكن أن تكون من مسببات الحساسية الغذائية الخطيرة، وهي:
أولًا: اللحوم الحمراء
تعد الحساسية تجاه اللحوم الحمراء مثل لحم البقر أو الضأن من الحالات النادرة، ولكنها موجودة ويصعب تشخيصها.
وأرجع الأطباء هذه الحساسية إلى وجود سكر يعرف باسم ألفا-جالاكتوز، وهو المسؤول عن ردود الفعل التحسسية في بعض الأشخاص.
كما أوضح الخبراء أن من يعاني من حساسية تجاه نوع من اللحوم قد يكون عرضة أيضًا للتحسس من أنواع أخرى، خصوصًا تلك التي تحقن بنكهات تحتوي على خلايا حيوانية.
ثانيًا: المانجو
رغم أن حساسية المانجو نادرة، إلا أنها غالبًا ما ترتبط بحساسية اللاتكس فالأطباء يؤكدون أن المانجو تحتوي على مواد كيميائية قد تتفاعل مع الأشخاص الذين لديهم حساسية من التفاح أو الكمثرى أو الكرفس أو الفستق أو الكاجو.
كما أن قشرة المانجو تحتوي على مادة اليوروشيول، وهي نفس المادة المسببة للحكة في نبات اللبلاب السام، مما يجعل بعض الأشخاص يتحسسون منها عند لمسها.
ثالثًا: الفواكه المجففة
تعد الفواكه المجففة من أكثر الأطعمة التي قد تسبب ردود فعل تحسسية، بسبب احتوائها على ثاني أكسيد الكبريت الذي يستخدم كمادة حافظة. الأشخاص الذين يعانون من حساسية الكبريتيت قد يتعرضون لرد فع ل تحسسي عند تناول الخل أو اللحوم المصنعة أو حتى الخضراوات والفواكه المجففة والمعلبة.
رابعًا: بذور السمسم
تشبه حساسية بذور السمسم إلى حد كبير حساسية المكسرات وعلى الرغم من ندرتها، إذ تصيب نحو 0.1% من الناس، إلا أنها قد تكون خطيرة للغاية.
تكمن خطورتها في صعوبة التعرف على السمسم عند استخدامه في مستخلصات أو زيوت، مما يزيد احتمالية التعرض له دون قصد.
خامسًا: الأفوكادو
مثل المانجو، قد تسبب ثمرة الأفوكادو حساسية مرتبطة باللاتكس بسبب تشابه البروتينات الموجودة فيها مع تلك الموجودة في المطاط الطبيعي.
وقد يؤدي تناول الأفوكادو لدى الأشخاص المصابين بحساسية اللاتكس إلى تهيجات جلدية أو أعراض تنفسية مزعجة.
ويحذر الأطباء من تجاهل الأعراض التحسسية، إذ قد تبدأ خفيفة ثم تتطور بسرعة إلى مضاعفات خطيرة. وتشمل أعراض الحساسية الشرى أو الطفح الجلدي، الحكة أو الوخز في الفم، تورم الشفاه أو اللسان أو الحلق، القيء والإسهال، التشنجات، السعال، ضيق التنفس، والدوخة.
وفي حال ظهور أي من هذه العلامات، يشدد الخبراء على ضرورة طلب العناية الطبية الفورية، مؤكدين أن التشخيص المبكر وتجنب مسببات الحساسية هو السبيل الأمثل لحماية الحياة ومنع تكرار النوبات.
هذا التقرير يعيد التذكير بأن الوعي الغذائي لا يقتصر على معرفة الأطعمة المفيدة، بل يشمل أيضًا معرفة الأطعمة التي قد تسبب ضررًا غير متوقع للجسم، حتى وإن كانت تعد صحية في نظر الكثيرين.