أحمد جمعة

غزة وسلاح الميليشيات واللجنة المصرية

الأحد، 05 أكتوبر 2025 12:18 م


ترقب وانتظار وقلق يسود قطاع غزة خلال الساعات الماضية انتظارا لما ستسفر عنه الجهود التي تقودها مصر مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب بشكل دائم مقابل إفراج حركة حماس عن الأسرى الإسرائيليين وتسليمهم إلى إسرائيل عبر آليات محددة سيجري الاتفاق عليها خلال الاجتماعات غير المباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي في مصر غد.

واحدة من أهم النقاط التي ينتظر سكان غزة التوصل إليها هي وقف الحرب بشكل فوري وإدخال أكبر كمية من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وذلك لإجهاض مخطط التجويع والتعطيش الذي مارسته إسرائيل على مدار عامين بحق النازحين الفلسطينيين، وتعد مسألة الأمن داخل القطاع أحد أبرز الملفات التي يجب معالجتها بشكل سريع.

غزة تعاني منذ عامين من السلاح المنفلت والخلافات بين بعض العشائر الفلسطينية ما تسبب في حالة من الانقسام المجتمعي وهي قضية في غاية الخطورة تحتاج إلى تحرك عاجل وتشكيل لجنة مشتركة من مخاتير وعشائر وأعيان غزة للتعاطي مع هذا الملف الذي يشكل قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.

وخلال عامين من العدوان الإسرائيلي نجح الاحتلال في تشكيل ميليشيات مسلحة خارجة عن القانون وتتعاون مع اليمين المتطرف، وذلك لفرض واقع سياسي وأمني جديد في القطاع وهو ما يتطلب تدخلا حاسما من القوات الأمنية الفلسطينية التي يتم تدريبها في مصر والأردن، وذلك لمعالجة ملف الأمن وإرساء الاستقرار في غزة والتصدي لأي مخططات لتمكين الميليشيات المسلحة من حكم غزة خلال الفترة المقبلة.

وتنتشر في قطاع غزة حوالي 5 ميليشيات مسلحة تم تشكيلها ودعمها وتسليحها بواسطة الاحتلال الإسرائيلي وتنتشر في شمال وجنوب ووسط القطاع، وتنسق هذه الميليشيات مع الشاباك الإسرائيلي لتنفيذ مخطط الاحتلال الذي يهدف لتفتيت غزة واستهداف نسيجها الاجتماعي وتعزيز الانقسام بين أبناء الشعب الفلسطيني، وهو ما يهدد وحدة الفلسطينيين الذين يتطلعون إلى حياة آمنة مستقرة بعيدا عن الحروب والصراعات المسلحة.

تبقى قضية إعادة الاعمار من القضايا الرئيسية والمحورية التي يجب العمل على إعادة بناء ما دمره الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وذلك لإجهاض مخطط التهجير للفلسطينيين حيث عملت إسرائيل على خلق بيئة طاردة في غزة بتدميرها بشكل كامل كي تجبر السكان على النزوح والهجرة بشكل قسري، لذا يجب التحرك بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار وتسليم الأسرى لإعادة الحياة لطبيعتها في غزة على الأقل بتوفير الطعام والشراب والعلاج اللازم للجرحى، والتركيز على خطة التعافي المبكر التي وضعتها الدولة المصرية وتحظى بدعم عربي وإسلامي، وستكون هذه الخطوة حاسمة في إجهاض مخطط التهجير الذي تخطط له إسرائيل بشكل كامل.

الحقيقة أن اللجنة المصرية لإغاثة أهالي قطاع غزة تلعب دورا محوريا في التخفيف عن أبناء الشعب الفلسطيني من خلال بناء 11 مخيما لإيواء النازحين الفلسطينيين وتوفير لهم كافة سبل العيش من طعام وشراب ودواء، وذلك بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قاد جهودا مكثفة لوقف الحرب وكسر الحصار على غزة وحشد الدعم الإقليمي والدولي اللازم لدعم القضية الفلسطينية أمام مخططات اليمين المتطرف، وهو ما تكلل باعتراف عدد كبير من الدول الأوروبية والغربية بدولة فلسطين استجابة للجهود المصرية العربية المضنية على مدار العقود الماضية دعما لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب