لبنان على صفيح ساخن.. القوات الإسرائيلية تقتحم مبنى بلدية البليدا وتقتل أحد موظفيها.. تحليق كثيف للطيران فوق مقر الحكومة اللبنانية.. عون يأمر الجيش بصد أى عدوان.. وحزب الله: واشنطن أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل

الجمعة، 31 أكتوبر 2025 02:00 ص
لبنان على صفيح ساخن.. القوات الإسرائيلية تقتحم مبنى بلدية البليدا وتقتل أحد موظفيها.. تحليق كثيف للطيران فوق مقر الحكومة اللبنانية.. عون يأمر الجيش بصد أى عدوان.. وحزب الله: واشنطن أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل آثار العدوان على بليدا

إيمان حنا

عادت الأراضى اللبنانية لتتقلب على صفيح ساخن بعد أن استقرت الأوضاع نسبيًا بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذى تم إعلان برعاية أمريكية فرنسية فى نوفمبر الماضى.

 

لم تكن الأوضاع هادئة بنسبة مائة بالمائة ولكن كان التوتر مقتصرًا على منطقة الجنوب قبل أن تخرج إسرائيل مؤخرا باستهدافاتها خارج هذا النطاق لتعود تهدد أجواء بيروت وأيضا الضاحية الجنوبية لبيروت وشرق لبنان؛ لتعطى مؤشرات باحتمال عودة الحرب مرة أخرى.

 

تصعيد خطير

فى سياق هذا التصعيد الإسرائيلى، وعقب مغادرة المبعوثة الأمريكية مورجان أورتاجوس الأراضى اللبنانية بساعات قليلة؛ توغلت قوة إسرائيلية بداخل بلدة بليدا المحاذية للحدود مع إسرائيل جنوبى لبنان، لمسافة تتجاوز الألف متر من الحدود واقتحمت مبنى بلدية بليدا؛ حيث قتلت أحد الموظفين الذى كان يتواجد بالمبنى، ويدعى إبراهيم سلامة.

 

ووفق شهود عيان من أهل البلدة؛ فقد سمعوا أصوات صراخ واستغاثة قادمة من مبنى البلدية، مشيرة إلى أن توغل القوة العسكرية الإسرائيلية استمر حتى الساعة الرابعة من صباح الخميس.

 

وعقب ذلك دخل الجيش اللبنانى إلى المبنى، وتم نقل جثمان سلامة بمساعدة الدفاع المدنى اللبنانى إلى المستشفى.

 

تحليق الطيران فى سماء بيروت

وعلى صعيد متصل؛ تشهد أجواء بيروت وتحديدًا فى الأجواء التى تعلو مبنى السراى الحكومى؛ حيث مقر مجلس الوزراء اللبنانى؛ تحليقًا كثيفًا للطيران الحربى الإسرائيلى.

 

يأتى هذا فى سياق التصعيد الإسرائيلى الذى يشهده لبنان مؤخرا، للضغط على الدولة بأزمة سلاح حزب الله.

 

ماذا قال جيش الاحتلال؟

من جانبه كتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى أفيخاى أدرعي، إنه فى إطار نشاط لقوات جيش الدفاع لتدمير بنية تحتية تابعة لحزب الله فى قرية بليدا بجنوب لبنان، رصدت القوات مشتبهًا به داخل المبنى حيث شرعت القوة فى الإجراءات الهادفة لتوقيف مشتبه به. وأضاف: لحظة تحديد تهديد مباشر على أفراد القوة تم إطلاق نار لإزالة التهديد وتم رصد إصابة؛ لافتًا إلى أن تفاصيل الحدث قيد التحقيق.

 

وزعم أن المبنى استخدم فى الآونة الأخيرة لنشاطات لحزب الله تحت غطاء بنية تحتية مدنية؛ مضيفًا: الحديث عن مثال آخر لطريقة عمل حزب الله، والتى تعرض سكان لبنان للخطر، مستغلة بشكل سخيف المرافق المدنية لأغراض إرهابية.

 

وسيواصل الجيش الإسرائيلى العمل لإزالة أى تهديد يواجه إسرائيل.

 

ماذا فعل لبنان؟

بالمقابل يتحرك لنبان بخطى متسارعة على الصعيد مين الدبلوماسى والعسكرى؛ حيث وحه رئيس لبنان العماد جوزاف عون قائد الجيش العماد رودولف هيكل بصرورة تصدى الجيش لأى توغل إسرائيلى فى الأراضى الجنوبية بلبنان، دفاعا عن الأراضى اللبنانية وسلامة المواطنين.

 

واطلع العماد هيكل الرئيس على تفاصيل التوغل الإسرائيلى الذى حدث فى بلدة بليدا واستشهاد احد العاملين فى البلدية إبراهيم سلامة خلال قيامه بواجبه المهني.

 

واعتبر الرئيس عون أن هذا الاعتداء الذى يندرج فى سلسلة الممارسات الإسرائيلية العدوانية، أتى بعيد اجتماع لجنة مراقبة اتفاق وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم) التى يفترض إلا تكتفى بتسجيل الوقائع بل العمل لوضع حد لها من خلال الضغط على إسرائيل ودفعها إلى التزام مندرجات اتفاق تشرين الثانى الماضى ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية.


ومن جانبه علق وزير الداخلية اللبنانى على الاعتداء الإسرائيلى فى بليدا قائلًا إن هذا الاعتداء يُعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وشدد على ضرورة قف الاعتداءات بحق المدنيين والمنشآت العامة.

 

تعليق حزب الله

من جانبه؛ اتهم حزب الاعلام واشنطن بالتواطؤ مع إسرائيل فى توجيه ضربات تصعيدية؛ مستشهدا بأن هذه الضربات جاءت مباشرة بعد ‏زيارة الموفدة الأمريكية مورجان أورتاجوس إلى لبنان ‏وترأسها اجتماعات لجنة الميكانيزم (مراقبة وقف إطلاق النار)، مؤكدًا أن العدوان ‏الصهيونى على بلدنا يتم بشراكة وتواطؤ أمريكى، وأن واشنطن ‏هى صاحبة ‏الضوء الأخضر لكل تصعيد إسرائيلى ولكل عدوان، بهدف الضغط على لبنان لتنفيذ ‏أجندة ومشاريع خبيثة ‏لا تتوافق مع مصلحته الوطنية ولا تحفظ له سيادته وعناصر ‏قوته. ‏

 

وأكد حزب الله، فى بيان صادر عنه اليوم الخميس، أن "العدو الصهيونى المجرم يواصل مسلسل جرائمه على الأراضى اللبنانية، ويمعن فى ‏توغلاته وانتهاكه لسيادة لبنان‏وحرمة مواطنيه، غير آبه بالاتفاقات والتفاهمات ‏والقوانين الدولية، إذ توغل فجر اليوم فى عمق بلدة بليدا الحدودية ‏واقتحم مبنى ‏البلدية وأعدم بدم بارد موظف البلدية الشهيد إبراهيم سلامة وهو نائم فى فراشه، فى ‏جريمة تؤكد على ‏إجرام ووحشية هذا العدو المتعطش إلى القتل وسفك الدماء دون ‏أى مبرر".‏

 

آخر تطورات الأوضاع جنوبًا

يشهد جنوب لبنان غارات إسرائيلية مكثفة، وقال الجيش اللبنانى ووزارة الصحة، وتضغط إسرائيل على لبنان لنزع سلاح حزب الله وقال لبنان أن غارة إسرائيلية تم شنها على سيارة فى بلدة حاروف بقضاء النبطية جنوبى البلاد، أدت إلى سقوط شخص وإصابة آخر بجروح.

 

وفى وقت سابق استهدف الجيش الإسرائيلى قائد الوحدة اللوجستية التابعة لجماعة "حزب الله" فى غارة بمسيرة، أثناء قيادته سيارته فى بلدة تول جنوب لبنان، قرب النبطية.

 

وتم التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحزب الله، فى نوفمبر الماضى بوساطة أمريكية بعد قصف متبادل لأكثر من عام، لكن إسرائيل ما زالت تسيطر على مواقع فى جنوب لبنان، رغم اتفاق الهدنة وتواصل شن هجمات على شرق البلاد وجنوبها.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة