قد تبدو القصص المؤثرة فى الأفلام مبالغًا فيها، لكن بعض الوقائع الحقيقية تتفوق على الخيال نفسه، ففى ولاية فلوريدا الأمريكية، عاش سكان أحد الأحياء لحظات لا تُنسى حين شهدوا مشهدًا إنسانيًا نادرًا يوثق عودة كلب لصاحبه بعد ضياع دام أكثر من سبع سنوات كاملة.
القصة بدأت عندما تلقى أحد رجال شرطة فلوريدا بلاغًا بوجود كلب هائم فى الشارع، يبدو عليه الإرهاق لكنه يحمل نظرات مترقبة تشبه سؤالًا معلّقًا فى الهواء.
كيف عرف الشرطى هوية الكلب؟
اقترب الشرطى منه بحذر أول الأمر، ثم لاحظ وجود شريحة تعريف إلكترونية تحت الجلد وهو ما دفعه لاصطحابه فورًا إلى وحدة الحيوانات المحلية لفحص هويته.
النتيجة كانت صاعقة للجميع، حيث كان اسم صاحب الكلب ما زال محفوظًا فى النظام، رغم مرور كل هذه السنوات الطويلة.
جرى الاتصال بصاحب الحيوان، الذى كاد لا يصدق الخبر فى البداية، ظنًا أنه مجرد تشابه بيانات أو مزحة ثقيلة، لكن لحظة اللقاء بددت كل شكّ حين ركض الكلب نحوه بقوة، يهز ذيله بجنون، وكأنه يحاول احتضانه بكل سنوات الغياب دفعة واحدة.
شهود العيان قالوا إن الكلب كان يقفز ويصدر أصواتًا عالية، بينما الرجل جثا على ركبتيه يحتضنه والدموع فى عينيه. البعض وصف المشهد بأنه معجزة صغيرة، وآخرون قالوا إنّه تذكير قوى بأن الوفاء ليس مجرّد كلمة جميلة، بل غريزة تنبض حتى لو مر العمر كله.
الشرطة نشرت المقطع عبر حسابها وعلقت: قد تفقد شيئًا لسنوات، لكن الحب الحقيقى يعرف طريقه دائمًا. قصة رغم بساطتها حملت فى طياتها معاني كبيرة وفاء، ذاكرة لا تشيخ، وأمل لا يصدأ مهما طال الغياب.